بريت بارت -(ترجمة بلدي نيوز)
أكثر من 3000 مقاتل مدعوم من ايران، بما في ذلك أعضاء من جماعة المخدرات الإرهابية القائمة في لبنان -حزب الله- والحرس الثوري الإيراني، انضموا لقوات الأسد وحلفائهم الروس، لشنّ حملة بريّة واسعة النطاق بالإضافة لهجوم جوي على مواقع المعارضة السورية شرق مدينة حلب، وذلك وفقاً لتقارير فوكس نيوز.
إن هجوم يوم الثلاثاء، والذي يتضمن شنّ ضربة جوية شرسة من قبل الطائرات الحربية الروسية، الموالية للديكتاتور بشار الأسد، والقوات البريّة العسكرية المُنظّمة والمدعومة إيرانياً، دمّر وقف إطلاق النار المدعوم من قبل الولايات المتحدة، مما دفع صحيفة هافينغتون بوست لكتابة التقرير التالي:
"إن لم يدرك الرئيس باراك أوباما عندما أبرم اتّفاق وقف اطلاق النار مع روسيا، بأن فلاديمير بوتين قد خدعه، فإن أوباما يقوم بنفسه بخداع نفسه".
ووفقاً للبنتاغون، فإن الولايات المتحدة لن تقوم الآن بإجراء أي عمليات عسكرية في مدينة حلب في المستقبل القريب، "ليس هنالك من آفاق للحلول السياسية، الكلمة الفاصلة لساحة المعركة"، كذلك وردت كلمات حسن نصر الله، زعيم مقاتلي حزب الله الشيعيّ، حسب ما نقلتها صحيفة لبنانية يوم الثلاثاء، وفقاً لتقارير رويترز.
علي شمخاني، رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، كان قد صرّح أيضاً يوم الثلاثاء بأن: "مصير حلب سيتحدّد فقط من خلال مجابهة قوية".
إن الميليشيات الشيعية، والتي تتضمن مقاتلين من كل من العراق ولبنان وأفغانستان، دخلت المعترك وسط حملة الأسد والروس الجوية، والتي تستهدف المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تعدّ موطناً لأكثر من 250،000 من المدنيين المحاصرين.
"إن ما تقوم روسيا برعايته وفعله حقّاً ليس مكافحة الإرهاب، بل إنه لبربرية" كذلك قالت السفيرة الأمريكية سامانثا باور خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي عُقِدَ يوم الأحد، مضيفةً: "إنه لمروع ما يجري الآن في شرق حلب". في حين أن إلقاء اللوم على الانقسامات العميقة ما بين روسيا والقوى الغربية، أفشل من قوة مجلس الامن لاتّخاذ أي إجراء.
لقد سبق أن كان هنالك وجود للعديد من المقاتلين المدعومين من إيران في سوريا، ولكنها لم تنشر مقاتليها في حلب سوى مؤخّراً وذلك حسب ما أشار تقرير فوكس نيوز، ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه إيران كدولة راعية للإرهاب، حيث أجبرت الكثير من اللاجئين الأفغان المقيمين داخل حدودها على القتال والموت نيابة عن الأسد في سوريا، بينما تقوم بتقديم المال لبعض الأفغان لمغادرة أفغانستان والقتال لصالح الأسد في سوريا.
إن المكوّن البرّي لذلك الهجوم متعدّد الجبهات على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب والذي أطلقه تحالف يضم كلّاً من سوريا وروسيا، وإيران، هو "الهجوم البريّ الأكبر حتى الآن في تلك الحملة العسكرية الجديدة واسعة النطاق، والتي دمّرت وقف إطلاق النار المدعوم من قبل الولايات المتحدة"، كما نوّه تقرير رويترز.
وصرّح النقيب جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون للصحفيين يوم الاثنين بأنه: "على الرغم من مئات الآلاف من المدنيين الذين يُجوَّعون ويُهاجَمون الآن من الجو والأرض على حدّ سواء من قبل المقاتلات الروسية، السورية، والمقاتلين المدعومين من إيران، فإن الولايات المتحدة تقف مكتوفة الأيدي أمام ذلك الهجوم الخاطف على مدينة حلب".
وقبل عام من هذا الأسبوع، بدأت روسيا بشنّ غارات جوية في سوريا ضدّ أهداف سورية لغاية دعم الأسد، لقد جاءت الحملة الجوية الروسية بعد يوم من اجتماع بوتين مع الرئيس باراك أوباما، وفي الوقت الذي بدأت فيه بعدوانها الشرس، طالبت روسيا الطائرات الحربية الأمريكية بالخروج الفوري من المجال الجوي السوري، وبينما حصلت روسيا على رغبتها إلى حد ما، غضّت الولايات المتحدة الطرف عن مدينة حلب، المدينة الكبرى في شمال سوريا والتي كانت في قلب الصراع السوري المستمرّ منذ أكثر من خمس سنوات.
وقبيل نشوب الحرب، كانت حلب العاصمة الاقتصادية والصناعية والمدينة الأكبر في سوريا، ولكنها الآن مُقَسّمة ما بين منطقة غربية تستولي عليها قوات الأسد ومساحة أصغر، محاصرة تسيطر عليها المعارضة، والتي تضمّ مئات الآلاف من المدنيين الذين باتوا في مواجهة أزمة إنسانية شرسة، وبدعم من روسيا، قام الأسد مراراً وتكراراً بتجاوز خط أوباما "الأحمر"، مستخدماً ولعدّة مرات الأسلحة الكيميائية المحرّمة دولياً ضد شعبه، لقد خلّفت الحرب عشرات الآلاف من المدنيين في حلب وحدها ما بين قتلى وجرحى.
وفي وقت سابق من هذا العام، صرّح الرئيس أوباما أن التدخل الروسي والإيراني لصالح الأسد في سوريا سيقودهم إلى "الانزلاق في مستنقع"، كما أضافت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء بأن: "الهجوم على حلب هو دليل على أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد والروس ، تخلوا عن عملية السلام الدولية في سعيهم لتحقيق انتصارٍ عسكريّ في ساحة المعركة بعد ما يقرب من ست سنوات من الحرب"، ووفقاً لوكالة رويترز، كما يضيف تقرير الوكالة بأن: "واشنطن، والتي وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا في هذا الشهر، والذي سرعان ما انهار بعد أسبوع، تقول بأن موسكو ودمشق مذنبان بتهمة "البربرية" وارتكاب جرائم حرب باستهدافهم المتعمّد والمتكرّر للمدنيين والعاملين في مجال الصحة والعاملين على إيصال المساعدات الإنسانية، باستخدامهم المستمرّ للغارات الجوية".