Middle East Eye – ترجمة بلدي نيوز
قال جندي منشق عن الجيش السوري (خالد الشامي) أن "إيران وحزب الله المدعوم من قبل الميليشيات الشيعية يشكلون الغالبية العظمى من القوات المقاتلة في سورية ويسيطرون فعلياً على الجيش" .
وقال الشامي للارا نيسلون في صحيفة (عين على الشرق الاوسط)، في مقال نشر يوم الأربعاء، بأن الميليشيات الأجنبية قد تجاوزت الجيش السوري: "من المهم أن ندرك شيئاً واحداً، الجيش السوري لا وجود له بعد الآن، فمعظمه ميليشيات إيرانية ولبنانية".
وقد انشق الشامي عن قوات الأسد للانضمام الى المعارضة السورية في شهر تموز، وكان جندياً في الفرقة المدرعة التاسعة في جنوب سورية، حيث تقوم قوات الأسد بقتال الجماعات الثورية المناهضة هناك .
وأضاف الشامي والذي يعيش الآن في الأردن، بأن70 % من الجنود في الفرقة المدرعة التاسعة هم لبنانيون وإيرانيون، كما ان الداعمين الرئيسيين للأسد _ إيران وحزب الله اللبناني - يقاتلون جنباً إلى جنب مع روسيا في حرب الأسد ضد القوات الثورية التي تسعى للإطاحة به.
هذه ومن جهتهم، فقد زعم المسؤولون الإيرانيون مراراً أنهم لم يقدموا سوى المستشارين العسكريين للرئيس الأسد، ولم يزودوه بقوات على الأرض، ودافع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عن دور بلاده في سوريا، معتبراً أن إيران تحاول تسهيل عملية السماح للسوريين بتقرير مصيرهم دون تدخل خارجي.
ومع ذلك، تشير التقارير الأخيرة إلى أن الآلاف من الإيرانيين قد انضموا في هجوم كبير على شمال سورية، لاستعادة الأراضي من الجيش الحر.
فيما عبر حزب الله صراحةً عن دعمه العسكري للرئيس الأسد وقد قال بأن هدفه استباقي لضرب الجماعات الإرهابية بمن فيها تنظيم الدولة الإسلامية، لمنعهم من الحصول على موطئ قدم في لبنان.
هذا ويصنف حزب الله اللبناني كجماعة إرهابية بحسب القائمة الموضوعة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكن روسيا قالت يوم الأحد، أنها تعتبر هذه الحزب والذي اختير برلمانياً في لبنان، "قوة اجتماعية وسياسية مشروعة".
وقال الجندي السوري المنشق، أنه من خلال تجربته في الجيش، وجد أن إيران وحزب الله لا يلعبون دورا مسانداً، بل يسعون للسيطرة على قوات الرئيس بشار الأسد، مضيفاً: "الإيرانيين وحزب الله ليسوا تحت سيطرة الجيش السوري بل العكس هو الصحيح".
ويضيف محمد: "يسيطر عشرة من الضباط الإيرانيين رفيعي المستوى على الفرقة المدرعة وهم من يخطط للمعارك، أما غرف العمليات فلا يدخلها إلا الضباط الإيرانيين وعناصر حزب الله ولا يسمح لأي سوري بالدخول"، فـ "القائد في أي معركة هو ضابط من الحرس الثوري الإيراني ونائبه ضابط من حزب الله".
فيما قال أبو أسامة الجولاني، وهو قائد في الجيش السوري الحر وضابط في الجيش السوري سابقاً: "جميع من نحاربهم اليوم هم أجانب".
وقال ضابط آخر، منشق عن الجيش السوري: "إن الجنود السوريين في جيش الأسد يتلقون اسوأ معاملة مقارنة مع الإيرانيين واللبنانيين، فحتى الميلشيات اللبنانية المدنية مخولة بأن تأمر الجندي السوري بما يتوجب عليه القيام به أو أن تصرفه لمكتبه"، وأضاف الجندي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "أن هذه الميلشيات تحصل على طعام وأسلحة أفضل كما أن لهم احترام اكبر، فهم يعتقدون أنهم هنا للدفاع عن سورية التي فشلنا نحن بالدفاع عنها ولذلك يعاملوننا دون اي احترام".
وقد زعم الشامي بأنه قد دفع له كراتب شهري في الجيش مبلغ 60 دولار فيما يتقاضى جنود حزب الله 400 دولار، كما قال أنه شاهد مقتل جنديين اثنين ممن حاولوا الانشقاق على يد قوات الاسد .
وأضاف الشامي أن الميليشيات الإيرانية وقوات حزب الله بالإضافة إلى الميليشيات الشيعية المختلفة، في الغالب من العراق، احتلت المساجد السنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها ووضعت ملصقات زعيمهم الراحل (روح الله الخميني) بالإضافة إلى زعيم حزب الله (حسن نصرالله).
ومن خلال صحيفة (عين على الشرق الأوسط ) قدم الشامي شكره الجزيل لقوات الجيش الحر الذين ساعدوه على الانشقاق ليكون مع الجانب الصحيح.
هذا وقد عززت روسيا من مساعداتها لقوات الأسد بالتدخل نيابة عنهم والذي قيل أنه من أجل تعزيز موارد الجيش السوري الآخذة بالانخفاض، وذكرت صحيفة الجارديان في تشرين الاول أن الجيش السوري لديه الآن نقص بعدد الجنود بنسبة تتراوح بين 80،000 و 100،000 جندي، عن المستوى السابق في عام 2011 وهو 300،000.
ورغم توق الدول الغربية لإزالة الاسد، فقد تغير ذلك عقب هجمات باريس الإرهابية والتي قتل فيها أكثر من 129 شخصا، وقررت إثر ذلك شخصيات بارزة بدعم الرئيس السوري المحاصر.
فقد قال قائد الجيش البريطاني السابق السير ديفيد ريتشاردز، يوم الاربعاء، أن الاسد يمثل القوة "الأكثر مصداقية على الأرض لمحاربة تنظيم الدولة".
كما صرح وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا أن الأسد يمثل "أهون الشرين"، وهومن أبرز من دعا إلى التعاون مع دمشق ضد تنظيم "الدولة" .
وقد قتل اكثر 250.000 شخص في الحرب الأهلية في سورية، والتي بدأت في منتصف عام 2011، بعد أن عمل نظام الأسد على قمع الاحتجاجات التي تدعو إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية ، باستخدامه القتل الوحشي والمجازر.
وفي هذا السياق، اجتمع أعضاء من المجتمع الدولي في فيينا مؤخرا في محاولة لإيجاد حل متفق عليه لإنهاء الحرب الأهلية، على الرغم من أن السوريين لم يكونوا حاضرين في المحادثات.
وأعلن فريق دعم سورية الدولي، والذي يضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها، عن اقتراح لتنفيذ وقف إطلاق النار فوراً، وإجراء انتخابات في غضون 18 شهرا. ومع ذلك، نددت جماعات المعارضة السورية بالخطة واصفة إياها بأنها "لا شيء أكثر من الكلام".