زعمت إسرائيل أن النظام السوري قام ببناء منشأة نووية سرية في دير الزور، تهدف لإنتاج البلوتونيوم، بدعم من إيران. جاءت هذه المزاعم في خطاب ألقاه رئيس وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية، موشيه إدري، خلال مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
تصريحات المسؤول الإسرائيلي
أوضح "إدري" أن المنشأة المزعومة، التي لم يتم الإعلان عنها من قبل، تُعتبر جزءاً من مشروع نووي سوري مدعوم مباشرة من إيران. وأضاف أن النظام السوري لم يلتزم بتعهداته الدولية بشأن الضمانات النووية على مدار أكثر من عقد من الزمن. واعتبر "إدري" أن إيران هي المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى استمرارها في تطوير برنامج نووي عسكري يهدف لإنتاج أسلحة نووية. وأكد أن إيران لا تزال تجمع التكنولوجيا والمعرفة النووية إلى جانب المواد الانشطارية بكميات مثيرة للقلق.
البلوتونيوم واستخداماته
البلوتونيوم هو عنصر كيميائي مشع يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة الأسلحة النووية وتوليد الطاقة النووية. يتميز بإمكانية إنتاج تفاعلات انشطارية قوية، مما يجعله أساسياً في صنع القنابل النووية والمفاعلات النووية.
الخلفية التاريخية
في مارس 2023، قام مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، بزيارة إلى سوريا، حيث التقى برئيس النظام السوري بشار الأسد، وناقش "الاستخدام السلمي للطاقة النووية في سوريا". هذه الزيارة كانت تتعلق بالتحقيق الذي بدأته الوكالة عام 2008 بعد قصف إسرائيل لموقع الكبر في ريف دير الزور في سبتمبر 2007، بسبب مزاعم بتخصيب اليورانيوم في مفاعل نووي سري.
اعترافات إسرائيلية
في مارس 2018، اعترف الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية عن غارة جوية استهدفت منشأة في شرق سوريا عام 2007، والتي يُشتبه بأنها كانت تحتوي على مفاعل نووي سري يطوره النظام السوري بالتعاون مع إيران وكوريا الشمالية.
موقف إسرائيل من الأسلحة النووية
طورت إسرائيل برنامجها النووي في الخمسينيات بدعم من فرنسا، وأسست مفاعل "ديمونة" في صحراء النقب. اعتمدت إسرائيل سياسة "الغموض النووي"، حيث لم تؤكد أو تنفِ امتلاكها للأسلحة النووية. وتُقدر التقارير الدولية أن إسرائيل تمتلك بين 80 و400 رأس نووي، دون أن تنضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي. وتستخدم إسرائيل برنامجها كأداة "ردع استراتيجي"، مما يجعل من الصعب على الدول الكبرى الضغط عليها لتفكيك ترسانتها النووية.