بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
انتشرت خلال الأسابيع القليلة الماضية العديد من حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد في أوساط المدنيين في مدينة طفس بريف درعا الغربي، تجاوز عددها الخمسين حالة خلال أقل من شهر في ظل عدم قدرة المشافي الميدانية على التعامل مع المرض وقلة الدعم المقدم لها.
وينتشر مرض التهاب الكبد الوبائي في مدينة طفس بريف درعا الغربي، حيث وصل عدد الحالات التي تم إحصائها إلى ما يقارب الـ 62 حالة خلال الشهر الماضي فقط مع توقعات بانتشار المرض في ظل عدم القدرة على التحكم بأسباب انتشاره وعدم القدرة على الكشف عن المرض فوراً.
ويعود سبب انتشار المرض بهذا العدد وبهذه السرعة إلى عدة أسباب أهمها استخدام الصهاريج لنقل المياه المخصصة للشرب وسقاية المزروعات في بعض الأحيان بمياه الصرف الصحي التي تعتبر من أهم أسباب المرض مع انعدام الرقابة الصحية على الأطعمة ومياه الشرب.
الدكتور "أحمد حريدين" رئيس قسم الأطفال بمشفى طفس قال لبلدي نيوز: "خلال الأيام القليلة الماضية بدأنا نلاحظ ظهور حالات من التهاب الكبد الوبائي حيث تجاوز العدد الخمسين حالة حتى الآن من مختلف الأعمار ترجع أسبابها إلى سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي, واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب بسبب تضرر شبكتي الصرف الصحي ومياه الشرب بسبب القصف وعوامل الحرب المتعددة منها قلة الصيانة".
وأضاف الدكتور حريدين: "هناك أسباب أخرى كقلة الاهتمام بالنظافة الشخصية بسبب الفقر والنزوح التي تعد من عوامل الحرب وعدم وجود نظام مراقبة على شبكات المياه والآبار الخاصة وعدم تزويدها بمادة الكلور الضروري لتعقيم المياه بالإضافة إلى عدم وجود وسائل مناسبة للتخلص من النفايات".
ولخص الدكتور "حريدين" مسألة الحلول المناسبة للتخلص من عوامل المرض وعلاجه في عدة أمور وهي "تشكيل لجنة رصد وبائي مدعومة لكي تكون قادرة على إجراء جولات ميدانية ورصد الحالات الوبائية، إضافة إلى إصلاح شبكات الصرف الصحي والمياه المتضررة, ونشر برنامج توعية بين الأهالي تتضمن التوعية بأهمية النظافة الشخصية وأهمية نظافة الخضراوات".
وتابع الطبيب: "ومن العوامل المهمة أيضا لتفادي انتشار المرض توفير مادة الكلور وضخها عبر شبكة مياه الشرب وصهاريج المياه والآبار الخاصة, وتأمين المواد اللازمة للنظافة لكل العائلات التي لا تتمكن من الحصول عليها, وتأمين الأكياس المخصصة للنفايات والمواد المخبرية للكشف عن الوباء, والأدوية الوبائية في المشافي وتطبيق الحجر الصحي على المصابين , إذ من المحتمل أن هذه الحلول من الممكن أن تنهي انتشار المرض أو تخفف منه إلى أدنى حد".
ونوه الطبيب إلى أنه لم تسجل أي حالات خطرة بين المرضى الذين تم الكشف عن حالاتهم في مشفى مدينة طفس، مشيراً إلى أنه يتوجب على المريض مراجعة المشفى عند ظهور أي أعراض للمرض ويجب على المصاب اتباع حمية غذائية وتعويض السوائل لديه ومتابعة حالته من قبل مختصين بالإضافة إلى العناية بالنظافة الشخصية.
يذكر أن مناطق أخرى من محافظة درعا شهدت انتشار أعداد من حالات مرض التهاب الكبد الوبائي ولكن سرعان ما اختفت بعد تلقي العلاج اللازم لها مع عدم وجود أي حالات وفاة بسبب المرض في المناطق المحررة.