بلدي نيوز – (عبد الكريم الحلبي)
يعاني ملايين الأطفال السوريين ظروفا نفسية وصحية بالغة الصعوبة، فالحروب يصنعها الكبار ويقع ضحيتها الصغار، فالحرب لها تأثير كبير على حالتهم النفسية، وتطورت لتتمظهر في اضطرابات عديدة، ولعل من أهم هذه الاضطرابات النفسية وأكثرها شيوعاً: الخوف والغضب والانعزالية.
ولابد في ظل هذه الظروف من ذكر مشكلة عمالة الأطفال، التي ظهرت في كل منزل سوري تم استشهاد الأب فيه أو غياب المعيل إما للسفر أو الفقدان، كما أن هذا الواقع يلفت انتباهنا إلى واقع آخر وهو أكثر مأساوية وهو وجود الكثير من الأطفال ممن تجاوزت أعمارهم مرحلة سن التعليم وهم لا يزالون في طور الأمية، وهذه المشكلة كانت نتيجة حتمية بسبب استهداف المدارس بالقصف المتكرر وصعوبة العمل من أجل تعليم الأطفال في معظم المناطق السورية المحاصرة.
وفي هذا المجال، أفادتنا الأخصائية النفسية "سارة عواد" والتي تمارس عملها في متابعة الأطفال: "إن رسومات الأطفال تعكس واقعاً أقل ما يقال عنه إنه مأساوي وخطير، فصور الموت حاضرة كثيراً في رسوماتهم، والكثير منهم يرسم أحد أفراد أسرته وقد قتل أمام عينيه، آلاف الأطفال شاهدوا أحد ذويهم أو أصدقائهم وهو يتحول إلى أشلاء على مرأى ومسمع منهم".
وتضيف عواد لبلدي نيوز: "كما أن صور الطائرات والدبابات وهي تقصف منازلهم وتدمر أحلامهم لا تغيب عن رسوماتهم، رغم أن العديد من الأطفال يلجؤون إلى رسم منازلهم وأحيائهم كما يحتفظون بها في ذاكرتهم، فإنها جميلة لا يعكر صفو الحياة فيها شيء".
وفي صفوة القول، فإن الحرب في سوريا حرمت الأطفال من كل أوجه وحقوق الطفولة، فقد فقدوا فصولهم الدراسية ومدرسيهم وأشقاءهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية والحماية ومنازلهم واستقرارهم.