"من الجّنة إلى الجحيم": تفاصيل استهداف قافلة المساعدات في سوريا - It's Over 9000!

"من الجّنة إلى الجحيم": تفاصيل استهداف قافلة المساعدات في سوريا

نيويورك تايمز-(ترجمة بلدي نيوز)

هدرت الطائرة الحربية التي حامت فوق عمر بركات، رئيس الهلال الأحمر المحلّي، وهو يراقب عمّال الإغاثة يقومون بتفريغ الحمولة التي قد تنقذ أرواح الكثير من المحاصرين في مستودع يقع في البلدة التي يسيطر عليها الثوار أورم الكبرى.

"كُن حَذِراً" قال عمار سلمو، عامل الإنقاذ مُحَذِّراً السيد بركات، حيث وفي كثير من الأحيان، شهد سلمو بنفسه سيارات الإسعاف الخاصة بالمنظّمة وهي تحترق بعد استهدافها من قبل الضربات الجوية وذلك لأنّها هرعت لمساعدة المدنيين.

و كان السيد بركات "يضحك حينها"، كذلك أشار سلمو في وقت لاحق، قائلاً بأن السيد بركات كان واثقاً من أن الحكومة السورية وحلفاؤها الروس لن يقوموا بعرقلة قافلة المساعدات الإنسانية المؤلفة من 31 شاحنة في يوم الاثنين، إذ كانت القافلة الأولى التي تحمل الطعام والإمدادات للمدنيين اليائسين تحت الحصار، في ظل الهدنة التي استمرت أسبوعاً عن طريق التفاوض بشقّ الأنفس من قبل الولايات المتحدة وروسيا.

وبعد ساعات من ذلك، قُتِلَ السيد بركات، وكذلك 20 مدنياً أخر، بينما دُمِّرَت ثمانية عشر من الشاحنات، وكذلك اتفاق وقف إطلاق النار!

لقد كان القصف الصاروخي على تلك القافلة الإنسانية، جريمة حرب جديدة، ندّد بها رئيس الأمم المتحدة واصفاً إيها بالفعل "المقزز، والوحشية المُتَعَمّدة على ما يبدو"، بل كان استهداف القافلة الانسانية معيار جديد من مستوى آخر متدني من دوامة الانحلال الأخلاقي، والذي كان قد أودى بحياة ما يقرب من نصف مليون شخص، وشرد 20 ضعفاً من المدنيين وآخرين من الذين تقطعت بهم السبل، بالإضافة لمئات الآلاف المجبرين على الحياة تحت أقسى ظروف الحصار.

لقد فشلت الدبلوماسية، في حين يتصاعد القصف يومياً، وحتى هذه اللحظة هناك مجموعة صغيرة من الملتزمين السوريين الذين كانوا فقط يحاولون بكل وسائلهم المتاحة أن يساعدوا الضعفاء على جميع الأطراف وعلاجهم وإيصال أي شيء قد يسدّ رمقهم، قد تعرضوا هم حتى لأكثر من هجوم، في الوقت الذي شنت هجمات على عمال الإغاثة بشكل مكثف في جميع أنحاء البلاد، لقد أنشأ هذا العمل اللاأخلاقي، سابقة فظيعة جديدة، في الحرب التي استمرت لخمس سنوات امتلأت بجرائم الحرب اللاإنسانية.
"لقد انحدر بنا الأمر من الجنة إلى الجحيم"، يقول السيد سلمو، والذي كان يشرب الشاي على سطح منزله على بعد بضعة أميال فقط، قبل دقائق من ذلك الهجوم، ويتمتّع بالهدوء النسبي لوقف إطلاق النار الجزئي، كما أضاف: "لم يكن هنالك أي شيء في السماء، وفي لحظات بدأت دائرة الجنون".

الاتهامات والاتهامات المضادة:

اتّهم مسؤولون أميركيون روسيا بتلك الغارات الجوية، كما دعا وزير الخارجية جون كيري إلى حظر فوري لجميع الطائرات الحربية في المناطق الرئيسية بحيث يمكن أن يستأنف بأمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، رفضت روسيا هذا الاقتراح كما نفت مسؤوليتها، مقترحة أن طائرة استطلاع أمريكية قد تكون تحت طائلة المسؤولية، مشيرة إلى الحادث الذي حدث قبل أيام عندما قامت طائرة هجوم أمريكية بقصف جنود تابعين للنظام السوري حيث قُتِل أكثر من 60 جندياً منهم في تلك الغارة، والذي علّقت واشنطن عليه بأنه كان عرضياً.

وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز إلى 20 من عمال الإغاثة، ورجال الإنقاذ والسكان الذين إما شهدوا على الهجوم أو شاركوا في إعداد القافلة المحلية والدولية، ومراجعة عشرات أشرطة الفيديو، والصور الفوتوغرافية، ومشاركات وسائل الإعلام الاجتماعية، والسجلات التي احتفظ بها راصدو الطائرة، مع المقابلات وغيرها من المواد التي أصولتها إلى أنه كان هنالك هجوم منسق قامت به الطائرات الروسية أو السورية، وربما الاثنان على حد سواء.

فقد اندلع حوالي 30 انفجاراً، ابتداء من الساعة 7:00 ودامت لساعات، كما أظهرت المقابلات، والوثائق ، انفجارات نارية ورؤية الشاحنات مشتعلة وسط أصوات طائرات الهليكوبتر والطائرات المحلقة في السماء والتي ضربت لمرتين، كما قال البعض، بأن غارة ثالثة قامت بضربتها بينما كان رجال الانقاذ يحاولون سحب القتلى والجرحى من تحت الركام.

و كانت القوافل قادمة من الأراضي التي تقع تحت سيطرة النظام، مع أذونات مستخرجة ودقيقة، كما تميّزت بشكل واضح بشعارات الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ولكنها و كالعديد من القوافل الأخرى، لم يكن على متنها درع إضافي من موظفي الأمم المتحدة على متنها وذلك لأن حكومة النظام السوري منعتهم من ذلك، وكما هو الحال دائماً، فقد كان على متنها متطوعين من الهلال الأحمر السوري، والذي يشرف عليها في المناطق الحكومية قوات النظام، ولكن لديها أيضاً فروع محلية تتمتع بحكم ذاتي في مناطق الثوار، لقد قتل العشرات من متطوعي المنظمة أو سجنوا خلال الحرب.

السيد بركات، الأب لستة أطفال، كان حلقة الوصل الحاسمة في محافظة حلب المقسمة والمدمرة، إذ كان له علاقات مع الفصائل الثورية ورجال الدين في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وكذلك لزملائه عمال المساعدات في القسم الذي تسيطر عليه قوات النظام في مدينة حلب، إذ سبق له العمل على جعل المنطقة آمنة لمسؤولي الصليب الأحمر الدولي لزيارة مستودع المنظمة في أورم الكبرى.

تمت الموافقة على القافلة، ولكن ليس على حضور الأمم المتحدة !!

كان قد مضى على اتفاق وقف إطلاق النار المتهالك أسبوع عندما جاء الضوء الأخضر من النظام السوري، وقال كيفين كنيدي -المنسق الإنساني الإقليمي للأمم المتحدة في عمان -الأردن، أن وزارة الخارجية السورية، والتي يجب أن توافق على جميع شحنات المساعدات من الأراضي الحكومية، قد أذنت للقافلة بالمغادرة في صباح يوم 19 من سبتمبر.

العديد من المراقبين من الحكومة السورية والأمم المتحدة والهلال الأحمر، قاموا بمشاهدة الشاحنات وهي تُحَمَّلُ في مقر الهلال الأحمر في القسم الذي تسيطر عليه قوات النظام في حلب، بينما بحث مسؤولون أمنيون يتبعون لنظام الأسد في الشاحنات قبل أن يختموها، للتأكد من عدم دخول أي شيء سوى ما تم الاتفاق عليه: الطحين والمواد الغذائية والبطانيات والملابس الشتوية ل 78،000 شخص محاصر.
وقال عدد من المسؤولين في الأمم المتحدة، بأنه كان من المفترض للقافلة أن تكون مصحوبة بموظفي الأمم المتحدة، ولكن في نهاية المطاف، لم يعط نظام موافقته على ذلك، فقد قال يان إيجلاند -مستشار الأمم المتحدة الخاص للشؤون الإنسانية في سوريا "لم يُسمح لنا بالدخول !!! ".

وفي 10:50 صباحاً، غادرت قافلة مؤلفة من 31 شاحنة، وبعد ساعة واحدة وصلت القافلة إلى نقطة التفتيش الحكومية الأخيرة قبل معاقل الثوار، عند الدوار الملقب ب"دوار الموت" وذلك بعد حادث سيارة مروع هناك منذ سنوات، قام متطوعو الهلال الأحمر حينها بتبادل أماكنهم مع نظرائهم في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في أورم الكبرى، تحت قيادة السيد بركات.

فقد كان السيد بركات وسيطاً موثوقاً، حيث هدّأ سابقاً الإسلاميين المتشددين الذين اعترضوا على رمز الصليب على بعض مركبات المساعدات، كما كان قد استضاف الزوار الأجانب في منزله، وساعد في تسهيل عمليات تبادل الأسرى ما بين الجانبين، "لقد كان يساعد جميع الفقراء والنازحين واللاجئين"، كذلك وصفه السيد سلمو، رئيس جماعة الإنقاذ المعروفة باسم "الخوذة البيضاء".

