بلدي نيوز – (عمر يوسف)
مع ختام مؤتمر "أستانا" الذي عقد بين المعارضة السورية ممثلة بالفصائل المسلحة، ووفد نظام الأسد، عمدت وسائل إعلام روسية للترويج لشخصيات محسوبة على المعارضة، من خلال لقاءات صحفية مع أحد أعضاء ما يسمى "منصة دمشق" من المعارضة السورية للحديث عن انعكاسات المؤتمر على الساحة السورية.
وخلال لقاء مع وكالة "سبوتنيك" الروسية عمد "محمد جلبوط" أحد أعضاء الوفد المزمع تشكيله من منصة دمشق إلى موسكو، إلى التشكيك بالدور التركي وقدرته على إلزام من وصفها بالجماعات المسلحة بالآلية الثلاثية لوقف إطلاق النار في سوريا، ومراقبة تنفيذه، وهو ما دأب عليه نظام الأسد منذ بدء الثورة في سوريا بكيل الاتهامات للحكومة التركية حول كل ما يحدث، في تجاهل لسياسة العنف وإقصاء الرأي الحر والكلمة الصادقة.
وخلال اللقاء أطنب "جلبوط"- الذي وصف بأنه مستشار في "حزب الوطن"- المديح للحكومة الروسية على الجهود التي بذلتها في سبيل انعقاد مؤتمر "أستانا"، ليعاود خلال اللقاء مع الوكالة إلى كيل الاتهامات من جديد للحكومة التركية، قائلا إن السوريين وصلوا إلى قناعة بأن أنقرة هي شريك أساسي في تدمير البنى التحتية ونهب الاقتصاد والبنى المؤسساتية للدولة السورية، متناسيا أن تركيا تستضيف أكثر من مليوني ونصف لاجئ سوري، معظمهم هرب من بطش نظام الأسد، الذي ينسب "جلبوط" معارضته له.
ولم ينس "المعارض جلبوط" أن يستغل اقتتال الفصائل في الشمال السوري، ليتحدث للوكالة الروسية أنها مثال لما يحدث في معظم الجغرافية السورية، في مغالطة للوقائع على الأرض.
وفي جولة على الشبكة العنكبوتية، يظهر أن "المعارض" الفذ "جلبوط" لا يظهر سوى في لقاءات مع أطراف إعلامية دولية من محور "الممانعة والمقاومة"، فمن خلال البحث تبين أن للرجل لقاء مع وكالة تسنيم الإيرانية، للحديث حول "حق" المعارضة السورية أن تكون حاضرة في تمثيل الشعب السوري لا أن تغيّبها معارضات الفنادق.
هذا "الجلبوط" الذي لا يعرف متى بات معارضا باسم الشعب السوري في الداخل، وكيف تم إنشاء حزب "سوريا الوطن" الذي يتحدث كمستشار باسمه، في ظل الحزب الواحد والقائد الأوحد في جمهورية "سوريا الأسد".
