بلدي نيوز-(صالح الضحيك)
حول الأسدان الأب والابن سوريا إلى سجن كبير يحلم جميع شبانه بالخروج منه لتتاح لهم الفرصة لبناء حياتهم ومستقبلهم.
فتحول جواز السفر لحلم كل شاب سوري يعيش في سوريا قبل انطلاق الثورة السورية، فالسفر إلى دول الخليج بقصد العمل لفارق الرواتب الكبير بين سوريا ودول الخليج ولتوافر فرص عمل جيدة هو الفرصة الوحيدة للسوريين لبناء حياتهم.
بالنسبة لنظام الاسد كان يسعى لتهجير الشباب للخارج لكي يتاح له الفرصة لتعبئة جميع الاماكن والوظائف بأشخاص من طائفته أو مؤيديه.
فعلى الرغم من رغبته بذلك فكان يسعى لاذلال وابتزاز السوريين عبر التعقيدات التي كانت توضع للحصول على الجواز قبل الثورة والتي تكلف السوريين الكثير من الرشاوى والواسطات لتجاوزها، من موافقة شعبة التجنيد وورقة الكفالة المالية، وغيرها من الامور، كما أن هنالك شريحة كبيرة من السوريين كانت ممنوعة من الحصول عليه، إما بسبب اعتقالهم سابقا بتهم سياسية ملفقة، او للعديد من الاسباب، فكان هناك الكثير من الشبان الممنوعون من السفر، بسبب خدمتهم العسكرية في مناطق يعتبرها النظام "حساسة"، وكانت تتراوح فترة منع السفر من خمسة سنوات إلى عشرة سنوات حسب مكان الخدمة.
الأغلى والأتعس!
تكلفة الجواز قبل الحرب كانت حوالي أربعة آلاف ليرة سورية أي ما يعادل حوالي 80$ أمريكي قبل ست سنوات، ومع انطلاق الثورة وبداية الأعمال العسكرية رفع نظام الأسد تكلفة الحصول على جواز السفر إلى 400$ (بزيادة 500%)، بعد اقبال السورين على الهرب من الأوضاع المزرية والقصف والمجازر.
ثم قام النظام برفع تسعيرة الحصول على الجواز منذ أيام إلى 800$ الأمر الذي أدى إلى نهاية أحلام الكثيرين في الحصول على هذا الجواز، فأشارت عدة تقارير أن رفع قيمة جواز السفر لهذه القيمة لعدة أسباب هو حرمان المواطن السوري القابع في مناطق النظام من السفر، وزجه على جبهات القتال والتجنيد الاجباري في صفوف القوات الرديفة لجيشه، ومن جهة أخرى هو لدعم الاقتصاد المنهار تماماً بحسب الاقتصادين المراقبين للوضع السوري.
فعلى الرغم من سعره المرتفع، فمن كان له الاستطاعة المالية للحصول على هذا الجواز سيعاني الأمرين، فهو بحاجة لموافقة من شعبة التجنيد، وموافقة من الأمن والتي تكلف مبالغ طائلة كرشاوي للحصول على الجواز عدا تكلفة الجواز نفسه، فتحول الحصول عليه أمرا بات يقارب المستحيل، فالتكلفة العالية لإخراج الجواز تعادل عمل موظف في الدولة عاماً كاملاً، وربما أكثر من عام إذا عرفنا ان وسطي الرواتب في مناطق النظام لا يتجاوز 60 دولارا!.
ما يجعل جواز السفر السوري الاغلى في العالم، على الرغم من أن الدول التي تستطيع دخوله بها محدود جدا، ما يجعله الجواز الاغلى والأسوأ في العالم.
