"الغاز" يفضح المطامع الاقتصادية لـ"حزب الله" في سوريا - It's Over 9000!

"الغاز" يفضح المطامع الاقتصادية لـ"حزب الله" في سوريا

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

في تحرك غير مفاجئ، أعلن رئيس النظام السوري (بشار الأسد) الجمعة الماضية خلال حديثه لوكالة "سبوتنيك" أن أسواق سوريا مفتوحة الآن لاستثمارات الشركات الروسية، وأن هناك بعض العقود في مجال النفط والغاز حاليًا في مراحلها النهائية قبل التوقيع.

ما سبق يعني أن روسيا تمضي نحو جني ثمار أطماعها الاقتصادية في المناطق السورية التي تكتنز ثروة من النفط والغاز، لكن ومع اتضاح المصلحة الروسية والأميركية أيضًا في ملف الغاز السوري، يظهر "حزب الله" اللبناني الذي استبعد دائمًا أي مطامع اقتصادية له بسوريا، فقد أكد أن مشاركته في الحرب السورية تأتي بهدف منع السيطرة الأميركية على ممرات وحقول الغاز السورية.

اليوم يعمل الحزب لتحقيق حلم الحليف الإيراني بمرور خط الغاز الخاص به والذي سيجعل إيران أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وفقًا لموقع "جلوبال ريسيرش" الكندي، هذه المعركة التي تتزامن مع تدهور الوضع المالي للحزب تجعلنا نطرح تساؤلاً حول إمكانية تحويل الصراع أو تغير اتجاه بوصلة الحزب نحو تحقيق مصالح اقتصادية خاصة به في سوريا.

(حزب الله) ومعركة الغاز

"ما يجري في المنطقة هو صراع على النفط والغاز والمستقبل"، ذلك جزء مما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب (محمد رعد) في 23 نيسان (أبريل) الجاري، مضيفًا في احتفال تأبيني في حسينية دير الزهراني أن "مسؤوليتنا هي أن نعرف ما يجري من حولنا، ويجب أن نعرف من هو العدو الحقيقي".

لذلك يمكنا طرح تساؤل حول إمكانية اعتبار كلام رعد بمثابة "إعلان الحزب صراحة أنه جزء من معركة الغاز"، كما يقول  الكاتب (خضر حسان) الذي يضيف "إن اعتراف الحزب في الصراع من أجل النفط والغاز، يعني أن الحلف الذي يسانده، يصارع الولايات المتحدة، بشأن الهدف نفسه. أي أن الحزب منخرط في معركة من ضمن أهدافها السيطرة على النفط والغاز في سوريا والمنطقة. إلا إذا كانت أميركا تريد طريق الغاز، وإيران وروسيا تريدان تأكيد عروبة سوريا والمنطقة"، ويتابع (حسان) القول في مقاله له في موقع "المدن" اللبناني: "الحزب إذاً يرى ما يحصل، بعينٍ خبيرة. وخبرته هذه أفضت إلى تسليمه بالبُعد الاقتصادي الذي تشكل ممرات الغاز عماده الأساسي، مع ذلك، لم يحشد جمهوره بخطاباتٍ علمية تُبرز سبب قتاله في سوريا من أجل منع السيطرة الأميركية على ممرات وحقول الغاز السورية. وإذا كان الحزب يرفض السيطرة الأميركية على طريق الغاز السورية، فإن مشاركته في الحرب تعني أنه يوافق على سيطرة روسيا وإيران على تلك الطريق، انطلاقا من مساندته إيران وروسيا في مشروعهما".

إيران تعيق مطامع حزب الله

يقول المحلل السياسي (إبراهيم العلبي) إن دخول حزب الله في الحرب السورية يأتي أولًا ضمن الاستجابة لأوامر الولي الفقيه الذي يؤمن حزب الله ويعتقد بطاعته، فلا خيار للحزب غير التدخل بسوريا بهدف الحفاظ على المصلحة الإستراتيجية ببقاء النظام.

ويوضح (العلبي) أن الحزب يعتقد مثله مثل بقية أقطاب محور إيران أن انهيار النظام سيجلب نظاماً معادياً لهم في سوريا وهذا بحد ذاته أكبر خطر يحاول أن يقاومه من خلال تدخله في سوريا، ولذلك يرى (العلبي) أن تدخل الحزب لا يتعلق بأطماع اقتصادية، ويقول لـ"بلدي نيوز": "من هو حزب الله حتى يكون له مصالح اقتصادية معلنة في سوريا، فلا هو مؤسسة أو شركة قانونية ولا هو دولة أو حكومة، بل هو منظمة مدرجة ضمن قوائم الإرهاب في عدة دول، ويواجه عقوبات مالية"، ويشدد (العلبي) على أن من وقع العقود والمواثيق مع النظام السوري هي إيران وليس الحزب، ومن غير المنطقي أن تعطي إيران لحزب الله مهمة إدارة أي عقد من تلك العقود، ويقول: "معروف أن موارده المالية تأتي من أعمال مشبوهة، إذ أثبتت تقارير تورطه بتجارة محظورة كالمخدرات وما شابه، وإذا كان الحزب مهتماً لهذه الدرجة بالغاز في سوريا، لماذا لا يهتم أساسًا بالغاز المكتشف في لبنان، فهو امتداد للموجود في سوريا، ويختم حديثه بالتأكيد على أن "جميع المؤشرات تدلل على أمر واحد لتدخل حزب الله في سوريا، وهي مهمة موكله له من إيران والتي تقوم على منع سقوط الأسد بأي ثمن".

الحزب محاصر

يقول المحلل السياسي (جميل عمار) أنه لا وجود في سوريا لكميات غاز بأحجام مغرية، وإلا كانت الشركات الأمريكية أول من وضع يدها عليها في المنطقة، ويضيف: "حزب الله عبارة عن أداة تنفيذية تابع مرتزق، تحصيل الأموال لدي الحزب قادمة من إيران فقط، وهو يحرص على أن تكون سوريا هي خط الإمداد المستمر كونها قناة التواصل له حتى الآن، فالبحر محاصر من اليونيفيل التي تراقب الشواطئ اللبنانية وإسرائيل تراقب كل السفن التي ترسي في لبنان، فعن طريق لبنان من الصعب تمرير أي دعم لحزب الله".

ويتابع القول: "حتى أمريكا وضعت في مطار رفيق الحريري كعملية رد فعل على الأمن اللبناني الذي يسيطر عليه حزب الله، أجهزة للكشف عن أموال نقدية تهرب من إيران للبنان، كنوع من الحصار على الحزب"، ويشدد (عمار) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" على أن الحزب يدرك أن سقوط النظام في سوريا يعني قطع الحبل السري الذي يغذى من قبل إيران، ويضيف: "مصالح إيران أبعد من المصالح الاقتصادية، هناك مصالح سياسية تنطوي تحتها مصالح اقتصادية، إيران تريد عمل سيطرة  سياسية من خلال الهلال الشيعي، وهو ما يعني أنها ستسيطر على كل الموارد الاقتصادية بالكامل".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//