بلدي نيوز – (منى علي)
توجهت أنظار دول العالم، بما في ذلك الدول الكبرى، إلى البيت الأبيض، لرصد ردة فعل الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب"، تجاه المجزرة الكيماوية التي ارتكبها نظام بشار الأسد أمس الثلاثاء وراح ضحيتها أكثر من مئة مدني جلهم من الأطفال في مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في محافظة إدلب.
دول كبرى مثل فرنسا، اعتبرت المجزرة قياسا لموقف ترمب الغامض من الأسد، إذ اعتبر وزير الخارجية الفرنسية، جان مارك آيرولت، أن الهجوم الكيميائي الذي استهدف خان شيخون، يشكّل "اختبارا" للإدارة الأمريكية الجديدة لتوضيح موقفها من بشار الأسد.
إلا أن الردود الأمريكية الأولية على المجزرة، جاءت غريبة وخارج السياق، فاتهم الناطق باسم البيت الأبيض إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بأنها السبب فيما وصلت إليه الأمور في سوريا، لأنها لم تتخذ في العام 2013 خطوات حاسمة بعد استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية في غوطة دمشق في واحدة من أبشع المجازر عبر التاريخ، راح ضحيتها نحو 1300 شهيد مدني.
أما التصريح الأكثر غرابة والذي يُعتبر في حال تم تبنيه "رخصة قتل عمومي" للأسد، فجاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون"، الذي قال إن الهجوم الكيماوي في سوريا يظهر كيف يتصرف بشار الأسد "بهمجية متوحشة دون وازع"، داعياً روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما لضمان عدم تكراره!.
وقال تيلرسون في بيان "يجب على هؤلاء الذين يدافعون عن الأسد ويدعمونه، ومنهم روسيا وإيران، ألا يراودهم أي أوهام بشأن الأسد أو نواياه. أي شخص يستخدم أسلحة كيماوية لمهاجمة شعبه فإنه بذلك يظهر عدم اكتراث تام بالأخلاق الإنسانية وتجب محاسبته".
وبذلك يكون الموقف الأمريكي المعلن متمثلاً بالطلب من روسيا أن "تفرك" أذن الأسد وتطلب منه ألا يعيد هذه الجريمة بهذا الشكل، بل بأشكال أخرى لا تحرج قادة "العالم المتحضر"!.
وفي هذا السياق رأت المعارضة السورية "بسمة قضماني" أن الهجوم الكيماوي هو "نتيجة مباشرة" للتصريحات الأمريكية في الآونة الأخيرة بأن الولايات المتحدة لا تركز على إزاحة بشار الأسد عن السلطة.
وقالت "قضماني" في تصريحات لرويترز: "أول رد فعل من السوريين هو أن هذا نتيجة مباشرة للتصريحات الأمريكية بأن الأسد لا يمثل أولوية، ولمنحه الوقت والسماح له بالبقاء في السلطة".
وهو ما ذهب إليه أيضا السناتور الجمهوري "جون ماكين" حين قال في مقابلة على شبكة " سي إن إن" الأمريكية إن "الأسد وأصدقاءه الروس تشجعوا بعد سماعهم التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون (حول أن إزاحة الأسد ليست أولوية لواشنطن)، لذلك أقدموا على استخدام الغازات السامة في قصف المدنيين في ريف إدلب".
ومع أن الرئيس ترمب قال مساء اليوم الأربعاء إن موقفه "تجاه بشار الأسد وسوريا تغير كثيرا بعد مذبحة الكيماوي"، إلا أنه "لا يريد الكشف عن طريقة تفكيره وتوجهاته العسكرية في سوريا"، وفق ما قاله للصحفيين، وإلى ذلك الوقت ما الذي سيمنع بشار الكيماوي المحمي من روسيا من إبادة ما تبقى من السوريين؟.