موسكو وواشنطن.. من يتخذ المبادرة في سوريا؟ - It's Over 9000!

موسكو وواشنطن.. من يتخذ المبادرة في سوريا؟

بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
يسود اعتقاد لدى المسؤولين الأمريكيين أنه كلما غرقت روسيا أكثر في سورية ستحتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإخراجها، لكن اليوم الوضع بات مختلفاً، فالدولتان تقفان على طرفي نقيض، والعلاقة في ذروة التوتر بعد رفض موسكو لأي محاولة من واشنطن لوقف القصف على حلب وفتح مجال للعملية السياسية.
يقف الجانبان في المنطقة الصفرية بانتظار أحدهما الأخر لأخذ المبادرة، واضعين في الحسبان خطر استخدام القوة، على الرغم من التهديدات الأمريكية باستهداف مواقع عسكرية لنظام الأسد وتزويد المعارضة السورية بمضادات الطائرات، والتي جاء الرد الروسي عليها باعتبار أن تلك الأنباء هي ألعاب خطيرة تقوم بها واشنطن تهدد الأمن القومي الروسي.
أما "الفيتو" الروسي الأخير الذي كان متوقعاً ضد مشروع القرار الفرنسي-الإسباني، فقد وضع روسيا في عزلة دولية، وذلك بعد أن امتنعت الصين هذه المرة عن التصويت والتي كانت قد استخدمت حق النقض "الفيتو" أربع مرات سابقة برفقة روسيا، وأبطلت روسيا بذلك تأييد تسعة دول للقرار من أصل 15، والذي كان من شأنه منع مواصلة المقاتلات الحربية قصف حلب، وإلزام فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وهو ما اعتبرته الدول الأوروبية إلى جانب الولايات المتحدة بمثابة فتح مواجهة جديدة.
وتبدو واشنطن أكثر قدرة على أخذ المبادرة من منافستها، بعد أن ساد احساس لدى قادة البنتاغون والمخابرات الأمريكية أن هيبة الدولة قد ضاعت بسبب المواقف الرخوة من قبل الرئيس باراك أوباما تجاه الملف السوري.
فتحاول واشنطن أن تشن "هجمات محدودة" ضد مواقع عسكرية لنظام الأسد، وذلك بهدف لجم المحاولات الروسية والصينية من استغلال الموقف العاجز لأوباما عن اتخاذ أي قرار بعد أن دخل في الوقت الضائع من عمر ولايته، حيث يحاول بوتين فرض واقع جديد في الشرق الأوسط، إضافة إلى محاولات الصين بسط سيطرتها على بعض الجزر في البحر الجنوبي.
ويأتي ذلك كله في ظل محاولة عربية دبلوماسية أخيرة لإنقاذ ما يجري في حلب، وذلك بالتوجه إلى الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، بعد أن اتخذت الجامعة العربية قرار تطلب فيه من المجموعة العربية في نيويورك التحرك نحو الجمعية العامة للحصول على قرار تحت بند "الاتحاد من أجل السلام"، حيث من الممكن تجاوز مجلس الأمن عبر قرار يمرر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ثلثي الأصوات ويكون قراراً ملزماً للجميع بما فيها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وقد استخدم هذا الخيار سابقاً في الخمسينيات من القرن الماضي عندما عجز مجلس الأمن للوصول لقرار بخصوص الأزمة الكورية بسبب "الفيتو" الروسي المتكرر.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//