هل يستطيع "عون" سحب ميليشيا "حزب الله" من سوريا؟ - It's Over 9000!

هل يستطيع "عون" سحب ميليشيا "حزب الله" من سوريا؟

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

بعد مضي تسعة وعشرين شهراً على الفراغ الرئاسي في لبنان، وتعثر عملية انتخاب رئيس خلفاً للرئيس "ميشيل سليمان" الذي آثر أن يترك كرسي الرئاسة شاغراً، على أن يلجأ إلى تمديد فترته الرئاسية، كما كان الحال مع الرئيس الأسبق "إيميل لحود"؛ بعد عامين، يتوافق اللبنانيون على انتخاب رئيس التيار الوطني الحر "ميشال عون" رئيساً للبنان.

وفي أول موقف رسمي يصدر عن الحكومة اللبنانية حيال قضية اللاجئين السوريين، صرّح وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل" قائلاً: "كان هناك واقع قائم بأن هناك 80 دولة متدخلة بسوريا، ويعتبر حزب الله من هذه الأجزاء والأفرقاء المتدخلة بسوريا، وهذا وضع شائك يتطلب انسحابا كاملا لجميع الأفرقاء وترك سوريا للسوريين لإنهاء الوضع العسكري القائم ومحاربة الإرهاب وقيام نظام بسوريا يرضي جميع السوريين، نحن هذا موقفنا، وهذا الوضع القائم يجب ألا يبقى قائما، ويجب أن ينتهي بهذا الشكل".

هذه التصريحات، المناقضة تماماً لتصريحاته السابقة حول أن "وراء كل مصيبة في لبنان نازح سوري، نظراً للتحالف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، بررها الوزير اللبناني بأن "عون كان حليفاً لحزب الله لكنه اليوم لكل اللبنانيين"، وهو ما يمكن تفسيره بأنه عملية فك ارتباط بين الحليفين، والتي يمكن قراءتها على أنها من الممكن أن تكون نتيجة طبيعية للتفاهمات الدولية التي أنهت الفراغ الرئاسي في لبنان، بإيصال الرئيس "ميشال عون" رئيساً للبنان، وهو مرشح "حزب الله" وشركائه في تحالف 8 آذار، إلى الكرسي الرئاسي، وتكليف "سعد الحريري" رئيساً للحكومة، وهو رئيس تيار المستقبل، المكون الرئيسي في "تحالف 14 أذار".

فالرئيس اللبناني "ميشال عون" بالمحصلة كان لاجئاً سياسياً في فرنسا، التي صعّدت مؤخراً في تصريحاتها تجاه "روسيا"، حليف إيران الأقوى، لدرجة التهديد بتصعيد أكبر ضدها وضد النظام السوري، قد يصل إلى درجة فرض العقوبات. بالتالي قد تكون تصريحات الرئيس اللبناني "عون" ناجمة عن تفاهم سعودي- فرنسي بهذا الاتجاه، ما يعني كسب جولة ضد إيران التي تحاول بسط سيطرتها على المنطقة بالكامل، في إطار التنافس السعودي- الإيراني التقليدي في المنطقة.

حول رؤيته لتصريحات وزير الخارجية اللبناني، والمقرّب من الرئيس المنتخب بحكم صلة القرابة، يرى المحامي اللبناني "نبيل الحلبي" مديرعام مؤسسة لايف الحقوقية أن "التصريحات إيجابية, لكنها يجب أن تقترن بآلية تنفيذية تحقق بشكل واقعي وملموس مبدأ النأي بالنفس، والتماهي مع الموقف العربي المواجه للتدخل الإيراني في الشؤون العربية، ما هدّد أمن واستقرار أكثر من بلد عربي".

ويلفت "الحلبي" إلى أن الوسيلة الأمثل لتحقيق هذه الرؤية هي "في البداية الانطلاق من إعلان بعبدا، يعني انسحاب فوري لعناصر ميليشيا حزب الله من سوريا، إنشاء مخيمات نظامية للاجئين السوريين بدعم وتعاون مع الجهات الدولية المانحة، والعمل على تسهيل مغادرتهم للأراضي اللبنانية باتجاه البلدان التي يرغبون بالتوجه إليها، بدون استحداث أية عوائق قانونية وإجرائية لا لزوم لها".

ويوضح الحقوقي اللبناني أنه ينبغي أيضاً "تنفيذ اتفاق سابق من مندرجات الحوار الوطني المتعلق بسحب السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات".

كما يؤكّد المحامي "نبيل الحلبي" أنه على الرغم من كون الموفد الرئاسي السوري ووزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف"، هما أول المهنئين للرئيس "عون" إلا أن "هذه الزيارات متوقعة، ولم تأتِ بشكل متبادل إنما أتت من حيث الشكل للتهنئة، وللتأكيد على مبدأ التواصل"، مبيناً أنه من وجهة نظره يعتقد أن "كلام الرئيس ميشال عون كان واضحاً بشأن حسن العلاقات مع الخارج والنأي بالنفس عن صراع المحاور".

الأيام المقبلة هي من ستظهر مدى "تلازم المسارين السوري واللبناني"، تلك القاعدة التي لطالما تبناها النظام السوري لفرض هيمنته على لبنان، ومصادرة قراره، فمن الواضح أن الرياح الدولية اليوم – فيما يبدو- بدأت تسير وفق ما لا تشتهيه سفن نظام الأسد.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

أحمد الشرع: سوريا تحترم سيادة لبنان وتسعى لإنهاء الطائفية

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

//