لماذا هدد النظام بإسقاط الطائرات التركية؟ - It's Over 9000!

لماذا هدد النظام بإسقاط الطائرات التركية؟

بلدي نيوز – (عبد العزيز خليفة)
دعم نظام الأسد ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في حلب، ضد الثوار وعملية "درع الفرات"، خلال تعليقه على القصف الجوي التركي الذي استهدف مواقع ومخازن أسلحة ومراكز لميليشيا "ب ي د".
فادعت وسائل إعلام النظام على لسان قيادة أركانه، أن تركيا قتلت 150 مدنياً في قرى وبلدات (حساجك، الوردية، حسية، غول سروج ، سد الشهباء، إحرص، أم حوش) في ريف حلب الشمالي! خلال قصفها لمواقع الميليشيات الكردية، وأضافت عليها تهديدات بإسقاط طائراتها في حال تكرار اختراقه "للسيادة السورية"!.

فحذرت قيادة قوات النظام في بيانها تركيا، من قصف الميليشيات الكردية، معتبرة قصف هذه الميليشيات "أعمالاً غير مسؤولة" وستؤدي إلى عواقب وخيمة، معتبرة إياها "تهدد أمن المنطقة واستقرارها وتسهم في تمدد الإرهاب وانتشاره" حسب ما نشرت وكالة إعلام النظام (سانا).

هذه التصريحات جاءت بعد أن أعلن الجيش التركي أمس الخميس، أن مقاتلات تركية نفذت 26 ضربة جوية على 18 هدفاً لمسلحي ميليشيا الوحدات الكردية "ب ي د" في شمال سوريا، وقتلت ما بين 160 إلى 200 من عناصرها.
وأضاف بيان الجيش التركي، أن مقاتلاته قصفت في وقت متأخر يوم الأربعاء مناطق استولت عليها الميليشيات الكردية في الآونة الأخيرة، ودمرت تسعة مباني وعربة مدرعة، وأربع مركبات أخرى تابعة للميليشيا الكردية.
بالمقابل قالت ميليشيا "قسد"، إن 15 من عناصرها قتلوا وأصيب 26 آخرون في القصف التركي، مضيفة في ذات البيان أن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب 13 آخرون، في ذات القصف.

"درع الفرات".. مرحلة جديدة
بدأت اليوم الجمعة فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية "درع الفرات"، هجوماً على مواقع الميليشيات "ب ي د" الكردية بريف حلب.
وقال مراسل بلدي نيوز في ريف حلب (عمر الشمالي)، إن فصائل الحر أعلنت الهجوم على مواقع ميليشيات "ب ي د"، بهدف استعادة بلدة تل رفعت، وقرى أم حوش والوحشية والشيخ عيسى، التي احتلتها هذه الميليشيات بدعم من طيران التحالف.

في حال حرر الجيش الحر مدينة تل رفعت، سوف يصبح على مسافة سبعة كليومترات فقط من قوات النظام، أما في حال حرر قرى "أم حوش وإحرص وحربل شرق تل رفعت"، وهي قرى تشهد اشتباكات بين الجيش الحر و "قسد"، فسيصبح الثوار في مواجهة النظام، بعد إزاحة الميليشيات الكردية.

وحول إمكانية أن يصطدم الثوار في معارك "درع الفرات"، مع نظام الأسد في مواجهات مباشرة، قال (محمد الغابي) قائد فصيل جيش التحرير المشارك في "درع الفرات" لبلدي نيوز خلال تصريحات سابقة، إن "الفصائل التي تشكل منها درع الفرات، إنما هي وجدت أصلاً لمقاتلة النظام وتحرير الأرض السورية من ميليشياته البغيضة، والعمل على وحدة الأراضي السورية ومحاربة النظام وكافة الانفصاليين".

دفاع الأسد الجوي إلى الواجهة من جديد!
في محاولة للدفاع عن ميليشيات "ب ي د"، هدد النظام بإسقاط أي طائرة تركية تخترق المجال الجوي، في محاولة فاشلة منه لردع تركيا عن قصف حلفائه.
لكن نظام الأسد يعرف تماماً أنه عاجز عن ذلك سواء باستخدام دفاعه الجوي أو باستخدام طائراته المقاتلة، حتى طائرات ميغ 29 أحدث ما يمتلك.

تعليقا على ذلك، يؤكد المحرر العسكري لشبكة بلدي "راني جابر"، أن "النظام يدرك تعاسة وضع قواته الجوية ودفاعه الجوي، فأقرب بطاريات دفاع جوي للنظام تقع في محيط حلب، ولن يكون صعباً على تركيا تحييدها تماماً خلال زمن قصير جداً، إضافة لقدرة تركيا الكاملة على التسبب بشلل كامل لأي منظومة دفاع جوي لدى النظام، يمكن أن تهدد الطائرات التركية مهما كان نوعها، فضلاً عن تحييد طائراته المقاتلة التي قد تعترض الطائرات التركية، فالنظام متخلف عن تركيا كماً ونوعاً ولا يستطيع الدخول في معركة جوية محسومة سلفاً".
ما يعني فعلياً أن النظام يسعى لتوريط روسيا مع تركيا، ودفعها لاستخدام دفاعها الجوي في مواجهة الطائرات التركية، وبخاصة البطاريات المنشورة في حميميم وطرطوس.
الأمر الذي يسعى النظام من خلاله لمنع تركيا من الاستمرار في القصف، الذي قد يتسبب بانهيار ميليشيات "ب ي د" في حلب، خصوصاً أنها غير معتادة على القصف الجوي، الأمر الذي يعني تحرير الثوار لمناطق واسعة شمالي حلب، قد تمتد لتشمل عفرين ومحيطها، الأمر الذي يعد ضربة للنظام قبل أن يكون ضربة للميليشيات الكردية، وقد يكون توطئة لقصف النظام لاحقاً، من قبل تركيا.
فعملية "درع الفرات" تتجه فعلياً للقضاء على المشروع الانفصالي للميليشيات الكردية، فبعد ضمان عدم وصل كانتون الجزيرة بكانتون عفرين، أصبح من السهل إزالة كانتون عفرين من الخريطة، وفي حال انطلاق معركة الرقة ومشاركة تركيا بشكل فاعل فيها، يعني دفع الميليشيات الكردية أكثر نحو الشرق، وحصرها في محافظة الحسكة، تمهيداً لتحجيمها أكثر لاحقاً، حتى القضاء عليها.
ما يعني أن النظام برفضه قصف الميليشيات الكردية، وتهديده للطائرات التركية، فهو في الواقع يتحسس الخطر الحقيقي الذي يحيق بقواته في حلب، وإمكانية استمرار حصارها للمدينة، فالثوار المدعومون تركياً، سيكونون قادرين على كسر الحصار، بدعم جوي بسيط من تركيا، وخصوصاً أنهم أصبحوا على بعد قذيفة هاون من قوات النظام المحاصرة للمدينة.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

أزمة حادة في اليد العاملة بتركيا بعد عودة عدد كبير من العمال السوريين إلى بلدهم

//