بلدي نيوز - الحسكة (كنان سلطان)
تراجع نظام الأسد، مساء أمس الثلاثاء، عن قرار اللجنة الأمنية في محافظة الحسكة التابعة للنظام، والذي يقضي بإغلاق كليات (الاقتصاد، والهندسة، والزراعة، والعلوم، والآداب، وطب الأسنان بالحسكة) التابعة لجامعة الفرات.
وكانت اللجنة الأمنية قررت صباح أمس الثلاثاء، إيقاف التعليم بكافة الكليات التابعة لجامعة الفرات بالحسكة، عدا كلية الحقوق وذلك لوجودها قرب المربع الأمني بمركز المدينة، بعد خلافات مع ميليشيات الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د".
في السياق، وضمن حملة التعتيم على ما جرى بين النظام وحليفه "ب ي د"، فقد اعتدت ميليشيات الإدارة الذاتية على الإعلامي سردار داري، بعد نشره لمعلومات حول أسباب الخلاف بين الطرفين، حيث اختطف الإعلامي "داري" من قبل ما تسمى باستخبارات ميليشيا "ي ب ك"، واليوم وجده أهله مرمياً في أحد شوارع الحسكة بهذه الحالة وهو مطعون في الظهر بسكين حادة تسبّبت بجروح خطيرة في رئته، وهو يُعاني الآن من نزيف داخلي ووضعه حرج، وفق ما نشر الناطق باسم تيار المستقبل الكردي، جيان عمر.
وبحسب مصادر متطابقة؛ فإن الخلاف الرئيسي يتمحور حول تشكيل ما يسمى اتحاد شبيبة روج آفا "كومينات" تختص بعمل الجامعات، وإصراره على استثمار مقاصف الكليات لحسابه، والتي عادة ما يذهب ريعها لمصلحة الجامعة، الأمر الذي رفضته إدارة هذه الكليات.
وفي حديث لبلدي نيوز، قال الحقوقي مضر الأسعد "إن ما جرى في الحسكة يهدف (ب ي د) من وراءه إلى عدة أمور، منها الاستفادة المادية من خلال الرسوم وتأجير المطاعم والصالات ورسوم التسجيل الجامعية، والاستفادة من بيع الشهادات المزورة مع المصدقات التي تعفي من الخدمة العسكرية".
من جهته الناشط الإعلامي جوان رمو، يرى بأن النظام ضرب العملية التعليمية بشكل ممنهج، حيث قام بتعيين حملة الشهادة الثانوية كمعلمين في مرحلة التعليم الأساسي تحت مسمى تشغيل الشباب، كما أعطى الضوء الأخضر لما تسمى الإدارة الذاتية بفرض مناهج مؤدلجة باللغة الكردية في المدارس الواقعة في مناطق سيطرتها، علما أن التعليم فيها حتى الصف السادس فقط بعدها يترك الطالب ليلاقي مصيره التعليمي المجهول.
وأردف في حديثه لبلدي نيوز أن الجامعات شبه معطلة بسبب حالات التجنيد الإجباري التي يفرضها الاتحاد الديمقراطي، الرامي لفرض قرارات وأجندات خاصة به.
وبيّن رمو، أنه تمت سرقة جميع الحواسيب والأجهزة والقرطاسية في كليتي الهندسة المدنية والآداب في وقت سابق، أثناء الاشتباكات التي جرت بين "ب ي د" وميليشيا الدفاع الوطني.
وشهدت مدينة الحسكة، مظاهرة لطلاب كلية الآداب طالبت، بإعادة فتح الكليات الجامعية أمام الطلاب وإبعاد العملية التعليمة عن الخلافات الجانبية بين النظام وحلفاءه في "الإدارة الذاتية".
في الصدد، قال عضو اتحاد شباب الحسكة، أبو عمر الحسكاوي لبلدي نيوز، إن النظام وميليشيات الإدارة الذاتية اتفقوا على إخراج المسلحين المرتبطين بالميليشيا من حرم الجامعة، وبقائهم في الحواجز الخارجية فقط، إضافة إلى منع الدعاية والترويج لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" داخل الجامعة.
يشار إلى أن كليات الحسكة بفروعها المختلفة، تستقبل نحو 50 ألف طالب من المحافظات الشرقية، وصرح وزير التعليم العالي بحكومة النظام أنه على استعداد لنقل طلاب جامعة الفرات فرع الحسكة، إلى جامعتي دمشق وتشرين في حال استمرت الخلافات بين الطرفين.
