الأسد ينفي تورطه بدماء السوريين خلال 6 سنوات من الموت والدمار! - It's Over 9000!

الأسد ينفي تورطه بدماء السوريين خلال 6 سنوات من الموت والدمار!

بيزنس إنسايدر- (ترجمة بلدي نيوز)

رفض بشار الأسد الاتهامات الموجهة ضده بأن سلاح الجو السوري أو الروسي قام باستهداف قافلة المساعدات في حلب، أو أن قواته قد منعت الطعام من دخول الأحياء الشرقية للمدينة والتي يسيطر عليها الثوار، كما رفض إلقاء اللوم عليه لانهيار وقف إطلاق النار الذي كان الكثيرون يأملون له أن يقدّم الإغاثة لتلك البلاد الذي مزقتها الحرب.

ففي مقابلة له مع وكالة أسوشيتد برس في دمشق، قال الأسد ايضاً بأن الضربات الجوية القاتلة على القوات السورية في الأسبوع الماضي كانت مُتعمّدة، نافياً تصريحات المسؤولين الأميركيين بأنها كانت حادثاً، كما أضاف بأن الأمريكيين يفتقرون "للإرادة" في الانضمام إلى القوات الروسية في مكافحة المتطرفين، وأضاف بأن أعدائه وحدهم المسؤولون عن ما يقرب من ست سنوات من الدمار في جميع أنحاء سوريا، وعلى الرغم من اعترافه بوجود بعض الأخطاء، نفى مراراً أي تجاوزات من قبل قواته، وقال إن الحرب من شأنها "الاستمرار" بسبب الدعم الخارجي المستمر لخصومه.

وأضاف، "عندما يكون لديك العديد من العوامل الخارجية التي لا تستطيع السيطرة عليها، ستطول الحرب وليس من أحد في هذا العالم يستطيع أن يقول لكم إلى متى"، كما شدّد على أن "السوريين الذين فروا من البلاد قد يستطيعون العودة في غضون بضعة أشهر إذا ما توقفت المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر عن دعمهم للمسلحين."

لقد كان الأسد يتحدث الأربعاء من قصر المهاجرين في دمشق، المبنى الكبير والمؤلف من الحجر الأبيض حيث كان الأسد في كثير من الأحيان يستقبل الضيوف، القصر الذي يقع بين الأشجار على سفح جبل قاسيون في العاصمة السورية، مقر سلطة الأسد والذي بقي بمنأى نسبياً طوال فترة الصراع، بعيداً عن الدمار الذي لحق بغيره من المناطق السورية، وفي الأشهر الأخيرة، قامت قوات الأسد باحتلال معاقل الثوار في ضواحي العاصمة.

وبالنسبة للهجوم الدامي الذي قامت به الطائرات الروسية على قافلة المساعدات بالقرب من حلب والذي أظهرته المقاطع التي صورها المسعفون حيث كان هنالك بقايا لأشلاء مفحمة، قال مسؤول كبير في الادارة الأمريكية بأنه وبدرجة عالية جداً من الثقة يعتقد بأن طائرة روسية مسيّرة كانت من نفّذت ذلك الهجوم، كما أخبرنا بأنه لم يكن يؤذن له بالتحدث علناً عن هذه المسألة، كما طلب عدم الكشف عن هويته.

كما رفض الأسد تلك الاتهامات وقال بأن كل ما يقوله المسؤولون الأميركيون "هو عديم المصداقية" وأنه "مجرّد أكاذيب"، وكحال النظام السوري فقد نفت روسيا تنفيذها لذلك الهجوم على القافلة.

لقد كان النظام السوري والولايات المتحدة على خلاف منذ 17 سبتمبر، عندما قامت غارة جوية أمريكية في الأسبوع الماضي بضرب قوات تتبع لجيش النظام في المنطقة الشرقية في محافظة دير الزور، وقال مسؤولون أمريكيون بشأن ذلك الهجوم - والذي كان أول ضربة مباشرة على قوات الأسد منذ اندلاع الحرب - بأنه كان عرضياً وأن الطائرات الحربية اعتقدت بأنها تستهدف مواقع لمجموعات تنظيم الدولة.

كما صرحت روسيا بأن تلك الضربة كانت قد قتلت أكثر من 60 جندياً سورياً، بينما قال الأسد بأنه لا يعتقد بصحة التصريحات الأمريكية، كما أضاف بأن ذلك الهجوم "استهدف منطقة "ضخمة" مُشكّلة من العديد من التلال"، واستطرد: "لم يكن ذلك الحادث مُرتكباً من قبل طائرة واحدة ... لقد كانت هنالك أربع طائرات استمرّت في مهاجمة موقع للقوات السورية لأكثر من ساعة واحدة، ولا يمكن لأحد أن يرتكب خطأً كهذا لأكثر من ساعة".

كما أضاف قائلاً: "كيف يمكن لتنظيم الدولة أن يعلم بأن الأميركيين سيقومون بمهاجمة هذا الموقع، ليقوموا بعد ذلك بحشد مسلحيهم للمهاجمة المباشرة، والاستيلاء على ذلك الموقع بعد ساعة واحدة من تلك الضربة؟، لذلك فقد كانت تلك الضربة متعمدة بكل تأكيد، ولم تكن غير مقصودة كما زعموا".

