وثق ناشطون في مدينة حمص وقوع العديد من الضحايا المدنيين نتيجة لهجمات مكثفة شنتها قوات النظام السوري والطيران الروسي على مدن وبلدات في ريف حمص الشمالي. وقد تعرضت هذه المناطق لقصف بري وجوي متواصل، شمل قصفاً بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 20 مدنياً، بينهم أطفال ونساء. من بين الشهداء، عائلة كاملة مؤلفة من خمسة أفراد في بلدة الدار الكبيرة، بينما استشهد 14 مدنياً في مدينة تلبيسة.
القصف تركز بشكل خاص على مدينة تلبيسة، التي تعرضت لعشرات القذائف والصواريخ والغارات الجوية، بعضها محمل بصواريخ عنقودية. كما استهدفت قوات النظام الكليات العسكرية بالقرب من حي الوعر، وكلية الهندسة قرب المشرفة، بالإضافة إلى قرى جبورين وأكراد الداسنية. الطيران الحربي والمروحي شارك في الهجمات، مما تسبب في دمار واسع وتدهور الأوضاع الإنسانية، وسط انعدام الخدمات الطبية.
إعلام النظام تبنى قصف المستشفى الميداني في تلبيسة، مدعيًا استهداف "مجموعة مسلحة" تحصنت في أحد المنازل، وهو ما لاقى استنكارًا واسعًا من قبل الأهالي. في الوقت نفسه، ناشدت "إدارة العمليات العسكرية" في المنطقة السكان بالبقاء في منازلهم، بينما استمر القصف على المنطقة.
في المقابل، أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن استمرار تقدم الفصائل الثورية نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال من مهجري حمص للانضمام إلى المعركة ضد قوات النظام. وأكدت الفصائل أنها تمكنت من تحرير العديد من المناطق في ريف حمص الشمالي، بما في ذلك مدينتي الرستن وتلبيسة وعدد من القرى والبلدات مثل "تير معلة، الغنطو، الزعفرانة، التلول الحمر"، مما جعل الثوار يقتربون من مدينة حمص.
كما دعت "إدارة العمليات العسكرية" قطع النظام في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل ضمان سلامتهم، بينما تشير التقارير إلى أن المعارك وصلت إلى تخوم محافظة حمص.
وتعليقًا على هذه التطورات، صرح المقدم حسن عبد الغني، القيادي في "إدارة العمليات العسكرية"، بأن النظام يواصل قصف المناطق التي فر منها مؤخراً، قائلاً: "النظام المجرم يقصف البلدة على رؤوس أهلها بمجرد هروب قواته منها، هكذا يتعامل مع الأرض التي يفر منها".