بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد عمر)
تتواصل الهجمة العسكرية بالصواريخ والمدافع والرشاشات الثقيلة على بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق الغربي، منذ أكثر من شهرين، حيث تسبب القصف باستشهاد 17 مدنيا، وجرح أكثر من 350، مما دفع الأهالي للاحتماء في بعض المنازل الآمنة والبعيدة عن القصف.
ومع تصاعد حدة القصف، وتوسع دائرة المناطق المستهدفة ومشاركة جميع الحواجز المحيطة بالبلدتين بعمليات القصف، لم يبق للأهالي أي ملجأ للاحتماء من القصف اليومي، الأمر الذي دفعهم لفكرة حفر الملاجىء، واستخدامها للاحتماء من القصف اليومي.
"محمد حاوي" أحد سكان بلدة مضايا تحدث لبلدي نيوز عن التجربة بالقول: "منذ زمن وبلدات مضايا وبقين تتعرضان للقصف المستمر من حواجز قوات النظام، من كل الاتجاهات، حيث باتت جميع أحياء البلدتين على قائمة الاستهداف، ولم يعد هناك مناطق آمنة للاحتماء فيها، فبتنا نخاف بشكل كبير من استمرار الحملة".
وأضاف حاوي "استمرار القصف دفعنا للتفكير ملياً في إنشاء ملاجىء علها تقي أطفالنا من القصف اليومي ورصاص القناصات والرشاشات، حيث بدأت الفكرة بمبادرات فردية، وبدأنا بحفر الملاجىء، حيث قمت بحفر ملجأ تحت منزلي في التراب، شاركني في ذلك جيراني، حيث تمكنا من حفر ملجأ لنا ولهم بمساحة جيدة، ومجهز بمداخل عدة، لتسهيل عملية الوصول إليه، كما قمنا بإنارته".
بدوره قال "فراس الحسين" عضو المجلس المحلي في مضايا وبقين لبلدي نيوز: "في بلدة مضايا نحتاج للكثير من الملاجئ ونحتاج لطرق إسعافية خاصة بين مضايا وبقين، فالطريق الوحيد الذي يربط البلدتين مستهدف من القناصات بشكل كبير، وقد قمنا بالتواصل مع الدفاع المدني لإعداد خطة لحفر ملاجئ آمنة متعددة ومخدمة وفتح طرق إسعافية. وهم بدؤوا بذلك ولكن قلة الدعم وانعدام توفر المعدات اللازمة أجبرتهم على التوقف"، مطالباً إدارة الدفاع المدني بريف دمشق بمساعدة مركز مضايا لإنجاز هذا المشروع لتخفيف الضحايا قدر الإمكان.
وتمتاز الطبيعة الجبلية في بلدة مضايا وبقين بقساوة صخورها ما يجعل الحفر في المناطق الصخرية أمراً بالغ في الصعوبة، إلا أن عزيمة الأهالي وإصرارهم على الحياة وتحدي الحصار والقصف جعل الصخر بأيديهم هشاً ليناً، مؤكدين ثباتهم وصمودهم في وجه آلة القتل التي تتشارك فيها قوات الأسد وميليشيات "حزب الله" الإرهابية.
