بلدي نيوز – (متابعات)
بدأت في مدينة فورتسبورغ بولاية بافاريا الألمانية، أمس الاثنين، جلسات قضية ضد "فيسبوك" بسبب نشر صور للاجئ السوري الشاب أنس معضماني تربطه بتنفيذ اعتداءات إرهابية، وذلك بعد استغلال صورة "السيلفي" مع المستشارة الألمانية أنفيلا ميركل، ويطالب معضماني بحذف المنشورات في قضية هي الأولى من نوعها في ألمانيا.
والتقط اللاجئ السوري الشاب أنس معضماني صورة "سيلفي" مع المستشارة ميركل في أيلول/سبتمبر 2015 في مأوى للاجئين في حي شبانداو في برلين، لتنتشر الصورة في مختلف أنحاء العالم، ويصبح أنس شخصا مشهورا بفضلها، لكن تلك الصورة صارت وبالا عليه فيما بعد وجعلته لا ينام ليالي، وذلك بعد أن انتشرت لأنس على موقع فيسبوك صور مرتبطة بتفجيرات واعتداءات وتتضمن اتهامات له بالمشاركة فيها.
وقال تشان-يو يون محامي معضماني، إن القضاء ينظر في حالتين محددتين تختلفان عن بعضهما لكنهما تمثلان مخلفات قانونية وإضراراً بالحقوق الشخصية، في الحالة الأولى تظهر الصورة التي التقطها مع المستشارة ميركل جنب صورة البحث عن المتسببين عن إضرام النار في رجل مشرد ببرلين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، واتهم معضماني زورا بأنه منفذ العملية وكُتِب تعليقٌ على الصورة "حرق مشرد، ميركل تلتقط سيلفي في عام 2015 مع منفذ العملية"، حسب موقع " دويتشه فيله".
وقال المحامي إنه بعد الاعتداء بشاحنة ثقيلة على سوق لأعياد الميلاد في برلين، ظهرت صورة مركبة من صورة "السيلفي" الأصلية، وساحة "برايتشايدبلاتس" التي كان السوق مقاما فيها، وكتبت على تلك الصورة المركبة العبارة التالية: "إنهم قتلى ميركل".
وقال محامي أنس معضماني تعليقا على هذه الصورة: "هنا لم يتم التلميح إلى أن معضماني هو منفذ الاعتداء، لذلك يمكن القول إن هذه الصورة ربما تنطوي على تعبير عن الرأي مسموح به، غير أن المخالفة القانونية هنا هي استخدام الصورة دون موافقة أصحابها"، وتابع المحامي تشان-يو يون "إن الشخصيات غير العامة يجب ألا تقبل استخدام صورها الشخصية بشكل سيئ في كافة الأهداف السياسية. ويجب أن تؤخذ موافقة معضماني شخصيا عند استخدام صورته".
ويطالب المحامي تشان-يو يون موقع فيسبوك بحذف الادعاءات الزائفة بحق موكله، وحجب صور معضماني، التي يتم وضعها ونشرها بكثافة على الموقع، ويسعى المحامي للحصول على أمر قضائي بذلك، ويقول إن فيسبوك يرفض مطالبه، بحجة أن المواضيع التي تنشر لا تخالف "المعايير المتبعة في المجتمع الافتراضي" التي يفرضها فيسبوك.
ويقول معضماني، إنه عندما نشر صورته "السيلفي" التي التقطها مع المستشارة ميركل في مواقع التوصل الاجتماعي لم يكن يعرف ماذا ستسبب له هذه الصورة من مشاكل في المستقبل.
وكانت المستشارة آنذاك، وبعيد قرارها بفتح الحدود أمام اللاجئين، قد زارت مركزا لإيواء اللاجئين في برلين، وأعربت عن استعدادها لالتقاط صورة مع اللاجئ، لكن الصورة حُورت فيما بعد وانتشرت في سياقات أخرى غالبا ما كانت تصب في الانتقادات التي وجهت لسياسات المستشارة ميركل فيما يخص موضوع اللاجئين.