بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
ارتفعت وتيرة القصف الجوي والمدفعي من قبل الطيران الحربي والمروحي والمدفعية الثقيلة خلال الشهرين الماضيين، على معظم مدن وبلدات ريف حماة الشمالي المحررة، وكان أعنفها في الأسابيع الماضية، حيث جعل منها طيران الأسد والطيران الروسي حقلاً لتجارب معظم أسلحته، مستخدماً في قصفها القنابل العنقودية، والحارقة، وصواريخ مظلية وبراميل متفجرة بكافة الأحجام، إلى طائرات مسيرة، واستطلاع، وأُخرى انتحارية، كان الريف الحموي الميدان الذي استخدمت فيه كل هذه الأسلحة، ومدنيوها هم الهدف.
ولا تكاد مناطق الريف الشمالي من مدينة حماة تخلو ولو للحظات من طائرة حربية أو مروحية أو طيران مسير أو استطلاع ، فعلى مدى الأربع والعشرين ساعة يوماً نجد على الأقل طائرة أو اثنتين تقومان بالإغارة على الأحياء والحقول والبساتين دونما أي دليل على أن هذا القصف يهدف إلى إلحاق خسائر عسكرية في قوات الجيش الحر في المنطقة، وإنما قصف لمجرد الانتقام وتدمير مدن الريف الشمالي وارتكاب المجازر .
الناشط "حسين بكور" المقيم في مدينة كفرزيتا قال لبلدي نيوز: "إن المدنيين في مدينة كفرزيتا باتوا يعانون من حظر قسري للتجوال في شوارع المدينة بسبب الغارات التي لا تكاد تتوقف، حيث تتناوب العديد من الطائرات الحربية التي تنطلق من أربعة مطارات (حماة -الشعيرات - التيفور - السين) على قصف المدينة بالإضافة إلى أربع طائرات مروحية تنتهي الأولى لتدخل الثانية أجواء المدينة وما إن تنتهي الطائرات المروحية من القصف تعاود أسراب الطائرات الحربية الروسية القادمة من حميميم والبحر المتوسط قصف المدينة والمدن والقرى والبلدات المجاورة" .
وأضاف "البكور": "يعتمد المدنيون في تحركاتهم على تعاميم المراصد، فيصطادون لحظات الهدوء القليلة ليقوموا بجلب احتياجاتهم اليومية أو التنقل بين الأحياء، مشيراً إلى أن كل بيت يحوي قبضة لاسلكية لسماع المراصد على الأقل، وقد تجد ثلاث أو أربع قبضات في ذات البيت".
وقد لا يختلف الحال كثيراً بين مدينة كفرزيتا ومدن الجوار، فمدينة اللطامنة تعيش ظروفاً مشابهة لما تعيشه مدينة كفرزيتا والقرى المحيطة، وهذا ما أكده الناشط "فياض الصطوف" المقيم في مدينة اللطامنة: "إن مدينة اللطامنة تتلقى بشكل يومي ما يزيد عن عشر غارات جوية حربية، ومثلها مروحية من قبل الطيران السوري، ليأتي ليلاً دور الطيران الروسي ويلقي حممه على أحياء المدينة".
ويضيف "الصطوف" أن معاناة النزوح وفقر الحال والعمل بالزراعة لتحصيل لقمة العيش قد منعت هذه العائلات من الخروج، حيث لا تمتلك سوى حقولها سبيلاً للعيش، فقاموا بحفر الكهوف تحت منازلهم والسكن فيها بدلاً من منازلهم، ويمضون معظم ساعات النهار في حقولهم والتي لا تسلم أيضاً من قصف بالقنابل العنقودية بعد رصدها لتجمعات المزارعين العاملين في حقولهم من قبل طائرات الاستطلاع، والتي تسببت باستشهاد العشرات من أبناء المدينة وهم يعملون في حقولهم .
وكانت فصائل تابعة للجيش الحر بالاشتراك مع فصيل "جند الأقصى" الذي انضم لاحقاً إلى "جبهة فتح الشام" قد سيطرت على مناطق واسعة من ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي، إلا أن نظام الأسد استغل الاقتتال بين أحرار الشام وجند الأقصى وأعاد السيطرة على مدينة صوران وبلدة معردس والقرى المجاورة لها، في حين لا زالت قوات الجيش الحر تسيطر على مدينتي طيبة الإمام وحلفايا وعدة قرى مجاورة للمدينتين وتكبد قوات الأسد خسائر بشرية كبيرة مع كل محاولة للتقدم على المدينتين، الأمر الذي جعل المدن والقرى الحاضنة للجيش الحر تتعرض لهذا القصف الجنوني الانتقامي الذي لم يتوقف لدقائق على الأقل منذ ما يقارب الشهر وحتى اليوم .