بلدي نيوز – (محمد وليد جبس)
فقد الكثير من السوريين أفرادا من أسرهم، ومنهم من فقد جميع أفراد عائلته جراء ظروف الحرب وقصف طيران النظام، واتباع أسلوب التهجير القسري والقصف الممنهج الذي يمارسه النظام على السوريين، فمنهم من قُتل، ومنهم من رحل إلى خارج البلاد وطلب اللجوء إلى دول الجوار.
"أحمد عيدو" أبو يوسف البالغ من العمر 59 عاما، رجل فقد بصره في سجون النظام بعد اعتقال دام لمدة أربع سنوات، ذاق خلالها أبشع وأصعب أنواع العذاب والذل والقهر، وكانت تهمة "أبو يوسف" هي التظاهر ضد النظام في مدينة حلب، ولدى "أبو يوسف" عائلة مؤلفة من 17 شخصا.
يقول أبو يوسف لبلدي نيوز: "اعتقلني النظام من حي الشعار في حلب، بتهمة التظاهر ودامت مدة اعتقالي أربع سنوات زرت فيها أغلب الأفرع الأمنية في حلب ودمشق، وكان يمارس بحقي وحق السجناء أقسى وأعتى أنواع العذاب والذل، وكنت طيلة هذه المدة التي قضيتها في سجني وخاصة المرحلة الأخيرة في سجن صيدنايا أنتظر ساعة خروجي وسماع صوت زوجتي وأبنائي بعد أن فقدت بصري جراء التعذيب بحقي من قبل أحد السجانين".
ويكمل أبو يوسف: "خرجت من السجن في أواخر العام الماضي، وقبل تهجير أهالي أحياء حلب بعدة أيام حيث أوصلني أحد الأهالي إلى حي الشعار، وكنت بشوق كبير لسماع صوت زوجتي وأبنائي وأحفادي، وعند وصولي رافقني أحد جيراني وأبلغني بخبر استشهاد جميع أفراد عائلتي وأبنائهم في قصف مكثف شهده الحي، حيث دمر من خلالها البناء بالكامل ليرقد جميع من فيه تحت الأنقاض".
ويتابع أبو يوسف وهو يغالب البكاء: "زادت حالتي سوءاً يوماً بعد يوم وبدأ النظام بالتقدم إلى الأحياء وكان كل ما تقدم إلى حي يصطحبني الأهالي معهم إلى حي آخر لم تسيطر عليه قوات النظام، وكنت لا أرى شيئاً.. فقط اسمع أصوات القصف وبكاء الأطفال والنساء، حتى سمعت بأن النظام سيخرجنا من حلب إلى ريف إدلب".
ويروي "أبو يوسف" كيف انتهى به المطاف بعد التهجير من حلب في أحد دور العجزة في بلدة "الدانا" بريف إدلب في الشمالي السوري، وهو ينتظر بصيص أمل بأن يحضن من تبقى من أقاربه أو يلمس أحدهم بعد فقدانه البصر وعدم تمكنه من رؤيتهم.