بلدي نيوز – (تركي مصطفى)
فرضت فصائل الثوار سيطرتها على مساحة كبيرة في معارك ريف حماة إثر بلوغها أسوار مطار حماة العسكري واقترابها من حي بازو في أطراف المدينة الشمالية، بالتوازي مع ذلك تشهد معارك دمشق كر وفر وسط هجوم عنيف للطيران الحربي الروسي بهدف وقف هجوم فصائل الثورة في العاصمة، بعد الانهيارات التي شهدها خط دفاع قوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة لها.
العملية العسكرية لفصائل الثوار في تصاعد مستمر مع بدء الجولة الخامسة من محادثات "جنيف 5"، فلا يزال مسرح العمليات العسكرية في حماة يشهد تقدماً ملحوظا على كافة محاور القتال الممتدة من كوكب شرقاً ولغاية بريديج غرباً، مع ضغط من الوسط على شكل مثلث رأسه في تلة الشيحة المطلة على مطار حماة العسكري، علاوة على التقدم الذي أحرزته بعد السيطرة على قريتي الشير وآرزة المحاذيتين للأحياء الشمالية من مدينة حماة، ومع سيطرة فصائل الثوار على طريق حماة محردة يقترب تقدمه من طريق حماة مصياف، وهذان الطريقان يشكلان أوردة الإمداد الرئيسي لقوات نظام الأسد وميليشيات الشبيحة في مختلف المناطق السورية، علاوة على ذلك تمكن الثوار وفق استراتيجية منظمة من التمركز والتثبيت في المناطق التي سيطروا عليها.
والجدير ذكره، بادرت فصائل الثوار في ريف حمص الشمالي تزامنا مع التقدم في ريف حماة من التحرك السريع ومشاغلة قوات النظام على الطريق الواصل بين السلمية ومدينة حمص.
وتشهد معارك دمشق في الأحياء الشرقية من العاصمة كر وفر بعدما تمكن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وغيرها من الفصائل من كسر خط دفاع قوات النظام، الذي قامت بتحصينه قبل سنتين والتوغل إلى داخل حي العباسيين والمنطقة الصناعية في القابون والسيطرة ناريا على شارعين استراتيجيين هما فارس الخوري والعدوي، ومع الانهيارت التي شهدتها قوات النظام وميليشياته في الأيام الأربعة من الهجوم، كثف الروس من طلعاتهم الجوية التي تجاوزت عشرين طلعة جوية في اليوم الواحد في نقطة جغرافية ضيقة، وفي مناورة لفصائل الثوار، قاموا بإخلاء كراجات العباسيين, وبكمين محكم فاجأت الميليشيات الشيعية المتقدمة بالإغارة وكبدتهم خسائرة كبيرة بالأرواح لتبقى منطقة كراجات العباسيين خط فاصل بين الطرفين بعد أن دمرته الطائرات الحربية الروسية.
ولا تزال معارك دمشق تشهد اشتباكات مستمرة على كافة المحاور بعد استنزاف قوات النخبة التابعة للأسد والميليشيات المساندة له إذ قتل أكثر من مئة عنصر بينهم عشرات الضباط، ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد قتلى الميليشيات الايرانية الشيعية.
وبالعودة إلى معارك حماة، أكدت مصادر ميدانية أن الثوار تمكنوا من التوغل في بلدة قمحانة القريبة من مدينة حماة بعدما كسروا خطوط دفاعات قوات الأسد والميليشيات التابعة لها، وحال استخدام المدنيين دروعا بشرية دون حسم السيطرة على البلدة التي يحاصرها فصائل الثوار من محاور عدة مع تطوير الهجوم صباح اليوم.
هذه المعارك المستمرة سياسياً خلطت أوراق جولة جنيف الخامسة، وحققت ميدانيا عدة أهداف يأتي على رأسها الهجوم العنيف لفصائل الثورة سواء في العاصمة أو حماة ومناطق أخرى في درعا والساحل، وتحرير مناطق واسعة، بالإضافة تحضيرات لمعارك أخرى، واستنزاف العشرات من قوات نخبة الأسد، وهو أمر يمكن ملاحظته وفق مصادر مؤيدة للأسد.