بلدي نيوز – إدلب (خاص)
استشهدت الطفلتان شام وتسنيم، بقصف جوي -يعتقد أنه روسي- على منزلهما في إدلب ليلة الثلاثاء الماضي، كما استشهدت بذات القصف طفلة ثالثة وهي حنان.
تسنيم وشام شقيقتان، تبلغ الأولى من العمر 12 عاما، فيما يبلغ عمر "شام" 17 عاماً، وهي في الصف الثاني الثانوي، ومن المتفوقات في مدرستها، وهما يتيمتان، استشهد والدهما جراء قصف الطيران الحربي لمكان عمله، منذ 9 شهور تقريباً، ولاقى تسجيل مصور لوالدتهم وهي تودعهم نشرته قناة أورينت، انتشاراً كبيراً وتداوله ناشطون سوريون وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين.
كما تداول ناشطون صورة تظهر صديقات الطفلة حنان، والتي استشهدت جرّاء الغارة نفسها، وقد حصلت حنان على شهادة تفوق في مدرستها، إلا أن القصف الجوي حال دون فرحتها بهذه الشهادة، حيث أقامت إدارة المدرسة حفل تكريم للمتفوقات بينهم حنان التي استشهدت قبل ذلك بيوم، فرفعت صديقاتها ومعلميها شهادتها، وأعينهن تذرف الدموع على فراقها.
وتعرضت مدينة إدلب فجر يوم الثلاثاء لقصف جوي مركز من طائرتين حربيتين روسيتين، استهدفتا بشكل عنيف وصواريخ شديدة الانفجار والتدمير مواقع عدة في المدينة، خلفت أربع مجازر راح ضحيتها 29 شهيداً، بينهم 15 طفلاً، و11 امرأة.
واستهدف القصف منطقة مساكن الضباط غربي المدينة تركزت على منزل سكني يقطنه مدنيون، راح ضحيته ستة شهداء وهم أربع نساء وطفلتان، في حين تعرض بناء سكني في وادي النسيم جنوب المدينة لقصف مماثل خلف أربعة شهداء أطفال، كما استهدف الطيران الحربي الروسي بنائين في حي القصور جنوب المدينة، خلف القصف 14 شهيداً بينهم 8 أطفال، و4 نساء، فيما استشهد 5 مدنيين نازحين من مدينة حريتان بقصف مماثل في بناء سكني قريب في حي القصور من بينهم طفل وثلاث نساء.
مراسل بلدي نيوز في إدلب، أحمد رحال، يروى ما حدث ليلة القصف، ويقول "كنت حاضراً على اللحظات الأولى للقصف، وثّقت هول المشهد بكاميرتي"، مضيفاً "ذهبت مُسرعاً لإحدى الأبنية التي تم قصفها، الساعة الرابعة بعد منتصف الليل، كان البناء مؤلفاً من ستة طوابق، ويكتظ بالسكان، جميعهم مدنيون، صُراخهم يملأ الشارع، لعلّ أحد يسرع لإسعافهم وإنقاذهم قبل أن يعاود الطيران قصفه، كان هناك جرحى وشهداء في الطريق والأبنية المجاورة، عملنا على إسعافهم".
ويضيف رحال "صعدت إلى البناء مع فريق الدفاع المدني، كان مدرّج طابقه الرابع والخامس مدمّر، أحضرنا سلُّم وصعدنا من خلاله إلى الطابق الخامس، وعملنا على إخراج الأطفال والنساء، مع فرق الإنقاذ والدفاع المدني، وبقي لدينا الطابق السادس الذي يخرج منه صوت طفل معاق يصرخ "عمّو نحن هون" صعدنا إلى الطابق مسرعين، وقمنا بإخراج عائلة الطفلة حنان، التي لم نجدها في منزلها بعد بحث طويل برفقة أمّها، وأمّها تقول "لا تنزلوا لا تقولوا لي حنان، حنان راحت، حنان ماتت".
ويتابع "بعدها مباشرة انتقلنا إلى الطرف الثاني من البناية، فشاهدنا الطفل وسام وهو طفل معاق يقول لي "يا عمّو وينك صرلي ساعة عم صيح، شوف أمّي وأخوتي" ركضت مسرعاً إلى الداخل فشاهدت والدة أم شام واثنتين من بناتها فقط، حاولنا إخراجها، فقالت لنا، "وين بدي اطلّع وفي تنتين من بناتي ما عم لاقيهن، يا ربي تصبرني اذا كانوا بناتي ميتات، وينك يا شام، يا شام يا حبيبة قلب أبوها، ما ضللي سند بعد موت أبوك غيرك يا بنتي الكبيرة".
ويشير "رحال" إلى أن "فريق الإسعاف وجد الطفلتان شام وتسنيم، خارج المنزل بعد أن رمتهم صواريخ الطيران، من الطابق السادس إلى الشارع".
ويلفت المراسل إلى أن فريق الدفاع المدني لم يخبر والدة شام وتنسيم باستشهادهما، وقال لها إنه أسعفهما إلى مركز طبي، لكن الصباح جاء وكشف هول جريمة الطيران الروسي لكل أهل إدلب وليس فقط لأمها.