بلدي نيوز – (تركي مصطفى)
التقى بلدي نيوز (مصطفى الشيخ) العميد المنشق عن نظام الأسد ورئيس المجلس العسكري السابق للجيش السوري الحر، ورئيس وفد العسكريين السوريين إلى العاصمة الروسية موسكو، للاطلاع منه على حقيقة موقفه الأخير من الثورة والدور الإيراني والروسي ومصير بشار الأسد رأس النظام.
ماذا يريد الروس من سوريا؟
الشيخ: "روسيا تعتبر سوريا منطقة نفوذها باعتبارها وريثة الاتحاد السوفيتي، وقد خسرت العراق وليبيا ولا تريد اليوم أن تخسر سوريا وتريد منفذاً لها على المياه الدافئة هذا باختصار، كذلك لا تريد تقسيم سوريا أو الانزلاق نحو تجربة العراق أو ليبيا وتعتبر مؤسسات الدولة خطاً أحمراً لضمان بقاء هيكلية الدولة والبناء عليها وليس فرطها أو تدميرها وفي هذا مصلحة وطنية لا شك ، وفي حال انهارت مؤسسات الدولة وغياب الأرشيف والسجلات المدنية والعقارية فقد تعود سوريا إلى عصر الانحطاط ومن الصعوبة إعادتها، هذا المنطق صحيح ولكنه يصطدم بالخلافات الدولية والإقليمية.
كيف يقاتل الروس مع الإيرانيين في سوريا, ويختلفون معهم؟
-الشيخ: "القضية ليست أعداء أو أصدقاء إنما مصالح ونفوذ فمن غير المنطقي أن تسلم روسيا سوريا لإيران وتعيد تجربة أمريكا بالعراق، وكيف تقبل إذا اعتبرنا أن سوريا هي منطقة نفوذ روسيا باعتراف العالم؟ ولا تنسى أن الحرب القائمة بسوريا هي جزء من الحرب على روسيا والمطلوب رأس روسيا، إذا فهمنا الصراع الاستراتيجي فهمنا دور روسيا بسوريا.
ما مدى العلاقات التركية- الروسية بشأن سوريا؟
الشيخ: "أنا لا أعرف مدى العلاقات التركية الروسية لكنني أعتقد أن هناك مصالح جمعتهم، فروسيا بحاجة تركيا كند لإيران بسوريا وبالمقابل تركيا بحاجة روسيا لمنع قيام كيان كردي وتهديد أمنها القومي، تركيا بعد أن عاملها الغرب بإنكار كل ما طلبته خلال الثورة وخاصة بعد الانقلاب المدعوم غربياً كما يقال لم يبق لديها وقت لتبقى متفرجة واستطاعت روسيا أن تقدم لها معلومات استخباراتية اجهضت من خلالها الانقلاب الفاشل، وسد الأفق تماماً أمامها من الغرب، فلا سمحوا لها الانضمام للاتحاد الاوربي ولا أمريكا أعطت لها منطقة آمنة أو تسليح نوعي للثوار ولا العرب وقفوا معها كما يجب فلا بد أن تغير مواقفها، وفي الفهم السياسي للغة المصالح لا ضير في تغيير المواقف إن كانت تخدم مصالحهم وهذا ديدن السياسة، لكن مدى عمق هذه العلاقة فلست مطلعاً على هذا العمق ولكنني أرى أن تركيا تمسك العصا من المنتصف أو بزيادة طفيفة باتجاه روسيا، ولعل الإدارة الأمريكية الجديدة ترغب بإعادة العلاقات مع تركيا، فالقادم القريب سيخبرنا بما هو غامض حول مآلات الموقف التركي بل والقضية السورية برمتها.
ما دوركم في سوريا كعسكريين وهل بينكم وبين أطراف عسكرية تنسيق كدرع الفرات مثلا؟
الشيخ: "ليس لنا دور كعسكريين مع درع الفرات وربما هناك مجموعة من الضباط وهم قلة على ما أعتقد ، لأن دور الضباط للأسف كان مغيباً طيلة السنوات السابقة، أما تسألني عن دورنا كعسكريين في سوريا المستقبل، فالجواب هو إعادة بناء جيش وطني يعكس البنية المجتمعية ويدافع عن حدود الوطن، ولا يتدخل بالسياسة هذا أن بقي في العمر بقية.
كيف ستواجه روسيا الولايات المتحدة, وما السيناريوهات المحتملة للعلاقة بينهما فيما يتعلق بالشأن السوري؟
"لا أعلم كيف ستواجه روسيا أمريكا بالمستقبل، ولكن أعلم أنهم لا يمكن أن يدخلوا بصدام عسكري جدي لأنه قد ينزلق إلى حرب كونية تدمر البشرية، ولعل القاسم المشترك كما صرح ترامب هو مكافحة الإرهاب والتفاهم على الحد من التسلح النووي والدرع الصاروخي وأنابيب الطاقة، وهذا فوق قدرتنا نحن كسوريين وليس لنا فيه أي تأثير، لكن ما يهمنا أن موقف أمريكا واضح ضد الوجود الإيراني في المنطقة، وأعتقد أن هذا مؤشر إيجابي لطرد الإيرانيين كونهم جذر الإرهاب ومصدره الحقيقي باعتبار أن لا إرهاب قبل وصول الملالي للسلطة بطهران، أعتقد أنه قد فهم العالم الدور الإيراني في تنامي التطرف ولا يمكن القضاء عليه بوجود إيران في منطقة متصادمة معها ثقافياً وعقائدياً".
ما مصير الأسد بحسب الرؤية الروسية؟
الشيخ: "حقيقة لا أعلم حول مصير الأسد أي شيء أنما بتوقعاتي أن هذا النظام بجوهره لا يمكن إعادة إحيائه بل ومن الاستحالة بمكان ذلك أقصى ما يمكن أن يكون، بقاؤه بالسلطة لمدة محدودة يخرج بنهايتها حفاظاً على مؤسسات الدولة كما يقولون، لكن حتى هذا العرض اعتقد غير قابل للحياة، وسيكون مصدر لتنامي التطرف ورفض إلقاء السلاح والدخول في مراحل صدام أعقد وأمر".
وتابع الشيخ "ومهما كان الأسد فاليوم ليس هناك أسد كما كان، فالأسد ليس فاقد الإرادة تماماً والمسيطر عليه وعلى القرار السوري هي ايران، وبالنتيجة أن حصل تفاهم دولي لحل الأزمة بسوريا، فلا بد أن يبدأ الحل بجنيف ومن ثم تطبيق الحل الذي سيفرض بالنتيجة على طرفي الصراع، وهل يبقى الصراع إلى الأبد ؟ لا بد من انتصار إرادة الوفاق الدولي والوصول إلى حل ما، وإلا فالعالم كله بدء يستشعر تداعيات خطيرة لما يحصل بسوريا بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام".