بلدي نيوز – (عبد الله محمد)
انتشرت مؤخرا في مدينتي اللاذقية وطرطوس مكاتب خاصة بالمراهنة على المباريات العالمية بكرة القدم، في ظاهرة جديدة على المجتمع السوري، حيث أصبح الكثير من المراهقين من أبناء اللاذقية من رواد هذه المكاتب بسبب حبهم الكبير لمباريات كرة القدم.
ويعتبر المراهقون أن هذه المراهنات هي مصدر دخل جيد، بسبب الفقر والجوع الذي بدأ ينتشر في المدن الخاضعة لنظام الأسد، فيما يعتبرها البعض الآخر مصدرا للتسلية واللعب فقط.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "الوطن" الموالية لنظام الأسد نقلا عن مصدر في فرع الأمن الجنائي بطرطوس أن القاصر "رودي سعيد فياض" أقدم على الانتحار بسبب خسارته مبلغاً مالياً بالمراهنات على نتائج المباريات بكرة القدم.
وفي التفاصيل فإن "فياض" بعد خسارته الرهان تمت مطالبته بدفع المبلغ من أشخاص وتهديده في حال عدم دفع المبلغ، ما أدى إلى إقدامه على الانتحار خوفاً من المذكورين.
ومن خلال البحث والتقصي تبين أن الشبيحة وعناصر الدفاع الوطني هم من يديرون هذه المكاتب برعاية مسؤولين من النظام، فيما يبدو الخطر الأكبر هو تشكيل فرق وعصابات مسلحة تابعة لمدراء المكاتب، ونشاطهم عبر الترويج وسحب الشباب من مدارسهم من خلال إغراءات المبالغ المالية التي يتم جنيها من مثل هذه المراهنات، وسط حاجة الكثير من الأهالي والشباب للمال.
ويقوم بعض الشبان في مدينة طرطوس بإدارة هذه اللعبة ووضع مبالغ مالية لديهم مقابل المراهنة على نتائج المباريات التي ستقام لاحقاً، وتكون هذه المكاتب مرتبطة بمكاتب أخرى في مدينة اللاذقية، حيث تبين أن مبدأ اللعبة هي الدخول على موقع (التايم سكور) للمراهنات العالمية ليتم تسجيل رقم حساب ويتجه الزبون إلى المكتب في طرطوس ويدفع المبلغ المراد المراهنة به ويتم تحويله إلى حسابه الشخصي بكلمة Coin1 أو Coin2 أو حسب المبلغ المدفوع ويقوم المراهن بالدخول على الموقع واختيار المباراة وتوقع نتيجتها أو الأحداث الجارية فيها ويقوم بتثبيت المراهنة بكلمة (Plecebet) .
وبعد انتهاء المباراة يقوم الموقع بإصدار نسبة الربح (Rate) وهي أرقام تضرب بالمبلغ المراد المراهنة به، وفي حال كان المراهن فائزاً يزداد رصيده من (الكوينات) وإذا أراد سحب المبلغ يقوم بالضغط على اختيار أمر السحب عندها يقوم الموقع بطرح المبلغ المسحوب من رصيد المراهن.
ويظهر ذلك على برنامج (ألكشير) لدى أصحاب المكتب عندها يقوم المراهن بمراجعة المكتب ويقبض المبلغ.
وبدأت هذه المكاتب تثير الخوف الكبير بين الأهالي، بسبب إقبال الكثير من أولادهم على مثل هذه المكاتب التي يتعرضون فيها للسرقة والنصب، أو حتى الموت في حال الخسارة وعدم دفع المبلغ المطلوب.
من جانبها، أعلنت حكومة النظام وقوات الأمن الجنائي عن نيتها إغلاق وفرض غرامات مالية على هذه المكاتب بسبب عمليات النصب، كما وصفتها، في الوقت الذي لم يتم أي تحرك في هذا الصدد، وما يمنع ذلك أن أصحابها على علاقات مع أشخاص متنفذين بحكومة الأسد.
