بلدي نيوز- حمص (صالح الضحيك)
بدأ العام الدراسي في ريف حمص مترافقاً مع العديد من المشاكل والمعوقات، التي أدت تدريجياً إلى توقف شبه كامل للتعليم في معظم مدارس ريف حمص الشمالي المحرر والتي عانت من مجموعة معوقات وصعوبات، ليس أولها الوضع الاقتصادي وليس آخرها القصف.
ويعاني الريف الحمصي، من تعثر العملية التعليمية، بسبب القصف المستمر، على مدن وبلدات ريف حمص، من قبل مدافع النظام وطائراته الحربية، فضلاً عن الأوضاع المادية السيئة، التي يعاني منها الأهالي، حيث أنهم أصبحوا يفضلون لأولادهم العمل على الدراسة.
يقول السيد (أحمد الكحلة) أحد المدرسين في ريف مدينة حمص، لبلدي نيوز "العملية التعليمية شبه متوقفة هنا، فقد فصل النظام معظم المدرسين عن وظائفهم، ما أدى إلى هجرة البعض خارج المنطقة، فالمدن والقرى أصلاً لديها نقص حاد في الكوادر التعليمية".
يضيف السيد (أحمد) "كل هذه المشاكل يمكن أن نتدبرها بالعمل الجاد والتنظيم، لكن القصف الجوي والبري الذي تتعرض له مناطق ريف حمص، هو أكبر كارثة حصلت للتعليم في المحافظة، فالأهالي عزفوا عن إرسال أولادهم إلى المدارس، كما أن المدارس لم تعد موجودة في معظمها، بسبب القصف المتعمد عليها من قبل الطائرات، وهذا ما دفعنا إلى إنشاء المدارس البديلة".
ويتابع المدرس: "اعتمدنا على البيوت التي تركها أصحابها، والذين نزحوا إلى الدول المجاورة، كونها داخل الأحياء وقريبة من بيوت الطلاب، وبدأنا نعلم الأطفال في المرحلة الابتدائية، وهذا أقصى ما نستطيع فعله حالياً، ونتمنى من الجهات المعنية النظر في هذا الحال المؤسف، ونطالبها بتزويدنا بالكتب وبعض مواد التدفئة، فالطلاب لا يملكون الكتب، والكثير منهم ينقطع عن المجيء، إذا اشتد البرد".
يختتم المدرس (أحمد الكحلة) حديثه بالقول "أشعر بالأسف على هذه الأجيال التي تضيع من بين أيدينا، فأغلب الطلاب الذكور في المراحل الإعدادية والثانوية، يعجزون عن الدراسة في مناطق سيطرة النظام، خوفاً من الاعتقال والتجنيد الإجباري، إلا أنني رغم ذلك أشعر بالتفاؤل في هذا الجيل الذي تعلم من ظروفه كيف يتعايش مع الصعاب مستقبلاً، وهذه السنوات الصعبة التي مرت علمتنا الكثير من الأمور التي لم نتعلمها في مدارس النظام وجامعاته".
