"ذات الرئة" مرض فتاك تنشره حرب الأسد على السوريين - It's Over 9000!

"ذات الرئة" مرض فتاك تنشره حرب الأسد على السوريين


بلدي نيوز – (علي حاج أحمد)
امتد أثر الحرب في سوريا إلى جميع مناحي الحياة وكافة تفاصيلها، فأصبحت الحرب في سوريا ككرة ثلج تتدحرج على منحدر ويزداد حجمها مع كل ثانية تمر عليها وهي تتدحرج.
فقد وصل أثر الحرب في سوريا إلى العديد من المجالات، ليصيب بشكل خاص القطاعات الخدمية، والبنى التحتية والخدمات الإنسانية التي تسببت بالمزيد من المعاناة والموت للسوريين وبطرق لم يكونوا يتخيلونها قبلاَ.

فبعد الموت قصفاً وقنصاً وجوعاً، أفرزت الحرب مجموعة من الأمراض القاتلة التي بدأت تفتك بالسوريين، وآخرها مرض "ذات الرئة"، الذي بدأت تظهر منه العديد من الحالات بشكل مضطرد ينذر بكارثة صحية في سوريا، تضاف للكارثة التي تسبب بها نظام الأسد.
فالواقع المُزري الذي يعاني منه القطاع الطبي في المناطق المحررة، منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى الآن، والذي وصل مرحلة إقامة المشافي في الأقبية والملاجئ والكهوف، خوفاً من استهداف نظام الأسد وحلفائه لهذه المشافي، والازدحام الكبير داخل النقاط الطبية والمشافي الميدانية، فتح الطريق أمام تفشي العديد من الأمراض الخطيرة بين المرضى.
وما يفاقم الأوضاع أكثر من ذلك هو انعدام الأدوية في الكثير من الحالات، والمشافي التي قصفت والتي خرجت عن الخدمة، حيث دُمر أكثر من70% من المستشفيات، وتراجع إنتاج الأدوية بنسبة وصلت إلى 80%، في حين لجأ العديد من الأطباء إلى الهجرة والهرب من البلاد.
"خالد" طبيب جراح يعمل في مستشفى ميداني بريف إدلب، قال في مستهل حديثه لبلدي نيوز: "نظراً لشراسة المعارك والقصف المكثف للمدن والبلدات انهارت المنظومة الصحية في سوريا، في ظل استهداف المستشفيات والعاملين الصحيين أنفسهم بشكل متكرر".
يضيف الطبيب "خالد": "انتشر في الآونة الأخيرة مرض (ذات الرئة)، وهو من الأمراض التي تظهر بشكل حاد دون سابق إنذار، فالمريض يكون بحالة جيدة، وتظهر عليه الأعراض مثل السعال والألم الصدري الحاد بشكل سريع ومفاجئ.
لماذا ينتشر ذات الرئة في مناطق القصف؟
يجيب الدكتور "إبراهيم" وهو أخصائي في الأمراض الصدرية ويعمل في نفس المشفى الميداني قائلاً: "نتيجة القصف العنيف ووصول أعداد كبيرة من المصابين إلى المشافي، وفي ظل نقص المعدات وأدوات التعقيم الخاصة بغرف العمليات، يتم إدخال أكثر من أربعة أشخاص أحيانا دفعة واحدة إلى غرفة العمليات لإجراء العمل المطلوب، ويتم نقل هؤلاء المصابين بسيارات عادية غير مجهزة إلى المشفى، خصوصاً إذا كانت الأعداد كبيرة، وكل مريض يدخل معه مرافقه في بعض الأحيان، إلى داخل غرف العمليات دون أي تعقيم، كما يسارع الطبيب أيضاً إلى غرف العمليات بسرعة لإنقاذ المريض، دون تجهيز نفسه وتعقيم ملابسه وأدواته، وكل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى إصابات بذات الرئة، عن طريق انتقالها عبر الهواء".
ويضيف الطبيب "إبراهيم": "يشكو المصابون بذات الرئة من سعال رطب، وحمى تصاحبها قشعريرة وضيق تنفس، وتعب وألم صدري وضيق في التنفس، وبعض الحالات قد تترافق بأعراض هضمية مثل الألم البطني، أو الإسهال وكذلك خروج دم من الطرق التنفسية، وحدوث ضخامة عقد لمفاوية بالرقبة، وألم مفصلي والتهاب أذن وسطى، وازدياد سرعة التنفس، وتكون الحرارة غائبة لدى الأشخاص المصابين، وفي حال عدم الكشف المبكر عن المرض يصاب المريض بالاختناق وتحدث الوفاة، ولقد سجلت عشرات الحالات في ريف إدلب الجنوبي فقط".
يذكر أن "ذات الرئة" هو من الأمراض التنفسية الخطيرة التي تصيب الأشخاص بشكل كبير في المناطق الباردة، لكن الوضع العام في سوريا ساهم في انتشاره، إضافة إلى المرتزقة وعناصر الميليشيات الأجنبية والروس الذين استجلبهم النظام، والذين نقلوا معهم العديد من الأمراض المختلفة غير المنتشرة سابقاً في سوريا.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//