كيف سقطت الولايات المتحدة الأمريكية ضحية الصراع السوري؟ - It's Over 9000!

كيف سقطت الولايات المتحدة الأمريكية ضحية الصراع السوري؟

بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
حاولت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما -التي تعيش أخر أيامها- الابتعاد قدر الإمكان عن التدخل في الملف السوري بشكل مباشر والغوص في المستنقع السوري، بينما نجحت في جرّ روسيا إلى التدخل العسكري المباشر، والذي يكلفها يومياً 3 مليون دولار أمريكي، في حين أنهكت إيران مالياً وعسكرياً وبشرياً من خلال دعمها لنظام الأسد ومنع سقوطه.
ولكن هذا الانكفاء انعكس سلباً على هيبة الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة لدى الجمهور الأمريكي، وعجزت واشنطن على تحريك الأمم المتحدة لمعاقبة نظام الأسد على جرائمه المستمرة بحق المدنيين، كما انتقد الدبلوماسيون الأمريكيون إدارة أوباما في تعاطيها مع الملف السوري، وكان 50 دبلوماسيا أمريكياً قد أرسلوا رسالة لأوباما احتجاجاً على سياسته في سوريا، وحثوه على أن يكون أكثر صرامة مع نظام الأسد، حيث تغاضت واشنطن عن جريمة الكيماوي التي ضربت غوطة دمشق وسقط فيها ما يزيد عن 1200 ضحية معظمهم من النساء والأطفال في آب/أغسطس من عام 2013، واكتفت بسحب جزء من المخزون الكيماوي لدى النظام، إضافة إلى استمرار النظام في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين، ورفضه رفع الحصار عن المدن أو حتى إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين على الرغم من ذلك تم النص عليه ضمن القرارات الدولية المتعلقة في سوريا، ويعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني.
وتوالت الانتهاكات الدولية في سوريا والعراق، وضم موسكو لشبه جزيرة القرم وظهورها كقوة منافسة لواشنطن بل وأقوى منها في بعض الحالات، إضافة إلى زيادة العربدة الإيرانية عقب التفاوض على الملف النووي الإيراني، ورفض إدارة أوباما فرض عقوبات جديدة على طهران أو معاقبتها لتماديها في التدخل بأمور دول الجوار من إرسال الميليشيات إلى العراق وسوريا أو حتى الاعتداء على سفينة حربية أمريكية في بحر الخليج العربي وتركيع الجنود الأمريكيين أمام مرأى العالم.
جميع هذه المعطيات استخدمها الفائز الجديد في الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، وكان عنوان الحملة هو "إعادة الهيبة لأمريكا"، وهذا شكّل رأيا عاما كبيرا بين الأوساط الأمريكية ضد الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما، وأيضاً المرشحة المنافسة لترامب، هيلاري كلينتون، وتم اتهام أوباما وكلينتون بأن سياستهما الخارجية في سوريا ذاهبة للهاوية، كما اتهم الجنرال مايكل ت فلين المرشح لتولي أحد المناصب المهمة في إدارة ترامب القادمة، بأن باراك أوباما هو من خلق تنظيم "الدولة" بسبب سياسته الضعيفة في سوريا.
فوز ترامب شكّل صدمة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وعلى صعيد دول العالم أيضاً، وهذا بسبب ما عرف عنه من تهور، وسوء فهمه للسياسة وعم المعرفة الكافية بها، وأطلق عليه اسم "الرئيس الشعبوي"، وخرجت مظاهرات واسعة في الولايات الأمريكية من قبل النخبة الأمريكية، وطالب المناهضون لترامب، الناخبين في المجمع الانتخابي التراجع عن انتخابهم له، والتحول للمرشحة كلينتون، ويخشى مراقبون من تفاعل هذه الأحداث وتوسعها الأمر الذي يهدد بتفكك الولايات المتحدة خاصة بعد مطالبة ولاية كاليفورنيا بالانفصال.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//