بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد عمر)
قامت العديد من مدن وبلدات ريف دمشق بما سمي بـ "المصالحات" مع حكومة النظام خلال الفترة الأخيرة ببنود واضحة تم الاتفاق عليها، لكنها على أرض الواقع لم تنفذ من قبل النظام بشكل كامل، وأظهرت الوقائع تلاعب النظام بتلك الاتفاقات.
وتضمنت معظم اتفاقات المصالحة عفوا عاما عن جميع "المسلحين" الراغبين بتسوية وضعهم مع النظام، وخروج كل من لا يرغب بالتسوية إلى إدلب، وإخراج المعتقلين من سجون النظام من هذه المناطق، إضافة إلى الخدمة العسكرية في قراهم، ومنع دخول جيش النظام تلك البلدات أو المدن.
هذه الشروط أغرت الكثيرين من الشبان ودفعتهم للمصالحة والمهادنة مع النظام، ليقوم النظام لاحقا بخرق هذه البنود بشكل واضح وصريح، حيث قام النظام بحملات اعتقال للشبان وقام بسحبهم لخدمة الجيش الإلزامية خارج مناطقهم، مخالفاً بنود المصالحات، وقام أيضا بدخول المناطق ونشر حواجزه ضمنها بنقاط جديدة.
وفي هذا الصدد، قال مصدر من لجنة المفاوضات في وادي بردى لبلدي نيوز: "قام النظام بافتراس هذه البلدات على التوالي وبشكل منفصل وبمعارك صغيرة لا تتجاوز الـ 30 يوما متواصلا في أضخم المعارك، وقاتل فيها ضمن صفوف النظام عناصر درع القلمون من قدسيا والهامة الذين تم سحبهم مؤخرا بعد المصالحة في بلداتهم ليموت الكثير منهم هناك وينشق الآخرون".
وأضاف المصدر: "هذا الشيء دفع الكثير من شبان المناطق التي صالحت لمحاولة الهروب من الخدمة بالسفر خارج البلاد، فكان رد النظام بحملات اعتقالات كثيفة في هذه القرى والمدن وبالتحديد وادي بردى، وطالت الاعتقالات نساء من مناطق عديدة كان آخرهم 10 من وادي بردى عند محاولتهن الخروج إلى دمشق من الوادي".
وتابع: "نحن في وادي بردى كنا نعلم أن النظام سينكث بعهوده ووعوده ولكنه هدد بتدمير الوادي كاملا، كما فعل في عين الفيجة وبسيمة وهدد بمجازر، في حال استطاع الدخول عسكريا لذلك اخترنا المصالحة بجميع سلبياتها، وأن نقوم بالتضحية بمعتقل أو اثنين أو سحب الشبان للخدمة الإلزامية أفضل لنا من أن يتم تدمير البلدات فوق رؤوس سكانها".
ودخلت هذه البلدات جميعها باتفاق هدنة ومصالحة مع النظام بشروط وبنود واحدة قام هو بوضعها كاملة، لكنه يقوم بخرقها، حيث حتى الآن لم يعد السكان لأي منطقة نزحوا منها بفضل جيش النظام كما لم يتم إعادة إعمار تلك البلدات، في الوقت الذي يعزز النظام نقاطه العسكرية الجديدة داخل تلك المدن والبلدات.