"سوبرمان الروسي".. كذبة روسية جديدة في سوريا

بلدي نيوز – (خالد وليد)
نشرت الصفحات الموالية للنظام المئات من الفيديوهات التي تمجد السلاح الروسي وبخاصة الطائرات الروسية، والتي تظهرها متفوقة وجبارة وقادرة على كل شيء، ضمن خطة الدعاية الروسية للمنتجات العسكرية الروسية.
لكن الجديد في الفيديوهات التي تنشرها روسيا عن سوريا، هو فيديوهات "السوبر مان" الروسي، حيث بدأت روسيا بإظهار جنودها كأبطال خارقين يتمتعون بإنسانية عالية وشجاعة كبيرة.
فنشرت روسيا فيديو عن أحد جنودها في سوريا، الذي حولته لشخص خارق ضحى بحياته لينقذ أشخاصاً لا يعرفهم، ولا يمتون له بصلة من دولة أخرى أرسل إليها بدون موافقته.
الفيديو الذي حاولت روسيا عبره وصف موت ذلك الجندي بالعمل البطولي، والذي يجب أن يستحق فاعله التقدير، فهو حسب الرواية الروسية من اختار المخاطرة والاقتراب من الموت، والتضحية بحياته بشكل طوعي، في محاولة لكسر الصورة النمطية للجنود الروس، الذين يظهرون في الكثير من الأحيان مخيرين بين الموت برصاصات الأعداء أو رصاصات قادتهم.
ثلاث عربات مفخخة
الرقيب (أندريه) والذي يظهر في فيديو يتحدث عن بطولته بعد تفجيره مع العناصر الروس الذين كانوا معه ثلاثة عربات مفخخة، استهدفت تجمعاً لمدنيين كانوا يحاولون الحصول على "المساعدات الانسانية"، التي كانت ضمن قافلة مساعدات روسية إلى ريف حمص.
في القصة الخرافية التي يقدمها الروس، بعد أن دمر عناصر آخرون عربتين مفخختين "بمضادات الطائرات"، نفذت ذخيرة المدفع، فما كان من السوبر مان الروسي (أندريه)، إلا الوقوف أمام العربة المتقدمة نحوه وأطلق عليها قذيفة مضادة للدبابات، لتنفجر العربة على مقربة منه، وتمزقه الشظايا المتطايرة منها ويقضي متأثراً بجراحه، بعد أن حاول الأطباء معالجته لمدة 24 ساعة.
فشل حتى في الكذب
جملة الأكاذيب الروسية في سوريا والتي تبدأ بسبب دخولهم، وأفعالهم في سوريا، ولا تتوقف عند فعالية ودقة أسلحتهم وذكائها، وصولاً إلى بطولات جنودهم دائما تنتهي بالفشل والفضيحة.
فالجندي الروسي الذي قتل بتفجير عربة مفخخة قتل بالقرب من تدمر شرقي حمص، ولم يكن في مهمة إنسانية ولا أي شيء من هذا القبيل، بل كان من ضمن العناصر الروسية المهاجمة لمدينة تدمر برفقة قوات النظام، والذي تتضح طريقة مقتله في مقطع فيديو صوره أحد عناصر النظام، والذي يظهر عربة مفخخة تتجه نحو تجمع لعناصر النظام، وبينهم كان يقف هذا العنصر خلف عربة، حيث كان يطلق النار على العربة المفخخة التي عجزت دبابة قريبة منه عن إصابتها، على الرغم من إطلاق العديد من القذائف عليها، وسيل الرصاص الذي أطلق من عدة أنواع من الأسلحة تجاهها، حتى انفجرت بالدبابة على بعد أمتار من العنصر الروسي، الذي يبدو أنه جرح بشدة ثم قضى لاحقاً.
هذا الفيديو يكذب الرواية الروسية، التي تتحدث عن بطولات خارقة وتضحية كبيرة من العنصر الروسي، في محاولة لإظهار تفوق وشجاعة لدى الجنود الروس، حيث استخدم الإطار الانساني للقصة لشد انتباه المتابع الغربي الذي قدم له الفيديو بالإنجليزية، ما يعتبر دعاية روسية موجهة للغرب أكثر من توجهها لمؤيدي النظام، الذين لم تكترث لهم ماكينة الدعاية الروسية، ولم تبدِ لهم أي اهتمام، فهم لا قيمة لهم في هذا العالم ولا أهمية، مقارنة "بالسوبر مان" الروسي.