بعد ضرب مطار الشعيرات.. ما رسائل (ترمب) السياسية والعسكرية للأسد وحلفائه؟ - It's Over 9000!

بعد ضرب مطار الشعيرات.. ما رسائل (ترمب) السياسية والعسكرية للأسد وحلفائه؟

بلدي نيوز-(ميرفت محمد)
جاءت الضربة الأمريكية بالأمس لأحد مطارات النظام محملة بالعديد من الرسائل السياسية أكثر مما هي محملة بالمتفجرات، فبينما يرى المحللون السياسيون أن أمر الخلاص من الأسد الذي تم اتخاذه بشكل فعلي قد لا يكون أولوية عند أمريكيا الآن، يقرءون رسائل عاجلة وآنية في الضربة الأمريكية، لا تقتصر على النظام وحده.
فجملة من الرسائل تحملها هذه الضربة لأطراف أخرى غير النظام، رسائل للحليف الروسي في المقدمة، وهناك الحليف الآخر وهو إيران وميلشيا حزب الله، "بلدي نيوز" في هذا التقرير تحاول قراءة ماهية رسائل الرئيس الأمريكي (رونالد ترامب) السياسية والعسكرية للأسد وحلفائه؟
إذلال مباشر لروسيا
يشدد الإعلامي السوري (فراس ديبة) على أن العملية الأمريكية شكلت إذلالاً مباشراً لروسيا التي تم إبلاغهم بالعملية قبل دقائق فقط، حيث طلب الأمريكيون من الضباط الروس مغادرة مطار الشعيرات المستهدف، ويتابع القول : "حتى في الضربة وأسلوب الإبلاغ هناك إذلال كبير، لم تكن هناك مضادات صواريخ تعترض صواريخ "توماهوك" الأمريكية، ولم يكن هناك أي تصرف روسي تجاه العملية العسكرية، وبالتالي روسيا لن تشكل أي عائق بالمعني الحقيقي، وستكون في حالة ممانعة للحالة الأمريكية، ولا يمكن أن تصل إلى مرحلة الإعاقة"، ويشدد (ديبة) على أنه لا يمكن لروسيا منع أمريكا من أي تصرف، فترامب قال في خطاب النصر يوم الانتخابات الأمريكية، انه سيسعي لأن يعيد الدور الأمريكي ويعيد الهيبة الأمريكية، التي فقدت خلال السنوات الماضية، هذه الهيبة تقتضي أن تتدخل أمريكا في أي ملف دون الرجوع لأي أحد.
ويشير (ديبة) إلى أن إيران خارج هذه المعادلة، فالرسائل الهامة هي لروسيا والأسد، أما إيران فهي على هوامش المعادلة وليست ضمنها، ويضيف: "لكن إيران مضطرة للإسراع بقراءة المواقف الأمريكية، لأنها أمام إدارة أمريكية جديدة تنفذ ما تقوله، وسبق وأعلنت مواقف سلبية من إيران"، وفي الضربة الأمريكية يقرأ (ديبة) أبعاد كثيرة أهمها أن : "أمريكيا أصبحت لاعباً مباشراً وليس لاعباً خلفياً كما كانت من قبل، أصبحت لاعباً يتدخل بسلاحه وقوته العسكرية بشكل مباشر للمرة الأولى منذ بداية الثورة السورية، وهو أمر هام جدًا استراتيجيًا يلغي الهيمنة الروسية المتفردة".
لكن هل ستكون نهاية الأسد قريبة على يد ترامب، يجيب (ديبة): "الأمر يحتاج لترتيبات كثيرة قبل البدء بتنفيذ عملية القضاء على الأسد بشكل كامل، فأمريكيا لا تثق بمعظم القوى الموجودة على الأراضي السورية، المحسوبة على المعارضة السورية المسلحة بكافة مسمياتها، ومشكلتها ليست فقط مع تنظيم "الدولة"، هناك مشكلة في قوى أخرى مثل النصرة وحلفائها التي تصنفها أمريكا على أنها قوة إرهابية"، نقطة أخرى يتطرق لها (ديبة) خلال حديثه لبلدي نيوز فيقول : "المشكلة أيضًا في عملية الانتقال السياسي، ففي حالة سقوط النظام الآن بشكل مفاجئ، ستدخل سوريا في فوضى سياسية نتيجة غياب مؤسسات الدولة، هذه الحالة لا تناسب الأمريكان وهي مقلقة للمعظم دول العالم، لذلك يجب ترتيب كافة الأمور السياسية لمرحلة ما بعد الأسد".
الرسالة الأهم لدول الخليج 
توقع المحلل السياسي السوري (جميل عمار) أن يدخل (ترامب) إلى الملعب السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، على عكس الرئيس الأمريكي السابق (باراك اوباما) الذي حافظ على خط التماس أو حتى على مقاعد الاحتياط طيلة فترة حكمه، وتابع القول: "ترامب سيدخل وبقوة، وهو بحاجة من خلال القصف أن يوصل أكثر من رسالة، رسالة للداخل الأمريكي، ورسالة لروسيا وإيران ورسالة للقوة الإقليمية في المنطقة وللنظام في نفس الوقت".
