كيف خانت "لجان المصالحة" المعتقلين في زنازين الأسد؟ - It's Over 9000!

كيف خانت "لجان المصالحة" المعتقلين في زنازين الأسد؟

بلدي نيوز – دمشق (زين كيالي) 

يعتقل نظام الأسد في سجونه مئات آلاف السوريين من الشباب والرجال والأطفال والنساء وكبار السن، وقسم كبير منهم غيب وراء قبضان السجون منذ قرابة ستة أعوام، فيما استغل الأسد ملف المعتقلين لإبرام الهدن، بعد الضغط على الأهالي وربط مصير من في السجون بنجاح الهدن.

قبلت العديد من المدن والبلدات وخاصة على تخوم دمشق التوقيع على ملف الهدن على مضض، متأملة أن يصدق الأسد ولو مرة ويفرج عمن في سجونه من السوريين، ولكن ما جرى أن الأسد ومخابراته راوغوا بملف المعتقلين، رغم اعتباره الملف الأساسي في أي اتفاق هدنة.

عمد الأسد عقب تحييد بعض الجبهات الهامة في محيط دمشق عبر الهدن إلى تسويف عملية الإفراج عن المعتقلين، فاتبع سياسة الضغط المتتابع، فبعد حصار خانق أرهق المحاصرين، يسمح الأسد بفتح بعض المعابر جزئياً وإدخال ما يسد رمق عشرات آلاف المدنيين ليوم واحد فقط.

بعد ذلك، يعمل الأسد على سياسة إغلاق المنافذ وفتحها جزئياً كلما عاد الحديث عن ملف المعتقلين، ليجعل لجان المصالحة التي كانت تلتقيه دورياً أمام خيارات، منها إعادة الحصار أو طي ملف المعتقلين أو جعل ملف المعتقلين ثانويا لا يعرقل اتفاقات التهدئة، وتزامن ذلك بسياسة الفصل بين الثوار والحاضنة الشعبية، عبر بعض بيادقه في لجان المصالحة التي من المفترض أنها تمثل السوريين، لا تمثل عليهم!

أما في حال حي الوعر آخر معاقل الثوار في حمص، فبسبب ثبات وفد التفاوض المشكل من الأهالي أمام النظام والروس في ملف المعتقلين، أعاد الأسد الحصار على الحي، وواكبته قصف عنيف، ولكن سكان الحي ما زالوا متمسكين بإطلاق سراح المعتقلين.

على عكس لجان المفاوضات عن بلدات داريا والمعضمية والهامة وقدسيا بريف دمشق التي لم تتمسك بحسب ما يراه مراقبون بملف المعتقلين كما تمسك به الوعر في حمص، الأمر الذي أدى إلى تهجير الأهالي والمقاتلين نحو الشمال السوري، وتغيير ديمغرافي واحتلال للأسد ومن خلفه الإيرانيين لسور دمشق من الجهة الغربية.

الناشط الإعلامي (فواز عابد) وهو أحد المهجرين من ريف دمشق نحو الشمال السوري، قال لبلدي نيوز "انصدم الأهالي في العديد من المناطق بتراخي بعض لجان المصالحات حيال ملف المعتقلين، فلم يكن هنالك تمسك بمطالب الإفراج عنهم قبل تطبيق أي بنود أخرى، مع العلم أن كل الاتفاقيات الموقعة كان أولى بنودها هو ملف المعتقلين".

(عابد) رأى أن انتهاء الهدن بالتهجير أو عودة احتلال الأسد للمدن كان سببه حالة التفكك السياسية والعسكرية التي تعاني منها غالبية المناطق، وكذلك الحصار الذي كان عاملاً مهم للغاية في جعل أولويات بعض اللجان البحث عن الطعام والشراب للعائلات قبل ملف المعتقلين.

بدوره، قال الملازم (أحمد) وهو قيادي من الغوطة الغربية ممن تم تهجيرهم للشمال السوري: "نحن لم ولن ننسى ملف المعتقلين، ولكن الوضع العسكري في الغوطة الغربية وصل إلى مشارف الانهيار، فكنا أمام خيارين أحلاهما مر، أما أن نقاتل أيام معدودات ونباد أو نخرج ونعيد ترتيب الصفوف، فاخترنا الخيار الثاني، لكننا حقيقة نقولها لأهلنا، قبلنا بالهدن حتى نرى المعتقلين بين أهلهم وأبنائهم، لكن لم تكن لجان التفاوض في عموم الريف الدمشقي على قدر المسؤولية، بل قسم منها اختار المصالح الشخصية على القضية الكبرى، ومن هنا بدأ النظام ينخر كالسوس في صفوفنا، حتى وصلت الأمور في بعض الحالات إلى إمكانية التصادم مع الأهالي، عبر عملاء النظام الذين نشطوا خلال فترات الهدنة، وانتهى ملف المعتقلين بالتهجير القسري لنا وللعائلات".

وأضاف الملازم "صمدنا في مدن الغوطة الغربية لسنوات طوال أمام قوات النظام التي تمتلك كل الأسلحة والمدافع، ونحن رغم ذلك قارعناهم وأوقعنا في صفوفهم أعداد كبيرة من القتلى، ولم نسمح لهم بدخول أي من المدن عسكرياً، ولكن التواطؤ الدولي بمنع تسليحنا كان عاملاً مهماً فيما آلت إليه الأحوال".

وتابع "الأسد استخدم ضدنا السلاح الكيماوي، وسلاح الحصار الذي لا يقل فتكاً، فأعداد الوفيات جوعاً خير دليل، لقد تم استنزافنا من كافة النواحي، وخرجنا نحو الشمال السوري حتى لا ننكسر عسكرياً، فتكون النتائج أصعب وخاصة معنويات أهلنا التي ستتأثر لو سقطت أيً من تلك المدن عسكرياً".

واستطرد القيادي "خروجنا بسلاحنا هو انتصار رغم ما جرى، وهدفنا سورية محررة بالكامل، لا الريف الدمشقي فقط، وسنقاتل في أي بقعة سورية حتى نصل دمشق ونرفع راية الحرية في ساحة الأمويين".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

وفد سعودي يلتقي "أحمد الشرع"

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

//