بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
أكد مصدر محلي من ريف مدينة تل أبيض لبلدي نيوز أن الميليشيات الكردية بصدد السماح لقرابة 270 عائلة من أهالي بلدة سلوك شرق مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا بالعودة إلى مدينتهم بعد تهجير استمر لأكثر من عام.
وافاد المصدر (رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية)، أن الميليشيات الكردية بصدد تجهيز المدينة (تنظيفها وتزيين شوارعها) لاستغلال عودة هذه العوائل وتصديرها عبر الإعلام لـ "تغييب صورتها العنصرية والاختباء وراء هذا الحدث بهدف نفي ما ينسب لها من عمليات التهجير الممنهج لعرب المنطقة"، على حد وصفه.
ويؤكد المصدر أن هذه العوائل (270 عائلة)، ما هم إلا جزء بسيط من أهالي البلدة المهجرين جميعهم، والذين يقدر تعدادهم قرابة 20 ألف نسمة، لا زالوا نازحين في أرياف تل أبيض والرقة منذ أكثر من عام، حيث هجرتهم هذه الميليشيات بحجج الانتماء لتنظيم الدولة وغيرها من التهم الواهية.
وبحسب المصدر؛ فإن من كان منتميا للتنظيم فقد غادر معه، إثر خروجه من المدينة إثر المعارك التي مكنت هذه الميليشيات من السيطرة على البلدة، بينما رفض المدنيون ترك بلدتهم إلا بالإجبار وقوة السلاح.
وعن سبب تعنت هذه الميليشيات بعدم السماح للأهالي بالعودة إلى ممتلكاتهم، يؤكد المصدر لبلدي نيوز إن هذه البلدة وكثير غيرها من البلدات والقرى في ريف تل أبيض خالية من كل مكون كردي، لذا تخشى هذه الميليشيات من هذه المناطق لما يمكن أن تشكله كـ"مكون مجهز بعقيدة قتالية"، خصوصاً أن البلدة هي الأولى في ريف المدينة والرقة عموماً التي بادرت للانخراط في الثورة السورية بشقيها السلمي والمسلح، علاوة عن تخوفها من انشقاق بعض فصائل العربية المنضوية تحت راية "قسد"، وخصوصاً بعد تسليحها مؤخراً من قبل الأمريكيين.
وبحسب المصدر؛ فإن السبب بالسماح لهذا الجزء البسيط من أهالي المدينة، جاء بعد "دراسة وموافقة" من رئاسة الميليشيات في الحسكة والقامشلي، حيث يتم الموافقة على البعض في حين يتم رفض الغالبية العظمى، والعودة تأتي لاستثمارهم إعلامياً، منوهاً إلى أن كثير من قرى ريفي تل ابيض الشرقي والغربي مدمرة تماماً ومهجر أهلها مثل قرى (ملا البرهو والأصيليم وسليب قران وغيرها من القرى القريبة من بلدة سلوك وحمام تركمان).
وتأكيداً لما أفاد به المصدر، نشرت بعض الصفحات الموالية لميليشيا "ب ي د" في فيس بوك صوراً من داخل بلدة سلوك، تظهر شوارع البلدة وقد اغرقت بشعارات واعلام ميليشيا "ب ي د"، تحضيراً لاستغلال عودة هذه العوائل إعلامياً.
جدير بالذكر أن الميليشيات الكردية وبدعم من التحالف الدولي، استطاعت السيطرة على البلدة منتصف حزيران من العام الفائت، بعد طرد تنظيم الدولة منها، لتبدأ حملة تهجير ممنهج لجميع سكان البلدة حتى اللحظة.