تتبّعت طائرة روسية بدون طيار قافلة الشاحنات، ولكن كم من الوقت دام ذلك؟

من جانب الثوار وعلى نقطة التفتيش، قام السيد بركات بالتنسيق مع جيش المجاهدين، وهي المجموعة التي تلقت مساعدات من الولايات المتحدة، في حين أن بعض فصائل الثوار في مناطق أخرى من المحافظة عارضت مشروع تسليم المساعدات، قائلين بأنها بمثابة إضفاء شرعية على تكتيكات الحصار التي يفرضها النظام، وصلت الشاحنات إلى قرية أورم الكبرى حوالي الساعة 14:00 ظهراً، كان السيد بركات يشرف حينها على العمال المحليين الذين كانوا يعملون على تفريغ الشاحنات.

وقد أقرّ مسؤولون روس بأن إحدى طائراتهم بدون طيار كانت تتبع القافلة، ولكنهم قالوا بأنها توقفت عن ذلك قرابة الساعة 1:40، وبعد ذلك فقد كانت تحركات القافلة "حركات معروفة فقط من قبل المسلحين الذين كانوا يسيطرون على المنطقة" وفق أقوالهم، ولكن لقطات الطائرة بدون طيار والتي كانت تبثها وسائل الاعلام الرسمية الروسية، تبين مع ذلك بأن الطائرة الروسية كانت تواصل تتبعها للقافلة لعدة ساعات أخرى.
"لقد شوهدت طائرات الاستطلاع بوضوح في السماء"، كذلك قال ابن أخ بركات "إسماعيل"، المتطوع السابق في الهلال الأحمر السابق، والذي قال بأنه قام بنفسه بالتوقف بالقرب من المستودع قرابة الساعة 03:00، كما أضاف قائلاً: "لقد كانت الطائرات تراقب الموكب خلال ظهر اليوم كله"، وقال السيد سلمو مؤكّداً على ذلك بأن الطائرات بدون طيار كانت لا تزال في الأجواء هناك عندما وصل في 17:00 لمعرفة ما إذا كان السيد بركات بحاجة إلى المساعدة.
"عادة عندما نرى طائرة بدون طيار في السماء، نقوم بإخفاء سياراتنا" كذلك قال السيد سلمو في وقت لاحق، مضيفاً: "قلت له " كن حذراً، ستقوم الطائرات باستهداف الشاحنات"، ولكنني كنت أمزح فقط، لقد كان سعيداً جداً بإيصال المساعدات للمحاصرين".

موجات من الهجمات، خلال "عدة ساعات"

عاد السيد سلمو لمنزله، ودعا أصدقائه لقضاء المساء على سطح منزله، وبعد فترة وجيزة من الساعة 19:00، رأوا طائرة حربية تمر في الأجواء، ومن ثم سمعوا دوي انفجارين كبيرين في الجنوب الغربي، والذي بدا لهم وكأنه برميل متفجر، وذخائر مؤقتة معبأة بشظايا، والتي تم إسقاطها من طائرات هليكوبتر النظام السوري.
وسرعان ما استدعى سلمو أعضاء منظمة الخوذ البيضاء، "الحمد لله"، قال مشيراً إلى قلقه حول ما يُعرفُ بضربة النقر المزدوج التي تعود لتستهدف رجال الإنقاذ، كما قال "نحن لا نريد المزيد من الشهداء"، اسماعيل ابن أخ بركات، كان حينها في مكان آخر في المدينة، وأفاد قائلاً بأنه استطاع أن يرى "ومضة من الانفجارات اللامعة"، كما قال بأنه حاول الاتصال بعمّه حينها، ولكن ... ما من جواب.

ويقول العديد من الشهود والمراقبين بأن الهجوم بدأ في الساعة 7:12 وحتى 07:50 واستمرت في عقب ذلك موجات من الهجوم لثلاث ساعات أخر، كما أفاد السيد كينيدي، منسق الأمم المتحدة، بأن الهجوم "استمر طوال الليل".

أبو محمد، وهو جزء من الشبكة التي تراقب السماء وتحذّر المدنيين حول أي ضربات جوية وشيكة، قام بإرسال تنبيه في الساعة 19:41 عن طائرة حربية تقلع من قاعدة جوية في حميميم، المنشأة المستخدمة فقط من قبل الروس، متجهة نحو قرية أورم الكبرى، وفي 19:45، أبو محمد والذي تحدث بشرط أن يتم التعريف به فقط من خلال لقبه خوفاً من استهدافه بسبب عمله، أعلن أن الطائرة سو 24 روسية الصنع كانت متجهة بنفس الطريق من قاعدة مختلفة.
"لقد رأينا نشاطاً جويّاً كثيفاً"، كذلك قال عضو آخر في الشبكة، والذي تحدث أيضاً شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالسلامة، كما أضاف: "لم نشاهد أي شكل من حدة الطيران المكثف ذلك إلا إذا ما كان هنالك تنسيق محدد حول الضربة".

