لماذا ستفشل صواريخ "كاليبر" الروسية في حلب؟ - It's Over 9000!

لماذا ستفشل صواريخ "كاليبر" الروسية في حلب؟

بلدي نيوز – (المحرر العسكري)
وصلت عدة قطع بحرية روسية إلى شرق البحر المتوسط مؤخراً للمشاركة في عمليات روسيا في سوريا والتي بدأتها قبل أكثر من عام، واستخدمت خلالها قاعدة حميميم الجوية على المتوسط، كقاعدة أساسية لانطلاق طائراتها لقصف السوريين.
استخدمت روسيا خلال حملتها الجوية عدة أنواع من القاذفات التكتيكية والاستراتيجية، التي طافت نصف الكرة الأرضية حتى تصل إلى سوريا، لتلقي حمولتها من القنابل، إضافة لاستخدامها لعدة أنواع من الصواريخ الطوافة، والتي تباهت بإطلاقها من قاذفاتها الاستراتيجية وسفنها المحبوسة في بحر قزوين، مروراً فوق إيران والعراق وصولاً إلى سوريا.

صواريخ طوافة
استخدمت روسيا ثلاثة أنواع من الصواريخ "الطوافة" في قصف سوريا، والتي اعتبرتها تطوراً عسكرياً كبيراً، وخرقاً لاحتكار أمريكا لذلك المستوى من التقنية، الذي تملكه صواريخ "توماهوك " الأمريكية، التي تصدرت المشهد خلال العقدين الماضيين، والتي استخدمت بكثافة في حرب الخليج الثانية وغزو العراق، وظهرت بشكل أقل خلال الحملة الحالية في العراق وسوريا.
لكن في نفس الوقت الذي توقفت فيه أمريكا عن استخدام هذه الصواريخ تقريباً، بدأت روسيا في استخدامها ضد المدنيين، في نفس المعركة التي توقفت أمريكا عن استخدامها فيها.

تتميز الصواريخ الطوافة التي تطلقها روسيا، بأنها تعتبر بمثابة طائرة تسير على ارتفاع منخفض جداً فوق سطح الأرض، بسرعة منخفضة نسبياً، وتمتلك جناحين ومحركاً نفاثاً وليس صاروخياً، كما أنها تتمتع بمديات تتجاوز حسب الاعلان الروسي 2500 كم، إضافة للتفاخر الروسي بدقه هذه الصواريخ "الكبيرة"، ومستواها التقني العالي!، لكنها بالمقابل مزودة برؤوس حربية صغيرة لا تتجاوز في وزنها 500 كغ، ما يخفض فاعليتها كثيراً.

هل تحسم هذه الصواريخ معركة حلب ؟
تعتبر المعركة في حلب وفي جميع المناطق السورية تحدياً حقيقياً للروس، الذي زجوا بذروة تقنيتهم العسكرية في المعركة، بهدف هزيمة الثوار وتثبيت أركان حكم النظام، ومن بينها هذه الصواريخ.
من ناحية الفعالية لا تزيد فعالية الصاروخ الواحد من هذا النوع في أحسن الأحوال عن فعالية قنبلة زنة 500 إلى 1000 كغ شديدة الانفجار، من التي تستخدمها روسيا أو النظام، خلال حملتها الجوية على السوريين حيث تلقي الطائرات الروسية العديد من هذه القنابل في كل طلعة، والسعر الكبير لهذه الصواريخ الذي يتجاوز النصف مليون دولار، إضافة لتكلفة عملية الإطلاق سواء عبر السفن أو الغواصات أو القاذفات الاستراتيجية.

أهداف مناسبة!
الأمر الذي يخفض فاعلية هذه الصواريخ، هو عدم وجود أهداف "مناسبة" لها، مثل مقرات القيادة والمستودعات والمطارات وغيرها لدى الثوار، ما يجعل إطلاقها غير فعال وغير عملي، باعتبار روسيا تمتلك طائرات قاذفة قادرة على تنفيذ نفس العمل وبتكلفة أقل بكثير، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالقصف المساحي، الذي تعتمد عليه روسيا بشكل أساسي في حربها في سوريا، حيث تعتبر الأسباب السابقة هي التي دفعت أمريكا للتوقف تقريباً عن استخدام هذه الصواريخ في حملتها في العراق وسوريا، والاعتماد على القنابل الموجهة من الطائرات.
إضافة لانخفاض فاعلية هذه الصواريخ وارتفاع تكلفتها، فقد أظهر استخدام الروس لصواريخهم الطوافة في سوريا العديد من المشاكل التقنية فيها، فقد سقطت عدة صواريخ في إيران، وانفجرت عدة صواريخ في سوريا قبل وصولها الهدف، الأمر الذي يعتبر فشلاً تقنياً لروسيا، خصوصاً أنها تستطيع إطلاق أعداد محدودة فقط من هذه الصواريخ من السفن التي نشرتها في المتوسط، بسبب محدودية حمولتها من الصواريخ، وبخاصة الغواصات وبعض الطرادات التي نشرتها روسيا بهدف قصف السوريين.
جملة ما ذكر سابقاً من أسباب إضافة إلى مجموعة أخرى من الأسباب التقنية، تؤكد أن صواريخ "كاليبر" الروسية وأشباهها، لن تكون فعالة في الحالة السورية، ولن تنفع لحسم معركة حلب أو سواها، وكل ما ستفعله هو إضافة عدد جديد من المجازر إلى سجل بوتين في سوريا.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//