"القيامة" في حلب.. الأسد وروسيا يقصفان المدينة بوحشية - It's Over 9000!

"القيامة" في حلب.. الأسد وروسيا يقصفان المدينة بوحشية

نيويورك تايمز-(ترجمة بلدي نيوز)

تصاعدت الحرب في سوريا بشكل مفاجئٍ يوم الجمعة، حيث شنّت القوات الحكومية وحلفائها الروس اعتداءات جوية شرسة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، وسط تهديدات بشنّ هجوم بري كبير، في حين ظهرت جهود الأمم المتحدة لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار منهارة تماماً.

إن الغارات الجوية المتكرّرة والتي محت المباني واجتاحت الأحياء بألسنة لهيبها قتلت نحو 100 شخص في مدينة حلب، المدينة السورية الشمالية المقسمة والتي جسّدت ويلات الحرب وقسوتها، وتحولت فيها بفترة وجيزة هدنة الأسبوع الماضي والأمل في وصول الإغاثة الإنسانية إلى ذكريات باهتة، كما قالت الأمم المتحدة بأن تلك التفجيرات الأخيرة كانت قد قطعت المياه الجارية عن ما يقدر بنحو مليوني شخص.
يقول جيمس لو ميسوريير، رئيس ماي داي للإغاثة والإنقاذ، والتي تقوم بتدريب عمّال الإغاثة السوريين في البلاد "إن هذا لأسوأ يوم قد شهدناه منذ فترة طويلة جداً".

لقد هزّت التفجيرات الأرض، وأبقت على السكان مرتعدين في منازلهم، كما جعلت الطرق غير سالكة، وفقاً لنشطاء مناهضين للحكومة في حلب، وقال مضر شيخو الممرض في مستشفى الدقاق والواقع في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة: "لا تعلم حينها ما إذا كنت ستبقى على قيد الحياة أم لا".
"ليس هنالك المزيد من الطرق للسير عليها" يقول زاهر الزاهر، الناشط من مدينة حلب والذي يتواصل معنا عبر ال WhatsApp، كما أضاف معقّباً "حتى بيننا وجيراننا، كانت الطرق مقطوعة بالأنقاض والدمار".
لقد خلّفت تلك الاعتداءات المدنيّين مدفونون تحت الحطام الناتج، بينهم طفل في حي المرجة في المدينة، كما استهدف القصف المناطق التي يسيطر عليها الثوار في مناطق حلب الشرقية المعارضة لنظام الأسد وكذلك في المناطق الريفية المحيطة بها، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض للحكومة والذي يراقب الصّراع من بريطانيا، أن هنالك 72 شخصاً قد قتلوا في محافظة حلب، من بينهم 24 من النساء والأطفال، ولكنّ معظم القتلى كانوا في المحافظة ذاتها، بينما أفاد السيد لو ميسوريير أن 95 شخصاً كانوا قد لقوا حتفهم بينما نُقِل 147 شخصاً إلى المستشفى في مدينة حلب وحدها.

و شارك عمّال الإنقاذ العديد من أشرطة الفيديو لرجال ينتشلون الأطفال خارج أكوام من الحطام وأحياء سكنية مدمرة بكاملها متحولة إلى هضاب من الركام.

وقالت هناء سنجر، ممثلة اليونيسيف في سوريا في بيان لها أن تلك الهجمات قد أضرت بمحطة الضخ التي كانت توفر المياه لشرقي مدينة حلب، حيث حوصر أكثر من 250،000 من المدنيين من قبل القوات الحكومية، وردّاً على ذلك قالت بأنه قد تم إغلاق محطة الضخ في الجانب الشرقي من المدينة، وإيقاف المياه من التدفق إلى 1.5 مليون نسمة في الجانب الغربي من المدينة، كما أضافت بأن ذلك سيضطرّ السكان إلى الاعتماد على مياه الآبار، والتي غالباً ما تكون ملوّثة، وهذا ما قد يزيد من مخاطر تفشّي الأمراض، كما أعربت عن حزنها الشديد لذلك.

