قسد للمدنيين بمناطق سيطراها: النفط والخبز مقابل المشاركة في الانتخابات

بلدي نيوز 

هددت "كومينات" (لجان الأحياء) التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) سكان مناطق شمال شرق سوريا بحرمانهم من الخبز والغاز والمازوت والخدمات في حال عدم مشاركتهم بالانتخابات البلدية المزمع إجراؤها الشهر القادم.

وحددت "الإدارة الذاتية" موعد إجراء انتخابات محلية في مناطق نفوذها بتاريخ 11 يونيو/ حزيران المقبل لاختيار رؤساء البلديات.

وحصل موقع تلفزيون سوريا على عدد من التسجيلات الصوتية لرؤساء كومينات شاركوها ضمن مجموعات تطبيق "واتساب" يضم سكان أحياء في محافظة الحسكة ومناطق أخرى في شمال سوريا.

وفي تسجيل صوتي، تقول رئيس "الكومين" إن "الرفاق (في إشارة لأعضاء حزب العمال) سوف يمنحون في المستقبل السكر والرز والشاي (بون) والغاز والمازوت عبر بطاقة الانتخابات حصرا ولذلك عليكم إصدار البطاقة".

وفي تسجيل آخر يوجه مسؤول عن توزيع الخبز على معتمدي ورؤساء الكومينات بالحسكة بعدم تسليم الخبز لكل من لا يصدر بطاقة انتخابية وتسجيل أسماء كل من يرفض الحصول على البطاقة أو إصدارها".

ويقول في التسجيل الصوتي "لا تسلم الخبز لمن لا يملك بطاقة انتخابية وسجل أسماء الرافضين على ورقة وليوقعوا على عدم موافقتهم على إصدار بطاقة انتخابية".

وتداول ناشطون تسجيل صوتي لرئيس كومين حي المرورية في الرقة وهو يهدد أهالي الحي بعدم بيعهم الخبز المدعوم في حال عدم إصدارهم بطاقة انتخابية.

ويضيف رئيس الكومين في التسجيل "من لا يملك بطاقة انتخابية عليه القدوم للمحل والتوقيع على ورقة بعد أن يكتب فيها أنه يرفض استلام بطاقة".

ونشر الناشط مصطفى الخلف تسجيل صوتي لـ رئيس "كومين" حي الأكراد بالرقة المدعو "محمد عبدي" وهو يحذر أهالي الحي بالقول أن "كل شخص لم يُصدر بطاقة انتخابية لن يحصل على المازوت والغاز ولن يتمكن من تسجيل سيارته أو الحصول على بطاقة حسن سلوك أو أي وثيقة ثبوتية من الكومين".

كشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن استخبارات "قسد" وجهت بالضغط على رؤساء الكوميات وموظفيها وعناصرها بضرورة مشاركة جميع أفراد عوائلهم في الانتخابات.

وحذرت استخبارات "قسد" موظفي وعناصر مؤسساتها المدنية والعسكرية وعوائلهم من مغبة مقاطعة الانتخابات أو عدم المشاركة فيها.

وإلى جانب ذلك عمدت "قسد" إلى تجنيد ناشطين وصحفيين موالين لها للترويج للانتخابات، وحث سكان المنطقة على المشاركة فيها عبر حملات ترويج منظمة على صفحات التواصل الاجتماعي.

كما وجهت "قسد" أجهزتها الأمنية بمتابعة واستهداف كل ناشط وصحفي يدعو لمقاطعة الانتخابات أو عدم المشاركة فيها.

بدوره أكد "المجلس الوطني الكردي" أن الانتخابات التي تستعد "الإدارة الذاتية" للقيام في مناطق سيطرتها شرقي الفرات "تتم في بيئة غير محايدة ومحسومة النتائج بشكل يكرس سلطة وهيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي، التي تستند إلى عقد اجتماعي مؤدلج".

وفي بيان عقب اجتماعه في مدينة القامشلي نقلته منصة "الائتلاف الوطني السوري"، شدد "المجلس الوطني الكردي" على أن هذه الانتخابات "تفتقر إلى الشرعية".

والسبت الماضي، أعلنت "الإدارة الذاتية" أن عدد المرشحين في الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 11 حزيران المقبل بلغ 5336 مرشحاً، استُلمت طلباتهم وتمت الموافقة عليها.

وقالت المفوضية العليا للانتخابات في الإدارة الذاتية إن عدد مراكز الاقتراع في شمال وشرق سوريا بلغ 1792 مركزاً إلى جانب 2113 صندوقاً. 

وتعتزم "الإدارة الذاتية" تنظيم الانتخابات على أساس ما تصفه بـ "العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا"، الذي أعلنته في 13 كانون الأول 2023، في خطوة نحو سعيها لتعزيز سيطرتها على مناطق شمال شرقي سوريا.