ويوضح (عمار) أن الرسالة الأولى للنظام مفادها أنه ليس له غطاء روسي ممكن أن يحميه من الضربات الأمريكية، ولذلك يجب أن ينصاع للسياسية الأمريكية ولتوجهاتها، سواء كان هنالك توجيه من جنيف وفق الانتقال السلمي للسلطة وما شابه ذلك، أما الرسالة الخاصة بروسيا، فمفادها أن أمريكيا هي صاحبة اليد الطولى وعلى روسيا أن تفهم بأن لها حدود معينة، وأن نشاطاتها ضمن حيز معين تسمح به أمريكا، ويضيف المزيد من الرسائل بالقول: "الرسالة الأهم لدول الخليج، بأن أمريكا ما زالت تشكل حماية لدول إقليمية وبالأخص دول الخليج، أي ما يعني انه لا خوف من إيران، فأمريكيا تمارس سياسية التفرد في المنطقة مرة أخرى، وعلى الخليجيين دعم أمريكيا ماديًا، يعني أن تدفع الفاتورة، لأن الشريك الأمريكي ما زال هو الأقوى".
ويشدد (عمار) على أن هناك رسالة موجهة للإيرانيين، الذين لا ترغب أمريكيا في بقائهم في سوريا، وهذه رغبة أمريكية إسرائيلية في نفس الوقت، وقال :"توجيه ضربة لسلاح الجو التابع للنظام في المطار كقاعدة، يعني في نفس الوقت ليشير أنه من الممكن أن ينال الضرب من الميلشيات الإيرانية أو حتى حزب الله، خاصة أن هذه الضربة رافقت قصف إسرائيل لبعض مواقع حزب الله في القلمون، الرسالة موجهة للأطراف ككل، وإيران لها خصوصية في هذا الموضوع".
منع الحرب الكيماوية
يقول المحلل السياسي المصري (أسامة الهتيمي) أن أمريكيا كانت مضطرة لتعامل مع ما حدث في خان شيخون وبسرعة، ليس لبعده الإنساني، وإنما لبعد آخر يتعلق باستخدام الغاز السام إذ يعني السكوت على ذلك الضوء الأخضر سواء لقوات بشار الأسد أو لغيرها، بإمكانية استخدامه مرة أخرى، ويضيف لبلدي نيوز بقوله: "طبعًا إيران في المقدمة، فالتخوف من أن تستخدم الحرب الكيماوية على نطاق واسع وتستهدف قوات أخرى، كالأمريكيين وغيرهم".
ويضيف (الهتيمي) : "غير أن هذا لا يعني على الإطلاق أن أمريكا ترامب قررت استبعاد الأسد أو إزاحته عن المشهد السياسي في سوريا، فهذا ليس واردًا على الإطلاق في الوقت الحالي، بل يمكن القول وبوضوح شديد أن أمريكا أصبحت في توافق كامل مع روسيا، على ضرورة بقاء الأسد في الحكم، فهو الأفضل مقارنة بغيره، وعليه فالضربات لمطار الشعيرات أولا لتجاوز قوات الأسد للخطوط الحمراء، وثانيًا حتى لا يصاب بحالة من تضخم الذات، فيتصور أنه قادر على حسم المعارك بقواته كما حاول أن يصور ذلك".
ويتابع القول : " أن أمريكا كما روسيا لا يقبلان بتجاوز أي طرف من أطراف الصراع في سوريا للخطوط الحمراء، ومن ثم فإن الضربة الموجهة للأسد رسالة للجميع للتأكيد على هذا المعنى".
حقبة الانفلات الإيراني انتهت
يوضح المحلل السياسي (عبدالعزيز عجيني) أن الإدارة الأمريكية أرادت أن تقول للعالم بأسره، أنها لازالت أمريكا التي عرفها العالم بقوتها وهيبتها، ويضيف : "من بين أهم تلك الرسائل هو ما وصل إلى الروس ومفاده أن الولايات المتحدة حاضرة في الشرق الأوسط وأن الروس لن يسمح لهم بالتفرد بالملف السوري، وأن على روسيا أن تعيد حساباتها في جميع الملفات المتنازع عليها كأوكرانيا وغيرها".
وفيما يتعلق بالرسالة الخاصة بإيران وحزب الله، يصفها (عجيني) بأنها الأكثر وضوحًا وحزمًا، ويشير خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" : "لقد أراد الأمريكيون إفهام الإيرانيين أن حقبة الانفلات الإيراني قد انتهت وأن على إيران أن تعود لحجمها الطبيعي وأن إطلاق يد إيران في المنطقة كان لظروف محددة، وفق أهداف الولايات المتحدة في مرحلة مكافحة الإرهاب".
أما فيما يتعلق بالرسالة الأخرى المهمة فقد كانت لحلفاء أمريكا في المنطقة حسب (عجيني)- بعد تدهور سمعتها عند حلفاءها وذلك لمنع ارتماء بعض الحلفاء في الحضن الروسي، ويختم بالقول : "أخيرًا، ربما أرادت الولايات المتحدة تمهيد المشهد السياسي في المنطقة لعملية سلام على مقاسات أمريكية جديدة ويعتقد أن الوقت قد حان لتغيير نظام الأسد بعد أن استحال إعادة تأهيله أو انتصاره."

مقالات ذات صلة

حسين سلامي"لم يعد لإيران أي وجود عسكري حالياً في سوريا"

سيناتور أمريكي لفصائل المعارضة "فليكن الله معهم، ولسوريا الحرية"

إسماعيل بقائي "نؤكد أهمية الجهود المشتركة في ضمان أمن واستقرار المنطقة"

إجراءات جديدة تتخذها العناصر الإيرانية تتعلق بالاتصالات في البو كمال

الفرقة الرابعة الموالية لإيران تستولي على مناطق في بادية دير الزور وتدمر

الكتيبة النسائية التابعة لإيران في دير الزور وشبح الاغتيالات

//