كذلك صرّح الأسد بأن الولايات المتحدة تفتقر إلى الإرادة للتعاون مع روسيا في مكافحة المتطرفين في سوريا: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون على استعداد للانضمام إلى روسيا في محاربة الإرهابيين في سوريا".

وعلى الرغم من الأدلة الكثيرة التي تقول العكس من ذلك تماماً، نفى الأسد مراراً وتكراراً قيام قواته بمحاصرة وتجويع شرق مدينة حلب والتي تسيطر علبها المعارضة، والتي أصبحت رمزاً للمقاومة وأيضاً للسعر الباهظ الذي يدفعه المدنيّون في تلك الحرب، كما نفى بشكل قاطع الادّعاءات بسوء التغذية والنقص المزمن في الإمدادات الطبية في المدينة، إذ قال: "إذا ما كان هنالك حقاً حصار حول مدينة حلب، فإن الناس هناك سيكونون قد لقوا حتفهم الآن!"

وكانت مدينة حلب العريقة قد قسمت، إلى قسمين قسم شرقي يسيطر عليه الثوار، ومناطق تسيطر عليها قوات النظام منذ عام 2012، قامت تعزيزات الثوار بكسر ذلك الحصار في أغسطس من هذا العام، ولكن القصف الشديد والمكثف على مدى الأسابيع التالية، والذي قتل أكثر من 700 مدني في وقت سابق من هذا الشهر، جعل قوات النظام المدعومة بالضربات الجوية الروسية المكثفة تقوم باستعادة الطرق واستئناف ذلك الحصار الجائر على المدينة.

ومنذ ذلك الحين، اتّهمت الامم المتحدة حكومة الأسد عدة مرات بعرقلة وصول المعونات إلى المدينة، وعلى الرغم من الاتفاق بسماح وصول المساعدات في أثناء الهدنة التي من المفترض لها أن تستمر أسبوعاً، كانت الشاحنات التي تحمل مساعدات، راكدة بالقرب من الحدود التركية القريبة، في انتظار تصاريح وضمانات أمنية لدخولها.

وطوال فترة الصراع، اتُهمت قوات الأسد بقصف المستشفيات والمراكز المدنية واستهداف المدنيين وخنق مدن المعارضة، بينما فرّ الملايين من السوريين هرباً من مأسي الحرب، و غرق بعضهم في عرض البحر الأبيض المتوسط.

لقد تم التعريف بالحرب السورية عن طريق الصور البشعة ومقاطع الفيديو المنشورة في أعقاب الهجمات الدموية لقوات الأسد، أو عن طريق توثيق محنة الأطفال على وجه الخصوص، و قتل مئات الآلاف من المدنيين، بينما قامت قوات الأسد باجتياح مدن عظيمة كانت مزدهرة في وقت سابق، محولة إياها بدعم من الطيران الروسي إلى كتل من الحطام والخراب، لقد حفّزت هذه الصور الرأي العام في جميع أنحاء العالم - ولكن الأسد والذي يعترف "بوحشية هذه الحرب يصرّح بأن روايات شهود العيان لا ينبغي تصديقها بشكل تلقائيّ!

إذ قال الأسد في مقابلته الأخيرة: ""يظهر أولئك الشهود فقط عندما يكون هنالك اتّهام ضد الجيش السوري أو الروسي، ولكن عندما يرتكب الإرهابيون جريمةً ما أو مجزرة أو أي عدوان، لا نرى أياً من أولئك الشهود ... وهكذا، يا لها من مصادفة".

كما سخر الأسد من فكرة أن "ذوي الخوذ البيضاء" في سوريا - متطوعي الدفاع المدني في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، والذين يعتبرهم الكثيرون رمزاً للشجاعة والتحدي - يمكن أن يحصلوا على جائزة نوبل للسلام بعد ترشيحهم في وقت سابق من هذا العام، إذ قال: "ما الذي قاموا بتحقيقه في سوريا؟ بالنسبة لي فإنني سأمنح تلك الجائزة فقط، لأي من سيعمل من أجل السلام في سوريا".

لقد شاركت مجموعة "الخوذ البيضاء" جائزة حق العيش لهذا العام، والتي تعرف أيضاً باسم "نوبل البديلة" مع نشطاء من مصر وروسيا وصحيفة تركية، حيث أعلنت المؤسسة عن الجائزة في يوم الخميس.

وردّاً على سؤال حول أساليبه، بما في ذلك استخدام الأسلحة العشوائية، قال الأسد "عندما يكون لديك إرهابيين، لا ترمي عليهم البالونات، أو تقوم باستخدام العصيّ المطاطية على سبيل المثال، ينبغي عليك حينها استخدام الأسلحة الحربية كافة ضدهم" !

مقالات ذات صلة

حلب.. فرع الهجرة والجوازات يعلن استئناف عمله

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق الدولي منذ 8 ديسمبر

بعد السيطرة عليها.. "الوطني" يسلم منبج للشرطة العسكرية وإدارة مدنية

"السورية لحقوق الإنسان": النظام يعتقل الشبان على الحواجز لتجنيدهم بمعارك شمال ووسط سوريا

الجولاني يزور مدينة حلب لأول مرة بعد تحريرها

//