أوهام "روج آفا" تتبخر وآمال "سوريا الموحدة" تنتعش - It's Over 9000!

أوهام "روج آفا" تتبخر وآمال "سوريا الموحدة" تنتعش

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

قبل نحو أربع سنوات، استحدثت جماعات العمال الكردستاني مصطلح (روج آفا)، وأطلقته على الشمال السوري، تلك المناطق التي يضعها حزب الاتحاد الديمقراطي في نطاق إدارته الذاتية المعلنة في الشمال السوري من طرف واحد.

ومع الحديث عن قوات (روج آفا)، أعلنت قبل أيام إدارتها عن انتخاب رئيس جديد، وهو ما يعني أن خارطة التحالفات على الأرض والتي يدفع المواطن الكردي ثمنًا باهظًا لها تسير في اتجاه محاولات تحقيق أطماع السياسيين الانفصاليين الكرد، وهو ما يطرح تساؤلاً حول  مستقبل المشروع الكردي (روج آفا)؟

فقدان الحاضنة الشعبية

يؤكد المختص في الشأن التركي (عبو حسو) أن مشروع الكيان الكردي متوقف حالياً على قرار الرئيس الأميركي  (دونالدو ترامب)، حيث إنه في الثامن والعشرين من شباط الماضي انتهت مهلة الـ30 يوماً التي أعطاها لوزارة الدفاع لإعداد خطة جديدة لمحاربة تنظيم "الدولة".

 ويوضح (حسو) لـ"بلدي نيوز" أنه "إذ غيّرت الولايات المتحدة من إستراتيجيتها في محاربة تنظيم الدولة بالاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية في تحرير مدينة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم واعتمدت بدل ذلك على قوات الجيش الحر مدعومة بالقوات التركية فإن الإسفين الأخير سيُدق في نعش الإدارة الذاتية وقيام كيان كردي مستقل في الشمال السوري"، ويعتقد (حسو) أن تكثيف اللقاءات بين المسؤولين الأتراك والأمريكان خلال هذا الشهر والأجواء الإيجابية التي سادتها تعطي انطباعاً بإمكانية تفضيل ترامب لتركيا على حساب حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ، ويرجع (حسو) السبب الرئيسي لانكفاء المشروع الكردي الانفصالي إلى عملية "درع الفرات" والمشاركة التركية المباشرة فيها وتحرير مناطق جرابلس والباب والراعي وقطع الطريق على قوات سوريا الديمقراطية بحلم وصل منطقة الجزيرة مع عفرين وتشكيل كيان جغرافي متصل وإمكانية فصلها عن سوريا، كما يرى أن هناك سبباً آخر يتمثل في التقارب الروسي التركي وتفهم الروس لمخاوف تركيا الأمنية وموافقتها لعملية "درع الفرات"، أما السبب الأخير والأهم برأي (حسو) فهو العامل الداخلي وفقدان المشروع لحاضنته الأم في الوسط الكردي وارتفاع الأصوات المعارضة لها ومحاولة التغيير الديمغرافي للمنطقة ألّب كل المكونات الأخرى ضد المشروع بل أكثر من ذلك شكل ذلك حالة عداء وطلب للانتقام من حزب الاتحاد الديمقراطي وشركائه من باقي المكونات، وختم بالقول: "لا مستقبل لأي مشروع لا يستند إلى حاضنة شعبية وتوافق من قبل الجميع وخاصة إذا كان المشروع مشروع وطن يجمع الجميع ويكون فيه للجميع حقوق وواجبات متساوية وما قامت الثورة إلا لذلك فلا مستقبل لمن أراد خلاف ذلك".

تركيا بالمرصاد

يبقى مشروع الكيان الكردي قائماً في ظل إدراج سوريا ضمن نطاق الطموح الكردي وبشكل خاص بعد قيام الثورة السورية، مستفيدًا بالطبع من حالة الضعف التي تشهدها سوريا.

لكن إلى أي حد يمكن لهذا المشروع أن يتحقق في ظل المعطيات الجغرافية للمناطق التي يطمح بها الأكراد، وفي ظل المعطيات الديموغرافية التي تجعل من الأكراد أقليات في هذه المناطق التي تحولت وفق السردية الكردية مع انطلاق الثورة السورية إلى مناطق كردية أو ذات أغلبية كردية، يجيب على هذا التساؤل الباحث في شؤون الأقلّيّة الكرديّة وحراكها السياسيّ (مهند الكاطع) فيقول: "على المدى المنظور، هناك شبه استحالة لقيام أي كيان كردي في سورية بسبب المعطيات سابقة الذكر"، ويشير الكاطع إلى أن سلطات أكراد سوريا المتمثلة بجناح العمال الكردستاني السوري المدعوم من النظام، قامت منذ عام 2013 بالإعلان عدة مرات عن قيام مشاريع تخص الإدارة الذاتية، وكلها تندرج ضمن الإعلان المسموح به والمسكوت عنه من قبل النظام بما يشكل ورقة ضغط إضافية على تركيا، أما أي إعلان آخر غير متفق عليه مع النظام أو مع أطراف دولية فاعلة، فأعتقد أنه لن تجرؤ ميليشيات العمال الكردستاني على القيام به لأنها لا تملك قرارها منذ لحظة تأسيسها حتى اليوم.

ويرى (الكاطع) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أن انكفاء المشروع الكردي الانفصالي في ما يسمى (روج آفا)  تلك التسمية التي استحدثها العمال الكردستاني لمناطق الجزيرة السورية التاريخية ومنطقة شمال حلب، سيصده وقوف تركيا الجدي في وجه المشروع واستعدادها التام للتدخل البري بشكل واسع فيما لو لعب العمال الكردستاني مع حلفائه (إيران والنظام) بورقة المشروع الانفصالي في سورية، ويضيف الباحث في شؤون الأقلّيّة: "هذا ما سيجعل هذا المشروع يتوقف في الوقت الراهن، فالمشروع أشبهه (بجنين ولد ميتاً)، لا أمل فيه أبداً، فالوضع الكردي في سورية يختلف تماماً من جميع النواحي عن الوضع الكردي في العراق".

الاضمحلال  التدريجي

يذهب ولاء بيشمركة ما يُعرف بـ (روج آفا) السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، الذي يعد امتداداً لجناح الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق بزعامة (مسعود البرزاني)، فالمقصود بهذه التسمية هي البيشمركة السورية ونواتها العسكريون الكرد المنشقون عن نظام الأسد مع بداية الثورة السورية.

 يرجع المسؤول العام للحركة الوطنية لأبناء الجزيرة (نواف الركاد) أسباب انكفاء المشروع الكردي (روج آفا) إلى جملة من الأسباب، فيقول: "هناك أسباب سياسية تخص حجم الضغط السياسي التركي الذي تمارسه تركيا على حلفائها الاستراتيجيين الدوليين، ولضمور العلاقات السياسية التي تصل حد القطيعة بين قوى الثورة والقوة القائمة على مشروع روج آفا، وغياب الحاضن الاجتماعي في الجزيرة السورية في ظل انصراف غالبية الكرد والعرب والسريان عن هذا المشروع".

ويتوقع (الركاد) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" الاضمحلال  التدريجي ثم التلاشي لهذا المشروع، ويضيف: "سيجد كرد روج آفا أنفسهم مضطرين للانخراط الكامل في المشروع الوطني السوري بعد طرد كافة الأجانب من مشروعهم".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//