بلدي نيوز – إدلب (حسام محمد)
تنوعت الأسباب التي دفعت عشرات الآلاف من أبناء ريف دمشق للقبول بخيار الخروج من أرضهم نحو الشمال، خلال فصول التهجير القسري التي شهدها الريف الدمشقي بحق السكان الأصليين نحو الشمال السوري، على يد نظام الأسد المدعوم روسيا وإيرانياً .
بلدي نيوز، تواصلت مع عدد من الثوار الذين خرجوا نحو الشمال السوري، لمعرفة بعض من الدوافع الأساسية لخروجهم نحو الشمال ولماذا فضلوا ترك بيوتهم ومناطقهم والهجرة القسرية على "الصلح" مع النظام؟. فقال (محمد أبو أحمد) وهو أحد الثوار من مدينة قدسيا: "كان الخروج نحو الشمال أصعب قرار اتخذته في حياتي على الإطلاق، فلم يكن مثل هذا السيناريو يخطر في بالي إطلاقاً خلال أصعب معاركنا مع النظام خلال أعوام الثورة".
يتابع (أبو أحمد): "لكن مع توالي سنوات الثورة، والحصار المفروض على المدينة والحصار الذين يفرضه المجتمع الدولي على الثورة ككل، بدأت أشعر أن الجميع لا يريد للسوريين الانتصار في ثورتهم مهما كلف الثمن، وأن الجميع يتعاونون علينا".
وأضاف (أبو أحمد): "لقد أخذت قرار الخروج إلى الشمال، والدافع لذلك هو التزامي نحو الثورة السورية، وليس هرباً أو رضوخاً، لا أستطيع حقيقة أن أرى قاتل أخي (الطالب الثانوي) يسير أمامي بكل وقاحة، ولا أفعل شيئاً للثأر لأخي، ولكل المظلومين من شعبنا، فلا عدالة دولية لتنصف السوريين، ولهذا قررت الخروج والاستمرار في مقارعة هذا النظام، ما دامت الحقوق لا تأخذ إلا بقوة السلاح".
(أبو أحمد) ، أكد امتلاكه العديد من العقارات والمحال التجارية، ولكن كل تلك الأملاك لن تجعله يتصالح مع الأسد حسب تأكيداته، وأن الخيمة في أرض اللجوء أفضل ألف مرة من قصر في أرض يحكمها الأسد.
أما (فادي عبد الهادي) وهو شاب في العشرين من العمر، وينحدر من بلدة (الهامة)، فقال لبلدي نيوز: "لم أخرج نحو الشمال السوري حتى استمر في حمل السلاح ضد نظام الأسد فحسب، بل خرجت حتى أكمل دراستي الجامعية في المناطق المحررة، بعد أن منعني النظام عن الوصول لجامعة دمشق لأربع سنوات، وفي دمشق نحن محاصرون من قبل الشبيحة، ولا يوجد أمامنا سوى الموت جوعاً أو الخروج نحو الشمال، فما لدينا من سلاح لا يكفي والنظام يتجنب المواجهة المباشرة، ويستخدم سلاح التجويع الذي يفوق في تأثيره سلاح الجو عنده، فلم يكن لدينا خيار سوى الخروج نحو الشمال، بغية التجهيز للعودة ودحر النظام وداعميه روسيا وإيران " .
بالعودة، إلى ضحية التهجير الأولى "داريا"، قال (توفيق أبو خالد) وهو أحد المبعدين قسراً عنها: "كان متاحاً أمامي الخروج إلى تخوم دمشق، إلى منطقة (الحرجلة)، وألا أذهب نحو الشمال السوري، ولكنني أرفض رفضاً قاطعاً أن أجاري نظام الأسد مهما كانت الضريبة".
واستطرد (أبو خالد) قائلاً: "كما كنت أخشى من الاعتقال القسري على يد ميليشيات النظام بهدف التجنيد الإجباري، لقتال بقية الشعب السوري، ومن هذا المنطلق فضلت الخروج نحو الشمال على التجنيد القسري"، مؤكداً وجود ثقة كبيرة تسكن جوارحه، بأن العودة إلى داريا لن تطول، وأن سورية ستعود للسوريين، ونظام الأسد لن يبقى محتلاً للسلطة وقاتلاً للشعب.
يذكر أن قطار التهجير القسري من قبل قوات الأسد، طال العديد من المدن والبلدات في ريف دمشق، كانت أولى محطاتها مدينة داريا في الغوطة الغربية، ثم دارت عجلة التهجير نحو قدسيا والهامة، وأخرها كانت في مدينة معضمية