اضطررنا إلى ترك "عمر"

لقد كانت الساعة 20:15 عندما تلقت مكاتب الصليب الأحمر والأمم المتحدة، أنباء عن أن القافلة استهدفت، وفي وقت لاحق وعندما أصبحت السماء هادئة بعض الشيء، دخل أعضاء منظمة الخوذ البيضاء للمكان.
قال السيد سلمو: "لقد رأينا النار في كل مكان، مصابون، وأجزاء بشرية متناثرة، وبعض الأشخاص يحرقون في مركباتهم".
لقد كان السيد بركات داخل شاحنته الصغيرة، مصاباً بشظايا، وهو يلوح بيده لتلقي المساعدة، لقد صُوِّرَ ذلك المشهد بواسطة آلة تصوير محمولة على خوذة أحد رجال الإنقاذ، حيث يظهر صوت أحد عمال الإنقاذ وهو يصرخ: "لا يزال هنالك أشخاص مصابون في الداخل"، ومن ثم سرعان يصرخ بذعر: "طائرة، إن الطائرة فوقنا مباشرة، سارعوا، سارعوا بالخروج، نداء بالإخلاء، تراجعوا مباشرة".
أوضح السيد سلمو لاحقاً، بصوت حزين "لقد كان علينا ترك عمر"، كما أضاف: "لقد حلّقت الطائرة بشكل دائريّ، مطلقة النار على كل ما يتحرّك، لقد أخفينا أنفسنا في شاحنة لم تكن تحترق، لقد كانت محمّلة بالدقيق، ظنّنا بأن هذا من الممكن أن يحمينا".
وبحلول الساعة ال 21:30، قامت حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية والموالية للحكومة بتأكيد تقارير الاستهداف، فيما قالوا بأنه هجوم روسي على قافلة تابعة لجبهة النصرة، حيث قام بعضهم بالإفادة بأن تقاريرهم تلك كانت نقلاً عن اتصالات عسكرية، وفي وقت لاحق، وبعد أن أدركوا أنها كانت قافلة مساعدات إنسانية، ومقارنة ذلك بسخرية بالاستهداف الأمريكي غير المتعمّد لقوات الأسد قبل يومين، نشرت بعض حسابات وسائل الإعلام النظامية والموالون للأسد عبارة: "لقد كان ذلك عن طريق الخطأ، #US_Style"!
لقد قدّم المسؤولون الروس سلسلة من التفسيرات غير المنطقية والتي كانت أشبه بالسخرية والاستهزاء: لم تكن طائراتهم الحربية في المنطقة حينها، تعرّضت القافلة لقذيفة هاون أطلقها المتمردون والتي رصدتها طائرة روسية دون طيار وهي تمرر للثوار قبل ساعات من الهجوم، تم إشعال القافلة من قبل منظمة ذوي الخوذ البيضاء، أو كانت مجرد "حريق".
وقال السيد كيري بغضب مستنكراً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "إن الشاحنات والغذاء والدواء أُحرِقت فقط من تلقاء نفسها، أي شخص هنا يعتقد بصحة هذه الحجّة!! "
وفي صباح اليوم الثلاثاء، عاد السيد سلمو وآخرون إلى مكان الحادث، تُظهِرُ صورهم التي أخذوها حفراً تتفق مع تلك التي تتركها القنابل البرميلية، وعلى ما يبدو زعنفة ذيل للقنبلة روسية الصنع OFAB-250-270 بعد إسقاطها، وهو النوع الذي تم تصويره وهو محمول على متن الطائرات الروسية في سوريا، وعلى الأسفلت وجدت ذخيرة أخرى تم التعرّف عليها من قبل أعضاء الخوذ البيض باعتبارها S-8 من الصاروخ الروسي الصنع جو-أرض.

مقالات ذات صلة

حلب.. فرع الهجرة والجوازات يعلن استئناف عمله

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق الدولي منذ 8 ديسمبر

بعد السيطرة عليها.. "الوطني" يسلم منبج للشرطة العسكرية وإدارة مدنية

"السورية لحقوق الإنسان": النظام يعتقل الشبان على الحواجز لتجنيدهم بمعارك شمال ووسط سوريا

الجولاني يزور مدينة حلب لأول مرة بعد تحريرها

//