كيف ينظر أهالي اللاذقية للهدنة؟

بلدي نيوز – اللاذقية (عبدالله محمد)
ينظر سكان اللاذقية إلى الهدنة على أنها هدنة لصالح نظام الأسد الذي دمّر بيوتهم وهجرهم من ريف اللاذقية بعد سيطرته على معظم الريف الشمالي والشمالي الشرقي خلال الأشهر الماضية ولا تزال مشاعر الخوف من ملاحقتهم في مخيماتهم الحدودية بعد انتهاء الهدنة.
وبعد التقدم إلى جبلي الأكراد والتركمان لم يبق للمدنيين سوى مساحات صغيرة جداً نصبوا عليها خيمهم التي لم تسلم من قذائف النظام وصواريخه الجوية والبرية يرى هؤلاء المدنيين بأن الهدنة المعلنة من جانب روسيا وأمريكا مجحفة بحقهم فكيف لهم أن يعيشوا بمأمن وقد غدر النظام بهم مرات عدة في وقت الهدن ثم من يضمن لهم عدم تعرضهم للقصف مرة أخرى بعد انتهاء الهدنة؟ هي الأسئلة التي تقلق المدنيين هناك وتقض مضجعهم.
أبو محمد عبد الجبار أحد النازحين من قرية أوبين الحدودية قال لبلدي نيوز : " لن أعود لمنزلي في قرية أوبين المدمّرة حتى تنسحب قوات النظام من جبلي الأكراد والتركمان لأننا سنكون عرضة لقذائف النظام وصواريخه فالكل يعل وشاهد ما جرى منذ عدة أشهر عندما قصفت المخيمات المجاورة للقرية من الطائرات ومن مواقع قوات النظام المتمركزة في المراصد العالية في الأكراد والتركمان، كما فعالها سابقاً دون أن يمنعه أحد سيعيد الكَرّة مرة أخرى".
وتابع" أعتقد أنه لا عهد له ولا ذمة ثم إلى أين سنعود إلى المباني المدمرة التي جعلها النظام أثراً بعد عين أم سنبني خيم جديدة تحت رحمة القصف وخاصة أن جميع الطرق في المناطق التي لم تصل إليها قوات النظام مكشوفة وتحت مرمى نيرانها، أعتقد أن وجودنا على الحدود في الخيم أكثر أمانا لنا".
خلال أقل من 24 ساعة استطاع المجتمع الدولي وقف إطلاق النار بشكل شبه كلي باستثناء بعض الخروقات من جانب النظام وروسيا، أمر يدعو أحمد قاسم أحد أبناء مدينة اللاذقية للتساؤل، حيث قال: "إن كانت الدول تستطيع وقف نزيف الدماء ووقف الأعمال العدائية فلماذا لم تفعل ذلك عندما ارتكب نظام الأسد وروسيا والميليشيات الأجنبية المجازر بحق المدنيين؟!
وتابع، "أجزم بأن المجتمع الدولي شريك في سفك الدم السوري لقبوله ذلك وعدم منعه للأسد، بل أضيف على ذلك أنه أعطى ضوءاً أخضراً للنظام كي يقضي على ثورة السوريين التي نادت بالحرية والكرامة".
وأضاف أحمد، "الهدنة التي تم الإعلان عنها من قبل العالم الذي تمكن خلال 24 ساعة من ايقاف آلة التدمير ولو بشكل جزئي عندما أراد ذلك لم تساعدنا ولم نستفد منها بشيء بل استفاد منها النظام كي يحشد قواته ويعيد ترتيب أوراقه لشن هجمات على مناطق يريد السيطرة عليها، فأنا لا أستطيع أن أذهب لأرى منزلي في داخل مدينة اللاذقية كونها ما زالت قوات النظام تسيطر عليها و لن تلتزم بأي هدنة، فمازالت حملات الاعتقال مستمرة داخل المدينة ولا اثق بأي عهد من قبل النظام المجرم".
بدوره عبد الرحمن جبلاوي قال في حديث لبلدي نيوز، "ما يدل على أن النظام هو المستفيد الوحيد من الهدنة هو التزامه بها في مناطق وخرقه لها في مناطق أخرى ففي ريف اللاذقية يعتبر هو المسيطر بشكل رئيسي ولا مناطق ليقصفها فقد دمّر ما بقي من قرى وبلدات في المساحة الصغيرة الخارجة عن سيطرته في ريف اللاذقية ونرها يخرقها في إدلب وحلب وريف حمص وريف دمشق باختصار هي هدنة بالمقاس وحسب الطلب بالنسبة للنظام".
وأكدت مصادر ميدانية لبلدي نيوز في ريف اللاذقية أن قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية في جبل الأكراد، إضافة تحصين مواقعها التي سيطرت عليها مؤخرا فليس من مصلحتها حاليا خرق الهدنة في مناطق ريف اللاذقية.
الجدير بالذكر أنه يقطن على الحدود السورية التركية أكثر من 5000 عائلة نازحة من قرى ريف اللاذقية التي دمرت طائرات النظام وروسيا منازلهم إضافة للمدفعية وراجمات الصواريخ، حيث اتبع النظام سياسة الأرض المحروقة تمهيداً للتقدم والسيطرة على كامل ريف اللاذقية.