مصالحة المعضمية ..وموسم الهجرة إلى الشمال - It's Over 9000!

مصالحة المعضمية ..وموسم الهجرة إلى الشمال

شبكة بلدي - (نور مارتيني)

تتوالى أخبار الهدن والمصالحات في الجنوب السوري، ويفقد الأهالي المهجّرون تباعاً أحقّيتهم في بيوتهم التي ولدوا فيها، ليستوطن فيها من جيء بهم ليستوطنوا بها، وبرعاية وتواطؤ من مؤسسات المجتمع الدولي، التي تغضّ الطرف عن هذه المصالحات، مستغلة الغطاء السياسي لواحدة من الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة، والتي تنطلق من هذا الموقع لشرعنة ما يقوم به النظام وحلفاؤه الطائفيين، بدعم سياسي من الروس.
البداية كانت مع مجزرة الكيماوي في الغوطتين، والتي أسهمت في تهجير غالبية السكان، بعد أن أودت بحياة قرابة 1700شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، ليبدأ بعدها حصار الموت الذي فرض على مدن وبلدات الغوطة، ما أدى إلى المزيد من الخسارات البشرية، فضلاً عن إنهاك الناس، لتهيئتهم للمرحلة القادمة، مرحلة المقايضة على سلامتهم وحياتهم.
ويبدو أن النظام عمد إلى الترويج لمصالحات تمت، أو في طريقها إلى التحقق، كنوع من أنواع الحرب النفسية، بغية التسريع في إتمام إجراءات التهجير والتغيير الديموغرافي، ربما لاستكمال ملامح التقسيم، والتلاعب بديموغرافية البلد قبل انتهاء مرحلة السبات الانتخابي، وحدوث تغيير ليس بالحسبان في مزاج المجتمع الدولي، فالأحداث المتسارعة من حصار وتجويع لمدن وبلدات حمص وريف دمشق، وإخلائها من أهاليها ليحلّ محلهم وافدون جدد، وقد جرى الحديث عن وصول عائلات عراقية لتحل محل أهالي داريا، مبرّرة هذا التغيير بوجود مقدسات شيعية في داريا، بينها المقام الذي يعرف تاريخياً باسم "مقام سكينة"، والتي هي في الواقع مسوغات واهية لاستكمال الملامح الطائفية للمنطقة.
يجري الحديث مؤخرا عن مصالحة جديدة في "معضمية الشام"، وتهجير أهاليها، فضلاً عن فرض الحصار على بلدة "زاكية"، حول هذه النقطة، يقول الناشط الإعلامي "شادي مطر" أنه "يبلغ عدد الأشخاص الذين سيتم إخراجهم من بلدة المعضمية 1626 شخصاً بين مدنيين ومقاتلين" ويوضح "مطر" أن "العدد الأكبر من الأشخاص الذين سيتم إخراجهم هم من أهالي داريا العالقين في المعضمية، والذين رفضوا الخروج إلى إدلب، عند إتمام المصالحة في داريا.
ويؤكّد (مطر) أن "نحو 37 حافلة، سيتم توزيع الأهالي عليها، ليتم نقلهم إلى إدلب"
وقد ذكرت عدة مصادر أن عملية إزالة السواتر الترابية من بلدة المعضمية المحاصرة منذ عام 2013 قد بدأت، تمهيداً لدخول المساعدات إلى البلدة" ويبدو أن السيناريو الأسوأ هو ذاك الذي ينتظر هؤلاء المقاتلين في إدلب، خاصة بعد أن استكملت ملامح عزلها بشكل كامل، نتيجة للخرائط المسربة ، وفقاً للاتفاق الأمريكي الروسي والتي تجاهلت مصيرها ومصير مدينة الرقة.
حيث أن معظم المهجرين هم من المقاتلين الذين يحرص كلاً من النظام وروسيا على التخلص منهم، ومع حديث "دي مستورا" الواضح عن استعداده لمرافقة عناصر فتح الشام من مدينة حلب إلى إدلب وريفها، تصبح ملامح الدور المرسوم لها واضحة.

مقالات ذات صلة

لأهداف أمنية.. وفد روسي يزور مدينة داريا بريف دمشق

ما الدوافع.. روسيا تعزز قواتها على تخوم الجولان المحتل

عبر الأمم المتحدة.. النظام يبدأ المتاجرة بالنازحين من لبنان

ميليشيا الحزب اللبناني تنسحب من موقعين بريف دمشق

ارتفاع ملحوظ في أسعار اللوز تشهده أسواق ريف دمشق

ما المناطق التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية جنوب ووسط سوريا