يعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مطار اللاذقية الدولي وقاعدة حميميم الروسية فجر الخميس تصعيداً خطيراً في الصراع السوري، حيث استهدفت الغارات مستودعات أسلحة وذخائر بعد وصول طائرة إيرانية تابعة لشركة "قاشيم فارس إير"، وهي شركة معروفة بعلاقاتها بالحرس الثوري الإيراني. هذا الهجوم يُعتبر الأول من نوعه على مطار اللاذقية منذ بداية الغارات الإسرائيلية على سوريا.
مصادر ل" تلفزيون سوريا" أكدت أن الغارات استهدفت مواقع في مطار اللاذقية وقاعدة حميميم، التي تشترك في مدرجاتها مع المطار المدني، دون استهداف مباشر للمدرجات أو أبراج المراقبة. وتُعدّ هذه القاعدة من أهم المنشآت العسكرية الروسية في سوريا، مما يضع الهجوم في سياق إقليمي أكثر تعقيداً، حيث تضمنت العمليات مشاركة البحرية والجوية الإسرائيلية، في حين حاولت أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية اعتراض الصواريخ.
الهجوم تزامن مع مغادرة طائرة إيرانية تابعة لشركة "قاشيم فارس إير" التي تخضع لعقوبات أميركية منذ عام 2019 لنشاطاتها غير القانونية في تهريب الأسلحة والمقاتلين. استهداف هذه الطائرة، التي وصلت في حالة تخفي وبقيت ست ساعات فقط في المطار، يُثير التساؤلات حول طبيعة الشحنة التي كانت تنقلها وأهميتها في الشبكة الإيرانية لنقل الأسلحة عبر سوريا إلى مناطق أخرى مثل لبنان.
الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً مواقع في مدينة جبلة المجاورة، حيث أسفر الهجوم عن انفجار مستودع ذخيرة. وعلى الرغم من محاولة فرق الإطفاء الروسية والسورية السيطرة على الحريق، إلا أن شدة الانفجارات وتطاير الصواريخ من المستودع حالت دون الوصول إليه في البداية.
تصاعد التوتر في أعقاب هذا الهجوم يعزز القلق بشأن زيادة النشاط الإيراني في سوريا، لا سيما في مناطق حساسة تحت السيطرة الروسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن توجيه غارات نحو قاعدة عسكرية روسية يشير إلى احتمالية وجود تصعيد أكبر بين الأطراف المتورطة في الصراع السوري، في ظل التحركات العسكرية الإسرائيلية المستمرة لتعطيل نقل الأسلحة الإيرانية.