بلدي نيوز – جنيف (خاص)
مع مرور اليوم الخامس من انطلاق الجولة الحالية لمفاوضات جنيف٤ لإيجاد حل سياسي للقضية السورية، تبدو المعارضة السورية أكثر اتزاناً من وفد نظام الأسد الذي فشل في تحويل الملف السياسي إلى مناقشة مكافحة الإرهاب.
وتحاول المعارضة السورية في هذه الجولة أن تبدو إيجابية في تعاملها مع الأفكار التي يطرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا للوفود السورية من أجل تنفيذ القرارات الدولية الخاصة في الشأن السوري، حيث يسلم وفد المعارضة السورية أجوبته حول الأوراق التي قدمها الوسيط الدولي اليوم الاثنين خلال الاجتماعات المقررة.
ومع ذلك لا تزال هناك تحديات تواجه المعارضة السورية، وعلى رأسها متابعة بحث النقاط الثلاث التي طرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، والأخرى الطعن المستمر من قبل النظام بشرعية وفد المعارضة وضرورة تمثيلها بالكامل من قبل كافة المنصات الموجودة الأخرى.
فيما يرى كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد صبرا أن هناك ثلاثة تحديات أخرى وهي "عدم جدية النظام في المفاوضات ومحاولاته إفشالها، وعدم جدية المجتمع الدولي بإيجاد حل سياسي للقضية السورية، وعدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في حماية المدنيين".
وأضاف في تصريح خاص لـبلدي نيوز اليوم من جنيف، أن جوهر القرارات الدولية هو تطبيق الانتقال السياسي، مؤكداً أن المعارضة تركز على هذه النقطة بالتحديد.
وكان الوسيط الدولي قد تمكن منذ اليوم الأول في تحقيق اختراق كبير من خلال جمع كل الوفود على منصة واحدة في الجلسة الافتتاحية، وحاولت بعثة الهيئة العليا للمفاوضات فيما بعد بإعادة ترتيب أوراقها وتثبيت خطوطها الحمراء تجاه مرجعيتها، كما تحاول أن تجعل عملية المفاوضات تركز على تطبيق الانتقال السياسي.
كما طرح دي ميستورا في اليوم الثاني من الجولة "أفكاراً لجدول أعمال المحادثات"، وحسب مصادر خاصة فأن المعارضة السورية استلمت أوراقاً تتضمن تناول ثلاث سلات وهي "الحكم" الشامل، غير طائفي، ذي مصداقية، و"الدستور" وفق جدول زمني معين، و"الانتخابات" الحرة النزيهة التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركة جميع السوريين، وشدد على وجوب بحث هذه السلات بـ "التوازي"، ولم يغلق دي ميستورا الباب أمام تناول سلات جديدة كتثبيت وقف إطلاق النار التي تتولى مهمتها اجتماعات "الآستانة" إذا رغبت الأطراف بذلك، أو سلة إعادة الإعمار، كما عرض على الأطراف إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة.
وحث ممثلي مجموعة أصدقاء الشعب السوري المتواجدين في جنيف المعارضة السورية على "عدم التخوف من مناقشة الدستور"، معتبرين أن فتح السلات الثلاثة سوف يربك النظام ولن يتمكن وقف المفاوضات أو حتى تحويل مجرى العملية السياسية إلى مكافحة الإرهاب، وذلك حسب ما ذكرت ذات المصادر.
وترفض المعارضة السورية مناقشة الدستور أو الانتخابات بشكل كامل، وإنما مناقشتها في الإطار العام، معتبرة أن هذه القضايا هامة ولكن الشعب السوري هو من يقررها بعد الانتهاء من تطبيق عملية الانتقال السياسي.