بلدي نيوز – طرطوس (إبراهيم رمضان)
مضى أكثر من 35 عاما على وجود المخالفات في طرطوس من أبنية سكنية ومحال عشوائية وغيرها من المراكز الغير منظمة، مخالفات بقيت طيلة تلك العقود طي الكتمان دون تنظيم أو تهديم رغم صدور عشرات القرارات بتنظيم المنازل منها وبعض المحال.
الفساد الإداري والمالي في حكومة الأسد والسماح لطائفته بالتمدد كيفما شاءت كان هو الأساس، ولكن مع قدوم روسيا كقوة احتلال خارجي لسوريا، وانتزاع الساحل من الأسد قلب الطاولة وفتح على مواليه نار جهنم، ورغم كل ذلك ما زالوا تائهين ضائعين يماشون القاتل ويودعون قتلاهم ولا عبرة يأخذون ولا وعي يستدركون إلى ما آلت إليه الأمور.
صحيفة "الثورة" التابعة لنظام الأسد، أكدت بدورها، أن قرارات وزارة الإسكان في حكومة "حافظ الأسد"، أواخر سبعينيات القرن الماضي، جمدت ترخيص المنازل وغيرها، بذريعة تمهيد أولي للتصديق للمخطط التنظيمي، إلا أن غالبية الوزراء ومحافظي الأسدين الأب والابن لم ينفذوا أيا من تلك المخططات التنظيمية بسبب كمية الرشاوى الكبيرة التي يتقاضونها عن أي بناء مخالف وجد أو جرى العمل بتنفيذه.
وحتى الساعة لم يتم وضع أي مخططات تنظيمية للسكن أو المحال التجارية، لتبقى تلك الأحياء والأسواق مخالفة، ولكنها مهدت الطريق أمام آلاف المنازل للتواجد بشكل عشوائي، وسط تسهيلات كبيرة لأبناء الطائفة التي ينحدر منها الأسد، فيما غابت هذه التسهيلات عن بقية المناطق التي تقطنها بقية الطوائف أو الأكثرية السُنية في البلاد.
ولكن الاحتلال الروسي الذي دخل سورية، دعماً لنظام الأسد، قلب تلك القوانين على الموالين للأسد في عموم الساحل، فالهدم يجري دون توقف للمحال وغيرهم بذريعة المخالفة لأمور البناء وغيرها من الذرائع.
فبعد احتلال موسكو للشريط الساحلي بشكل كامل، وتحريمه على الأسد نظاماً وموالين، ومن ثم احتلال طرق السكك الحديدية، يبدو أن الخطى تسير بسلاسة كاملة لبسط النفوذ الروسي على كامل طرطوس وربما اللاذقية وجبلة وغيرهم.
وكان مجلس الاتحاد الروسي قد أعلن يوم أمس الأحد، بأن طرطوس ستصبح قاعدة بحرية روسية متكاملة بعد أقل من عامين بعد من توقيع الاتفاقية مع الأسد وستكون قادرة على تقديم حزمة متكاملة من خدمات الدعم للسفن الحربية بعد تحديثها.