معاناة السوريين العائدين من لبنان جراء الكلفة المالية الكبيرة والابتزاز الذي يواجهونه على المعابر - It's Over 9000!

معاناة السوريين العائدين من لبنان جراء الكلفة المالية الكبيرة والابتزاز الذي يواجهونه على المعابر

يواجه السوريون العائدون من لبنان إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال سوريا صعوبات كبيرة خلال رحلة عودتهم، التي تمتد من ثلاثة إلى خمسة أيام، في ظل استغلال مالي واستغلال إنساني متواصل. تبدأ هذه الرحلة من كراجات بيروت، حيث تختار العائلات المعابر التي ترغب في استخدامها، ثم تنتقل بواسطة السيارات أو الحافلات باتجاه الحدود اللبنانية-السورية.

تحديات على طول الطريق
خلال رحلة العودة، يضطر العائدون للمرور عبر مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مما يضطرهم لدفع مبالغ مالية مرتفعة عند الحواجز. في بعض الأحيان، يلجأ البعض إلى الاستعانة بالمهربين لتسهيل مرورهم، مما يزيد من الكلفة الكلية للرحلة، التي قد تصل إلى 500 دولار للشخص الواحد فوق سن 11 عاماً. يعتمد مسار الرحلة على المعبر المختار، وغالباً ما تشمل المسارات المرور عبر حمص وحلب وصولاً إلى إدلب، مع تكاليف إضافية تفرضها الحواجز والمهربون.

محطات الاستغلال
مع اقتراب العائدين من معبر "عون الدادات" الذي يفصل بين مناطق سيطرة "قسد" ومناطق المعارضة، تزداد المعاناة. تشتهر هذه المنطقة بـ "ساحة زكوري"، التي يديرها شخص يُعرف بـ "زكوري"، حيث يتم ابتزاز العابرين بمبالغ غير قانونية. يُجبر العائدون على الانتظار في ظروف صعبة قد تمتد لأيام دون أي خدمات أساسية، مما يعمق معاناتهم.

شهادات من العائدين
يشارك العديد من العائدين قصصهم عن الاستغلال المالي والمعاملة السيئة على طول الطريق. أحد العائدين، شادي فاضل أبو إسحاق، تحدث عن تكاليف رحلته التي تجاوزت 800 دولار، مع دفع مبالغ للحواجز التابعة للنظام  و"قسد"، إضافة إلى رسوم المهربين. ووصف فاضل الرحلة بأنها "كابوس" بسبب المخاوف من العبور عبر مناطق سيطرة النظام كونه مطلوباً للاحتياط.

في شهادة أخرى، تحدثت أم فراس عن معاناتها خلال الرحلة، حيث وصفت العبور بأنه "تجارة بشرية"، مشيرة إلى أن العودة كانت مليئة بالصعوبات والممارسات التعسفية، مما جعلها تشعر بأنها غريبة في وطنها.

استغلال على المعابر
تكمن المشكلة الأكبر في الاستغلال المتبادل بين الأطراف المسيطرة على المعابر، بما في ذلك "قسد" وفصائل المعارضة. وتُعد "ساحة زكوري" مركزاً لعمليات الاستغلال المالي، حيث يتم إجبار العابرين على دفع مبالغ كبيرة مقابل السماح لهم بالمرور. ويكشف استمرار هذه الممارسات عن الفساد المتجذر في صفوف الأطراف المتورطة، التي تقدم غطاءً لـ "زكوري" للاستمرار في عمله.

الأوضاع الإنسانية
تعاني العائلات العائدة من نقص حاد في الخدمات الطبية والغذائية، خاصة مع وجود حالات مرضية وحالات ولادة طارئة. وعلى الرغم من جهود فرق الدفاع المدني السوري لتقديم بعض المساعدات الإنسانية، إلا أن هذه الجهود لا تغطي حجم المعاناة المتفاقمة.

واقع العودة الصعب
تحولت رحلة العودة من لبنان إلى الشمال السوري إلى تجربة مرعبة للعائلات الهاربة من الحروب، حيث يعانون من الابتزاز والممارسات غير القانونية على طول الطريق. وفي ظل تفاقم هذه الانتهاكات، تبقى العودة إلى "المناطق المحررة" أملاً بعيد المنال للكثيرين، بينما تظل الحاجة ملحة لتسليط الضوء على هذه الممارسات والعمل على إيجاد حلول تحفظ كرامة العائدين وتضمن أمانهم.

تتجلى معاناة السوريين العائدين في الكلفة المالية الكبيرة والابتزاز الذي يواجهونه، مما يجعل عودتهم إلى ديارهم رحلة شاقة ومليئة بالتحديات، في ظل غياب الحلول الفعّالة التي تضمن لهم حقوقهم الإنسانية الأساسية.







مقالات ذات صلة

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا

غرفة صناعة دمشق تناقش مشروع تأمين فرص عمل للاجئين اللبنانيين

مصادر تكشف هوية القيادي بالحزب اللبناني الذي قتل بالغارة الإسرائيلية في السيدة زينب

الاتحاد الأوربي يقدم خمسة ملايين يورو دعما للوافدين من لبنان إلى سوريا

إحصائية جديدة بعدد العائدين السوريين من لبنان

النظام يوقع مذكرة تفاهم مع إيطاليا دعما للاجئين العائدين من لبنان