وقال عمّار السلمو من حلب، رئيس فرع حلب للدفاع المدني السوري، وهي منظمة إنقاذ تطوعية أن ثلاثة من مراكز منظّمته كانت قد تعرضت للقصف وأن بعضاً مركبات نجدتهم قد دُمِّرَت، كما أضاف: "يبدو الأمر كما لو أن روسيا ونظام الأسد قاموا باستخدام الهدنة فقط لإبقاء أسلحتهم وخطّتهم على أهدافهم المقبلة، إن الأمر اليوم أشبه بيوم القيامة في حلب".

وقد أعلن النظام السوري عن شنه لهجوم جديد على حلب وذلك في وسائل الإعلام التابعة لنظامه، ونقلاً عن مسؤول عسكري سوري غير محدد الهوية وصف عملية حلب "بالشاملة" وقال بأنها قد تستمر لبعض الوقت، كما أضاف بأن تلك العملية قد "تتضمّن هجوماً برياً".

و هذا يبدو من غير المرجح، كما لاحظ العديد من المحللين بأن جيش النظام السوري لا يملك القوة البشرية للاستيلاء والسيطرة على أي مناطق كبيرة، ومع ذلك، فقد كانت قواته الجوية قادرة على ضرب المناطق التي يسيطر عليها الثوار في ظل حصانة نسبية.

وفي حين كُثّفت الغارات الجوية، تفككت في نيويورك كل الآمال في تحقيق انفراجة دبلوماسية ما بين روسيا والولايات المتحدة، والتي من المفترض لها أن تدعم الجانبين المتعارضين في الصراع، وذلك على هامش الاجتماع السري السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما التقى وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، لفترة وجيزة دون وجود أي ما يدل على أن الهدنة التي لم تدم طويلاً، والتي انتهت في وقت مبكر من هذا الأسبوع سيمكن إحياؤها في أي وقت قريب.

وقال لافروف متحدثاً في مؤتمر صحفي له، بأن الولايات المتحدة فشلت في ضمان انفصال المعارضة السورية المعتدلة عن تحالفها مع المتطرفين من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، كما عقّب قائلاً: "وحتى حدوث ذلك، فإن اتّخاذ أي تدابير أخرى سيكون "عديم الفائدة".

وقال جان مارك أيرولت، وزير خارجية فرنسا وأحد أعضاء مجموعة دعم سوريا الدولية، في وقت سابق من يوم الجمعة بأنه يخشى من أن الشلل الدبلوماسي قد يعكس العنف المتزايد للوحشية اليومية في سوريا، كما تساءل قائلاً: "هل سنكون معتادين على هذا الأمر، دعونا لا نترك حلب لتصبح غورنيكا القرن ال21".

إن حلب هي أكبر مدينة سورية والمركز الصناعي قبل بداية الحرب في سوريا عام 2011، حيث قُسِّمت حلب لسنوات ما بين القوات الحكومية والثوار، وقبل أن يعلن الوقف الجزئي لإطلاق النار في الأسبوع الماضي، قصفت قوات الأسد بانتظام، المناطق الشرقية من حلب والتي يسيطر عليها الثوار، كما قطعت كل السبل أمام المدنيين الذين باتوا محاصرين، في أمس الحاجات للمساعدات الإنسانية الأولية.

يقول لارس بروملي، مستشار الأبحاث في أونوسات، وهي فرع في الأمم المتحدة مسؤول عن تحليل بيانات الأقمار الصناعية منذ بدء الصراع في سوريا، بأن التحليل الأولي لصور الأقمار الصناعية الجديدة والملتقطة منذ وقت قريب في هذا الشهر يظهر المزيد من الضرر في المدينة، حيث كان هنالك تدمير أكثر حداثة على مشارف شمال غرب المدينة وفي المناطق الصناعية في الشمال الشرقي لحلب.

وعلى الرغم من العنف، فقد ظلّت معظم الخطوط الأمامية في المدينة مستقرّة، في كلا الجانبين، مفتقرة إلى القوة البشرية اللّازمة للضبط والسيطرة على مناطق جديدة كبيرة.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//