الغارديان تطالب بمنح جائزة نوبل إلى منظمة الخوذ البيضاء السورية - It's Over 9000!

الغارديان تطالب بمنح جائزة نوبل إلى منظمة الخوذ البيضاء السورية

الغارديان -(ترجمة بلدي نيوز)

عندما تتساقط القنابل كالمطر لتودي بالمباني، مخلّفة الركام والدمار في أعقابها، يهرع هؤلاء المنقذون نحو الموقع بدلاً من الهروب للملاجئ، ويبحثون بأيديهم العارية عن شخص تحت الأنقاض، يحاولون انتشال الناجين الجرحى، أولئك المدنيين المذعورين والمصدومين، مع العلم بأن المدنيين لم يكونوا قط أضراراً جانبية لحملة نظام الأسد، بل كانوا على وجه التحديد الهدف الرئيسي في هذه الحرب.

هذه هي الخوذ البيضاء، منظمة الإنقاذ السورية، المجموعة المؤلفة من 3000 متطوع، والذين كانوا فيما مضى خياطين أو نجارين أو طلاباً أو مهندسين، يكرّسون الآن أنفسهم وحياتهم لإنقاذ الأرواح، في حين تقوم الطائرات المقاتلة والمروحيات بإلقاء القنابل البرميلية، المتفجرات العنقودية، وقنابل الفوسفور وقذائف الكلور على الأحياء والمستشفيات، وفي الوقت الذي تستعد فيه لجنة جائزة نوبل للإعلان عن جائزة نوبل للسلام لهذا العام، فإن منظمة الخوذ البيضاء السورية تستحق منا كل اهتمام.

ففي دوامة الأهوال المستمرّة في سوريا، من الصعب العثور على أي شيء قد يشير إلى احترام المبادئ الإنسانية الأساسية أو حتى كرامة الإنسان، فقد أطلق نظام الأسد على جميع الأصعدة حملة لا توصف من العنف ضد الشعب السوري، بدعم من التدخل العسكري الروسي فضلاً عن القوات البرية المدعومة إيرانياً، و نمت الجماعات الجهادية، و في كثير من الأحيان قامت بملء الفراغات التي خلفها المعتدلون الأقل تسليحاً ودعماً وموارداً، و أصبح المدنيون محاصرون في الوسط.

في حلب، يتعرض 300،000 شخص إلى وابل من الضربات الجوية عديمة الشفقة، في الوقت الذي يبدو فيه نظام الأسد وروسيا الآن عازمين على سحق حلب، المعقل الأخير للمعارضة السورية، وذلك قبل أن يتولّى الرئيس الأميركي الجديد مهام منصبه، لقد انهارت الدبلوماسية تماماً، مع تبادل الاتّهامات القاسية في الأمم المتحدة والتي حلّت محل محاولات وقف إطلاق النار.

إن هذه هي الخلفية التي يعمل فيها أعضاء منظمة الخوذ البيضاء- منظمة البحث والإنقاذ السورية المموّلة غربياً، المكوّنة من الأفراد المتطوعين الذين يعرّضون حياتهم للخطر لإنقاذ المدنيين، ويتلقّون فقط راتباً شهرياً قدره 150 $، في حين يصبح الخطر أسوأ من حقيقة أن أولئك الذين يقصفون بشكل روتيني، باتوا يستخدمون ضربات "النقر المزدوج"، بقيام الطائرات المقاتلة بإسقاط الذخائر أولاً ومن ثم العودة مرة أخرى لاستهداف فرق الإنقاذ.

إن جميع هؤلاء المتطوعين يعرفون تمام المعرفة بأن سياسات القوى العظمى، جنباً إلى جنب مع سياسات الطاغية الوحشية، قد أوصلت سوريا إلى حافة الهاوية، إنهم لا يعقدون أي أوهام في أنه سيتمّ اتخاذ أي إجراءات حقيقية على وجه السرعة لإنهاء المجازر التي تحدث في سوريا على نطاق لم يسبق له مثيل منذ عقود، إن ذوي الخوذ البيضاء يقومون بفعل ما بوسعهم، محلّياً.

في حين أن العمل الأقل تقديراً والذي يمكن للغرب أن يفعله هو دعمهم، لا ينبغي على الإطلاق أن يفاجأ أحد ما بأن بشار الأسد قد قارن هؤلاء النشطاء الإنسانيين بالإرهابيين: إذ أن هذا ما يطلقه على كلّ من يعارضه.
ما قام ذوو الخوذ البيضاء بإنجازه قد يبدو للبعض كقطرة في المحيط، ولكن فإن ما يمثّلونه هو أمر هائل جمّ: تلك المرونة والشجاعة في مواجهة البربرية الوحشية، إنهم تذكير دائم بأن أولئك المستهدفين من قبل روسيا وعمليات القصف الواسعة لنظام الأسد في حلب هم من المدنيين، وليسوا إرهابيين.
لقد برهن أعضاء الخوذ البيضاء السورية بأن الأعمال الفردية الشُجاعة يمكن أن تقطع شوطاً طويلاً في محاربة اللّامبالاة، فقد جسّدوا روح المقاومة المدنية - متمسّكين ببعض المثل السلميّة العليا، للإنتفاضة الشعبية لعام 2011 والتي جسّدت الشجاعة والتضامن في مواجهة الإرهاب الذي ترعاه الدولة.
لقد قام المجتمع الدولي بخذلان السوريين تماماً، من خلال فشله في حمايتهم من الفظائع الجماعية، لا تستطيع جائزة نوبل للسلام أن تمحو ذلك، لكن وبسبب رمزيتها، وبسبب أن الرمز يمكن أن يكون قوياً، يجب أن يتم التعرّف على ذوي الخوذ البيضاء من خلال منحهم جائزة السلام العالميّ التي يستحقونها.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//