طفلة ذات سبع سنوات تناشد العالم بتغريدات على تويتر من حلب - It's Over 9000!

طفلة ذات سبع سنوات تناشد العالم بتغريدات على تويتر من حلب

بي بي سي –(ترجمة بلدي نيوز)

بانا العبد الطفلة ذات الأعوام السبع غرّدت عبر موقع تويتر بصورة منذ أسبوع، وهي تجلس على طاولة مع كتابها، ودميتها في خلفية تلك الصورة، "مساء الخير من حلب"، هكذا كتبت، معلّقة: "إنني أقرأ كي أنسى الحرب".

حلب، المدينة الثانية في سوريا، والتي انقسمت إلى قسمين خلال الصراع الطويل في البلاد، أصبحت الحياة اليومية فيها صراعاً للبقاء على أولئك الذين ما يزالون يعيشون هناك، في حين يشتعل القتال ما بين قوات الثوار وقوات الأسد.

تغريدات بانا باللغة الإنجليزية - بمساعدة والدتها، والتي تعمل كمعلّمة - جلبت انتباهاً جديداً للصراعات التي يواجهها المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها الثوار شرق مدينة حلب.
ففي إحدى تغريداتها المصوّرة تظهر بانا مع أشقائها - محمد البالغ من العمر خمس سنوات، ونور ذات الثلاث سنوات - مع رسالة: "نرسم مع إخوتي قبل أن تُغير الطائرات الحربية، نحن بحاجة للسلام لنرسم".

ويُظهِر شريط فيديو قصير الثلاثة معاً في غرفة النوم، حيث كتبت بانا: "سنعيش معاً إلى الأبد"، قبل أن تضحك وتعانق إخوتها.
"إن القنابل أصابت المنزل المجاور كما ترون"، هكذا غرّدت بصورة لمبنى مهدّم، كما غرّدت أيضاً في ذات اليوم: "إن روحي يمكن أن تؤخذ في أي وقت هنا بواسطة القنابل". وتشنّ القوات الروسية والسورية قصفاً شرساً ودموياً دونما هوادة على شرق مدينة حلب، بصورة مستمرة ولعدة أسابيع مضت.

حساب التويتر -alabedbana - كان قد جمع الآلاف من المتابعين في الأيام القليلة الماضية، أم بانا -السيدة فاطمة، قامت بنشر العديد من التغريدات بنفسها، لكن وفي محادثة مع قناة البي بي سي، قالت بأن ابنتها ترغب بصدق "من العالم أن يسمع صوتنا"، إذ أنها تسألها بصورة مستمرّة: "أمي، لماذا لا يقوم أحد بمساعدتنا؟".
إن بعض التغريدات تبعث حقاً على الحزن، لكن بانا التي فقدت إحدى صديقاتها في تفجير إحدى المنازل المجاورة كانت قد تعرضت للكثير بالفعل.
"لقد رأت كل شيء هنا" كذلك قالت فاطمة مضيفة: "لقد رأت بانا صديقتها بعد أن قتلت، ومنزلنا يقصف، ورأت مدرستها تقصف، بحيث تأثّرت جداً بذلك"
وعلى الرغم من كل ذلك، تقول فاطمة بأن ابنتها محظوظة، في مكالمة فيديو غير منظمة مع قناة البي بي سي، أبعدت بانا نظرات الكاميرا عنها نحو والدتها، والتي ساعدتها بالإجابة على بعض الأسئلة الأكثر صعوبة.
وقالت بأنها ترغب بأن تصبح معلّمة عندما تكبر، مثل والدتها - وتأمل بتعليم اللغة الإنجليزية أيضاً.

ولكنها لم تذهب إلى المدرسة منذ العام الماضي، وترغب جداً بالعودة، كأي طفل يبلغ السبع سنوات من العمر، إنها تريد أن تكون قادرة على اللعب مع صديقاتها.

إن الطاقة الشمسية تمنح الأسرة بعض الكهرباء، ولكن سوء خدمات الإنترنت والهاتف كانت تجعل من التواصل صعباً جداً.

تقول فاطمة بأن هنالك نقصاً في المواد الغذائية بشكل واسع النطاق في المدينة، وبالنسبة لعائلتها فقد قالت بأن الغذاء بات ينفد، ويمكن رؤية هذا بوضوح في الوجه السيدة فاطمة الشاحب.
كما أضافت بأن الطفل نور البالغ من العمر ثلاث سنوات مرض في الآونة الأخيرة، حيث أخذته إلى المستشفى، حيث قيل لها بأنه لا يوجد هناك دواء متبقي، إن نور أصبح أفضل الآن، وكان يقاطع المكالمة من وقت لآخر لعناق والدته.

وفي الحين الذي اكتسب فيه حساب التويتر متابعين كثر، تقول فاطمة بأن بعض الأشخاص قاموا باتهامها بإدارة حساب "وهميّ"، أو باستخدام ابنتها لأغراض دعائية، بينما شكّك آخرون في مهارات فتاة سورية تبلغ من العمر سبع سنوات بتعلمها للغة الإنجليزية بتلك الطلاقة.
و كانت التغريدات حول بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لاقت انتقادات لاذعة بشكل خاص.
إن والد بانا محامي يعمل في مركز قانوني في المدينة، ووالدتها فاطمة كانت قد درست اللغة الإنجليزية لمدة ثلاث سنوات في معهد اللغات، وكانت أيضاً تقوم بدراسة القانون في الجامعة قبل اندلاع الحرب، إذ قالت فاطمة بأنها كانت تعلّم اللغة الإنجليزية لبانا منذ كانت ابنتها تبلغ من العمر أربع سنوات، كما قالت بأن اتهامهم باختلاق الأمر هو أمر مخيب للآمال حقاً، كما أضافت: "إن كل الكلمات كانت تنبع من القلب، إذ أن جميعها لم تكن سوى الحقيقة الكاملة".
وقالت فاطمة بأنها ليست عضواً في أي منظمة خيرية، كما أنها لا تدعم أياً من المؤسسات الإعلامية في سوريا، ولكنها أخذت دورات في الصحافة والسياسة كجزء من تعليمها الجامعي، وتعلم كيفية إيصال رسالتها.
وفي أثناء اتصالها مع وكالة البي بي سي، سألت فاطمة عن ما إذا كنا نستطيع سماع أصوات تحليق الطائرات الحربية في سماء المنطقة، بينما نهضت متجهة نحو الشرفة ملقية بنظرها نحو السماء، وعندما عادت قالت بأن هدير الطائرات سيستمر لعدة ساعات أخرى، مضيفة بأن الطائرات "تقوم بإسقاط القنابل دون أي رحمة"، كما قالت: ""نحن لسنا إرهابيين كما يزعمون، لسنا من تنظيم الدولة، إننا مدنيون أبرياء نريد العيش بسلام".
بعد ساعة أو نحو ذلك من انتهاء مكالمتها مع البي بي سي، قامت فاطمة بمشاركة مقطع فيديو آخر للطفلة بانا، وهي تقف على نفس الشرفة التي خرجت والدتها إليها أثناء الاتصال، وهي تضع أصابعها في أذنيها، في حين كان هنالك دويٌ قويٌ يمكن سماعه في البعيد، حيث كان تعليقها على ذلك المقطع مؤثراً ومحزناً جداً: "إنني خائفة جداً أن أموت الليلة، أخاف أن تقتلني تلك القنابل- بانا".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//