"ناهض حتر".. "بُوق الممانعة" الذي انتقم من نفسه! - It's Over 9000!

"ناهض حتر".. "بُوق الممانعة" الذي انتقم من نفسه!

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

عمل النظام السوري منذ نشأته على تجنيد مجموعات من المرتزقة، وأدعياء الثقافة، تحت مظلّة "الممانعة والمقاومة" التي اعتمدها ، لتدجين عقول الشباب السوريين والعرب، ممن تستهويهم هذه الشعارات الرّنانة.
وقد حرص على أن يجعل من بيروت منبراً لتسريب هذه الأفكار، وترك مجالاً لحرية الرأي والتعبير تنتشر على أرض غير أرضه، وبين جمهور يعرف كيف يعزف على أوتاره، من خلال المؤسسات الدينية الموالية له، والبساطير العسكرية التي كانت تدوس كل من يتعدّى حدوده.

بين المؤسسات الإعلامية، التي تربّعت على عرش الصحافة العربية، صحف "الأخبار" و"السفير" و"الديار" وصولاً إلى الصحف الفنية التي حصدت شهرة كبيرة، على امتداد رقعة الوطن العربي، وبات لها تأثيرها الكبير على الرأي العام فيه.

الصحفي الأردني "ناهض حتر" كان واحداً من أبرز الأقلام التي لطالما واظبت على دعم النظام السوري، بل وكرّس قلمه للدفاع عنه، والانتقاص من شأن معارضيه على صفحات جريدة الأخبار اللبنانية، الموالية للنظام السوري، وحليفه "حزب الله" اللبناني.

وكان "حتر" قد هاجم فيه اللاجئين السوريين، قبل عامٍ تقريباً، في مقال نشر على صفحات جريدة "الأخبار"، قال فيه : "يمكننا القول إن معظم اللاجئين السوريين خارج وطنهم هم من الفئات غير القادرة على التعايش مع التعددية والنمط الحضاري الخاص بسوريا. وهكذا، فإن خسارتهم لا تعد نزفا ديموغرافيا"؛ هذا الرأي الذي سرعان ما تسبب باحتجاجات كبيرة في صفوف السوريين، معارضين ومؤيدين للنظام، ما اضطرّ صحيفة "الأخبار" إلى حذف المقال والاعتذار من جمهورها.

غير أنّ الخطأ الأكبر، والذي أودى بحياة "حتر" هو الذي ارتكبه بحق الذات الإلهية، من خلال رسم كاريكاتير مسيء يمسّ معتقدات المسلمين، والذات الإلهية، حيث قام بنشره على حسابه الشخصي في موقع "فيسبوك"، ثم اضطر لحذفه، ولكن رئيس الوزراء الأردني "هاني الملقي" طلب من وزارة الداخلية استدعاء "حتر"من خلال الحاكم الإداري واتخاذ المقتضى القانوني بحقه، وقد أفرج عنه في 8 أيلول الحالي بكفالة، ليقتل صباح اليوم الخميس قبيل وصوله إلى قصر العدل لحضور جلسة محاكمته.

حول قضية اغتيال الكاتب الأردني"ناهض حتر"، وآرائه "اليسارية"  يقول الكاتب الصحفي "غازي دحمان": "دمج ناهض حتر بين عداوته للفكر الديني، الإسلامي السني حصراً، وبين مطالب السوريين في الحرية والكرامة، ولا نعرف ما إذا كان ذلك الدمج مقصوداً أم حصل نتيجة لبس وقع فيه الرجل،أو نتيجة التباسات صنعها هو بنفسه"، ويؤكّد "دحمان"  قائلاً: "ما حصل أن حتر ذهب بعيداً في خصامه وعداوته للثورة السورية، اعتبر أنها ثورة ريفيين متخلفين دون الاهتمام أن أكثر من نصف سكان سورية هم من الريف، وتارة أنها ثورة (عربان)، على القيم المشرقية الحداثية التي تشكلها الأقليات في مواجهة الأغلبية العربية الوافدة من الجزيرة".

وخلص الكاتب الصحفي "غازي دحمان" إلى نتيجة مفادها، أنه "حتر كان لا يرى في غالبية السوريين مواطنين يحق لهم الثورة والمطالبة بحقوق خاصة، وما تهكمه على معتقدهم سوى تفصيل في سياق تجريدهم من آدميتهم، غير أن كل ذلك لا يجعلنا نقف في صف قاتليه، رغم أنه كان بوقاً لآلة القتل التي استباحت شعبنا السوري".

من جهته، يرى الصحفي السوري "محمد منصور" أنّه "لا يستطيع البشر في كل الثقافات أن يتعاطفوا مع أعدائهم... وخصوصاً حين تكون هذه العداوة مبنية على الافتراء وانعدام الضمير، كما كان حال ناهض حتر، الذي قدّم واحدة من أسوأ الصور والنماذج للمثقف الذي يبارك جرائم قاتل دموي ورث السلطة عن أبيه المجرم في نظام جمهوري." ويردف منصور قائلاً: "لكن البشر، حتى المنكوبون منهم، والذين يتفرج العالم على موتهم.. يستطيعون أن يميزوا بين التعاطف وبين احترام القانون. القانون الذي لا يمكن أن يجعل من الاغتيال شريعة.. وإلا لبرّرنا كل الجرائم التي ثار السوريون ضدها طلبا للعدالة والحرية."

وفي توضيح لموقفه كصحفي، وموقف عامة السوريين، يقول الكاتب الصحفي "محمد منصور" إن "البشر يتألمون وينفعلون، ومن حقّهم أن يلعنوا شاهد زور وقف مع الباطل حياً أو ميتاً... لكن لا أرى أن تبرير اغتياله أو الموافقة عليه هو أمر يليق بنا... حتى في هذا العالم الذي اكتشف السوريون أنه تخلى عن كل قيمة وتحضره، وهو يتفرج ويتواطأ مع جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السوريون."

من المؤكّد أن القاتل لم يكن سورياً، لأن الفاعل سلّم نفسه للسلطات الأردنية، وأن الأمر لا علاقة له بموقفه من اللاجئين السوريين، الذي وصف بالعنصري، كونه قد مضى عليه أكثر من عام، ولكن الثابت في الأمر أن طريقة التعاطي مع قتله، تعطي فكرة واضحة عن موقف الشعب والسلطات الأردنية مع الحادثة، وعن درجة احتقان الرأي العام تجاه آرائه التي اعتبرها تعبيراً عن حرية الفكر والمعتقد، الذين لم يحترمهما أي من القاتل أو المقتول.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

أحمد الشرع: سوريا تحترم سيادة لبنان وتسعى لإنهاء الطائفية

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

//