بلدي نيوز- (جواد الزبداني)
يحاول العم (صلاح العيسى) تصنيع مدافئ خاصة بأهالي مضايا لتناسب أوضاع المحاصرين في البلدة، والتي تكتسب مواصفات خاصة حسب ما يتوفر لديهم من وسائل للتدفئة، فلا تتوفر لهم وسائل التدفئة العادية كمدافئ الغاز والديزل والحطب.
فالحطب إن توفر فسعر الكيلوغرام يصل إلى 900 ل.س أي ما يعادل 2 دولار أمريكي، والعائلة في مضايا تحتاج إلى ما يقارب 30 كغ يوميا للتدفئة، أي أنها تحتاج 60 دولار يوميا مع العلم أن دخل الفرد في مضايا شهريا لا يتجاوز ال 50 دولار شهرياً!.
كحل إسعافي لهذا الأمر، قام الأهالي بمحاولات عديدة لدفع البرد القارص عن أبنائهم، خاصة بعد أن شهدت البلدة وفاة عدة أطفال نتيجة البرد الشديد، خاصة أن بلدة مضايا منطقة جبلية باردة كانت تعد مصيف لأهالي ريف دمشق وسوريا بشكل عام، حيث ترتفع عن سطح البحر 1250م في منطقة جبلية باردة، ضمن السلسلة الشرقية لجبال لبنان.
وقد ابتكر العم (صلاح) مدفأة تعمل على بقايا الثياب والبلاستيك، حيث أخبر بلدي نيوز عن الفكرة قائلا: "جراء فقدان المازوت في مضايا، قمنا بتحويل مدافئ المازوت الى مدافئ تعمل ببقايا الثياب والبلاستيك وما تحتويه المفروشات والوسائد المحشوة بالقطن، وغيره ونقوم باستخدامها للتدفئة حيث كانت تتسبب بالكثير من المشاكل الصحية وصعوبة بالاشتعال كون المدفئة غير مجهزة".
وأضاف العم صلاح: "فقمنا هنا بتحويل مدافئ الديزل إلى بلاستيك وغيرها ببعض التعديلات والتطويرات التي ساهمت بتحسين عملها وتحسين استخدامها من قبل الأهالي، الذين أقبلوا بشكل كبير عليها بسبب سهولة تحويلها وقيامنا بتحويلها للأهالي بشكل مجاني".
ومازالت مضايا تعاني من حصار شديد جدا من قبل عناصر ميليشيات النظام وحزب الله اللبناني الذي يحاصر 40000 مدني داخلها، ويمنع عنهم جميع مقومات الحياة، ليعمق البرد القارس جراحهم وآلامهم.